آدم وحواء والصراع مع بدء الحياة لتكريم البشر ؛ وما بين جدلية ما زالت تتلاشى لتعود من جديد لتبدو وكأنها صراع ما بين الحق والباطل ! وما بين العبودية والحرية وهي مساحة شاسعة والخوض بها لا تكفيه كتابة مجلدات عن فرضيات وتجارب وحوارات الهدف منها أسمى من تكريس يوم واحد للمرأة . قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1)) النساء. آيات محكمات عديدة ذكرت النساء بها وأعظم تكريم لها سورة خاصة وهي سورة النساء وهي سورة مدنية وعدد آياتها 176 آية , تكاد تكون شاملة مبينة لأحكام عديدة مهما اجتمعت القوانين لن تكون لتفي النساء حقوقهن أكثر مما ورد بهذه السورة العظيمة المستنبط منها حياة كاملة لو أخذ بها الجميع لسادت العدالة التي أوجبها الله لعباده المكرميين ليفوزوا برضاه عز وجل وتنعم البشرية بالسعادة . ومما ابتدع البشر بدعة تكاد تدعوا إلى ضلالة بإسقاط النساء في خطب جلل من خلال تداعيات حضارات قديمة ومعاصرة وأخالها مستحدثة لتثير السخط في بعض النفوس البشرية من كلا الجنسين بالخلط ما بين الواجبات والحقوق للنساء كافة , الأم , والزوجة , والأخت , والإبنة , وحتى النساء عامة وما لهن وما عليهن بالمعروف والإحسان . وإذا تطرقنا إلى الحقبة المعاصرة التي تجتاحنا بها المصطلحات العديدة الغير مستقرة وتخضع للتعديل تارة أو الإضافة أو البتر والنكران لعدم صحتها أو لعدم موائمتها لحياتنا فتدخل عندها في باب الباطل الذي قد ينكره الكثير مم من قد يصيبهم الضرر منها وحسب ما تمليه مصالحه الشخصية الدنيوية . فنجده ساخطاً كارهاً معارضاً ويلجأ إلى سن قوانين جديدة تتماشى مع مصالحه الشخصية وقد تكون ضيقة الأفق ولكنها ما تلبث أن تعود بعد الرضى تنقلب عليه بالسخط والكراهية . فيعود الإنسان جهولاً ظلموماً بما هو ثابت " من خلال ما جاء بآيات قطعية الثبوت قطعية الدلالة " كالتي وردت بالأحكام الشرعية بالقرآن الكريم لتحفظ الحقوق والواجبات كالميراث والزواج والطلاق والعقوبات وكل المعاملات الخاصة والعامة بالحياة الداخلية والخارجية للمسلم ؛ والتي من عظمة ثباتها في كل المتغيرات لجأ إليها عوام كثر ومن مختلف الديانات للأخذ منها كقوانين ومنهاج حياة لمزايها الحميدة . وأعظم من كل ذلك قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً)آية 143 سورة آل عمران . وعن عبد الله بن مسعود قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هلك المتنطعون .هلك المتنطعون .هلك المتنطعون " رواه مسلم . أي بمعنى المتعمقون , الغالون المجاوزون في أقوالهم وأفعالهم وهو دليل على التوسط والإعتدال والتيسير برفق وبالتوازن يتم الإعتدال . وكي تنعم النساء بحياة يكللها الرضى والسعادة عليهن أن يحفظن التوازن المبني على العدل ما بين الصراع القائم ما بين الباطل والحق فحواء أسمى من أن تقع بصراع مع آدم وهي دائرة متكاملة لحياة نعيش بها جميعاً سواء ؛ ولن تكون متوجة بالرضى ما لم يتم ترسيخ القناعة بأن السعادة تنبع من رضى النفس قبل رضى الشريك الآخر ؛ فهل شقائق الرجال يشعرن بالرضى وينعمن بحفظ ثوابت لهن بما عليهن من واجبات وما لهن من حقوق متسمة بالحكمة والعقلانية المستنيرة بفيض الإيمان