بسبب تأييده لمطلب مسلمي المدينة برفع الأذان، تلقى أسقف كنيسة أكسفورد البريطانية تهديدات بالقتل ورسائل تحث على الكراهية، وتظهر "الجانب المظلم من المجتمع البريطاني"، بحسب صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية. وقال أسقف أكسفورد جون بريتشارد للصحيفة البريطانية اليوم الثلاثاء: "لقد تلقيت رسائل إلكترونية غير عادية، تكشف عن الوجه المظلم للمجتمع البريطاني". طالع: أسقف أكسفورد يؤيد رفع الأذان
وطالب مسجد أكسفورد المركزي في يناير الماضي برفع الأذان 3 مرات يوميًّا في مكبرات الصوت في صلوات الظهر والعصر والمغرب فقط؛ حتى لا يتسببوا في مضايقات لغير المسلمين والذين ربما يكونون نيامًا وقت صلاتي العشاء والفجر، وهو ما قوبل بتأييد من قبل الأسقف البريطاني الذي اعتبر أن رفع الأذان من "الحريات الدينية". "رسائل كراهية" ومنذ ذلك الحين أصبح بريتشارد، (61 عامًا)، هدفًا لمطالبات بالاستقالة ورسائل كراهية وتهديدات بالقتل. وفي اجتماع عام عقد الأحد الماضي لمناقشة هذه القضية المثيرة للجدل قال بريتشارد: "إن أحدهم كتب لي رسالة كرّر فيها كلمة (استقل) 6 مرات بخط كبير". وتابع قائلاً: "شخص آخر طالب بذبحي، وثالث قال إنه يتمنى لو كان يعيش قريبًا مني حتى يبصق على وجهي". وكان بريتشارد وهو واحد من أرفع أساقفة الكنيسة البريطانية، قد نشر خطابًا على موقع الكنيسة الشهر الماضي، أعلن فيه تأييده لمطلب رفع الأذان عبر مكبرات الصوت. وجاء في هذا الخطاب: "على المستوى الشخصي أشعر بالسعادة لمساعي مسجد أكسفورد المركزي بشأن رفع الأذان لحث المسلمين على الصلاة.. إنه أمر طبيعي ومنطقي". يشار إلى أن مطلب المسلمين أثار موجة من الجدل والانتقادات، في مدينة أكسفورد التاريخية التي يقطنها نحو 7 آلاف مسلم أغلبهم من أصول آسيوية. "جيتو للأقلية المسلمