دون إطالة فقد وصلني هذا الموضوع أو المقال أو الرد (مرفق في نهاية النص) من أحد أعضاء المكتب السياسي لحزب الشعب – وبصراحة فقد تحملت وقرأت الموضوع لآخره علي أجد رداً على ما طرحته من "بصم" قوى اليسار الرسمية في اللجنة التنفيذية على قرار عباس استئناف المفاوضات، رغم الاعتراض الصوري الذي لا يغير من حقيقة تمرير القرار. كالعادة وبسبب الافلاس المزمن لم يجد الكاتب عضو المكتب السياسي حرجاً في التهجم الشخصي والرد الانفعالي، دون توضيح موقف حزبه في تنفيذية عباس والذي في نهاية المطاف قبل بالبيان الذي يعيدهم "بالجملة" للمفاوضات، مع تسجيل ملاحظات لا طعم ولا لون ولا رائحة لها، أي أنه لم يطرح حتى موقف حزبه مما جرى، بل اكتفى باجترار مواقف سابقة في المجلس المركزي الذي سبق وساقهم إليه عباس ليتخذوا قراراً على الطرف الآخر والنقيض لما تم تمريره في تنفيذية الأمس، بعبارة أخرى: ابصموا على وقف المفاوضات، وبعدها ابصموا على عودة المفاوضات، ولايهم من بعد ذلك لا قدس ولا أقصى ولا حرم ابراهيمي، المهم البصم.
التحدي قائم لكل تلك القوى التي تدور في فلك عباس ورهطه وتمنحه الغطاء لتمرير مخازيه اما في مجلس مركزي أو تنفيذية فاقدة للشرعية – وبقانونهم هم - : هل يستطيع أي فصيل من المعترضين تجميد عضويته على الأقل – ولا نقول الانسحاب – من لجنة تنفيذية تبصم فقط على قرارات معدة سلفاً؟
مع ملاحظة أنني على استعداد تام لمناظرة أي من هذا اليسار فرادى أو مجتمعين – ان كانت لديهم الجرأة – ومع ملاحظة أن الكثير من قوى اليسار الخارجة عن نفوذ أوسلو المالي ترفض ما تقوم به الفصائل المتمنطقة باليسار.
رد هزيل ضعيف يعكس تماماً ما ذهبنا إليه من هزلية المواقف لهذه القوى التي حصد تحالف ثلاثة منها مقعدين في التشريعي، ل"يفرطوا" تحالفهم من أجل مناصب في حكومة الوحدة الوطنية لأن كل فصيل عظيم من الثلاثة أراد منصباً مستقلاً له لا يمكن أن يحصلوا عليه من خلال مقعدين في التشريعي - انعكاس حقيقي لحجمهم وفعلهم وشعبيتهم!
ليته لم يكتب، لكفى نفسه وحزبه ما يعرفه ونعرفه، وان عدتم عدنا، ولا ينقص منا أن نرد ونتحدى المفلسين.
لا نامت أعين الجبناء د. إبراهيم حمّامي 08/03/2010 ------------------------------------------------------------------------ عجباً لهذا الحمامي !! بقلم/ نافذ غنيم* وكأنها موضة هذا العصر "الخرابيشي"، أن لا يجد البعض من كتابنا مكانا له ولكتاباته إلا من خلال التفنن في الإساءة للآخرين وتشويه مواقفهم، وأكثر من ذلك أن يرتضوا لأنفسهم بان يتحولوا لأبواق من اجل تكريس الانقسام وتعزيز روح الحقد بين أبناء شعبنا المعذب الذي ينتظر قولا رحيما يخفف من آلام نكساته وأزماته التي طالت كل مكوناته، وصولا لمنظومة الأخلاق التي يفترض أن يتمتع بها نخبة المجتمع من مثقفين وساسة . مرة أخرى تقتحم مقالات السيد إبراهيم حمامي بريدي الخاص، وأنا الذي أرسلت له إشعارا بعدم رغبتي في استقبال أي من كتاباته، ليس لسبب سوى أنني اشعر بامتعاض شديد بعد اطلاعي عليها، ولا استطيع أن أصنف ما يكتبه ضمن الرأي الأخر كي استوعبه وأتفاعل معه على هذا الأساس، فالرأي الأخر يستوعب في إطار الاختلاف الفكري او السياسي، لكن لا يمكن استيعابه او تفسيره عندما يتجاوز هذه الحدود، ليقسم المقسم، ويشتت المشتت، ويكرس واقعا مذلا لشخصية الإنسان الفلسطيني . هذه المرة مقال بعنوان " ظاهرة اليسار الصوتية " ، لا شيء يعجب السيد حمامي سوى نفسه، ومن يسيرون على طريقه إلى يوم الدين، وكأنه يقول "شر للبيع" او بالأصح "خالف تُعرف" هو الأمر هكذا، يستفز الآخرين بتوجيه الاتهامات لهم لغرض في نفس يعقوب، وربما أملا في ردودهم لكي يحقق هدف النجومية .. على أي حال كان لابد من التوقف عند ما ورد في مقاله المذكور ليس بهدف الرد بقدر مناقشة ذلك .. بالطبع السيد حمامي لا يمكن أن يكون موضوعي تجاه من يخالفه الرأي أو لا يدور في فلك جماعته، فالعلماني متهم كذلك اليساري والماركسي وغيره ممن لا يطيب له مواقفهم، وهذه المرة اوجد لنفسه ما يتسلى به من موقف قوى اليسار تجاه قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي اتخذ في اجتماعها الأخير، والقاضي باستئناف المفاوضات الغير مباشرة مع الإسرائيليين خلال أربعة أشهر قادمة استنادا للقرار العربي بهذا الشأن، وأنا هنا لست بصدد تفسير مواقف كافة قوى اليسار الممثلة في اللجنة التنفيذية، كما لست بصدد الدفاع عن موقف حزب الشعب الفلسطيني الذي انتمي إليه، والذي لا يحتاج لأي دفاع نظرا لوضوحه ومبدئيته، الذي أكد رفضه لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين دون وقف واضح للاستيطان، وتحديد مرجعية التفاوض وسقفها الزمني، مرتكزا بالطبع إلى قرار المجلس المركزي الفلسطيني بهذا الشأن خلال دورته الأخيرة التي عقدت أواخر العام المنصرم برام الله، ومؤكدا بان هذا القرار شان فلسطيني بالدرجة الأولى في إشارة إلى الموقف العربي الذي اتخذ بهذا الصدد . إن حزب الشعب الفلسطيني الذي قدم هذا الموقف مكتوبا لاجتماع اللجنة المركزية، وتناولته معظم وسائل الإعلام، لم يأتي كتسجيل موقف ولا للمزايدة على الآخرين كما يحاول السيد حمامي تصوير ذلك، وإنما هو موقف مبدئي اعتبره الحزب بعد نقاش معمق في هيئاته المركزية بأنه الموقف الذي يخدم المصلحة الوطنية، لا سيما أن كافة القوى الوطنية الفلسطينية قد أجمعت على ذلك في اجتماع المجلس المركزي الأخير كما ذكرت، ومن الطبيعي والبديهي أن يعلن الحزب موقفه في حال الاختلاف مع الآخرين داخل احد المؤسسات الرسمية التي يشارك فيها إلى جانب الفصائل الفلسطينية الأخرى، كما هو الحال في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لكن كما يبدو بان السيد حمامي لا يريد أن يكون لموقفنا هذا المضمون كي يسهل عليه مهاجمة الجميع بالجملة، فقد يكون ذلك أسهل لكتاباته، وقد تكون مادة أكثر دسامة لمقالاته التي لا تعرف حدود لمنطقه الغريب، أما إذا كان سبب هجومه على قوى اليسار وغضبه لتمسكها بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وبان اختلاف مواقف بعض فصائلها تجاه قضية ما، لا يعني الافتراق عنها او تعليق عضويها في مؤسساتها أو إنهائها، فهذا أمر أخر، وهنا يجب التذكير بان محاولة تأجيج المواقف وإثارة النفوس لن يجدي نفع مع فصائل تشكل جذر النضال الفلسطيني، وتؤكد مواقفها رغم التباين بينها عنوان القضية الوطنية ومصلحة الشعب والحفاظ على المشروع الوطني وعلى منظمة التحرير والعمل على تطويرها، والأجدى له ولغيره ولمصلحة شعبنا، أن يشحذ قلمه ضد الانقسام ومن تسبب به، وضد من يعرقل توقيع ورقة المصالحة المصرية، ويلحق بشعبنا الأذى بسبب الانتهاكات والتجاوزات التي تغزو كافة الميادين، أن يفكر ويكتب بعيدا عن فئوية المواقف والتعصب المبالغ فيه، لان المدخل لصون مصالح شعبنا والحفاظ على حقوقه الوطنية يأتي عبر بوابة واحدة، هي بوابة الوحدة الوطنية، والإبقاء على الأجندة الوطنية عنوان لكل الفعل الفلسطيني، ولا يمكن أن يكون ذلك بالردح الكلامي أو الكتابي كما هو موسم اليوم وحال سوقنا . غزة – 8/3/2010م ·عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني [email protected]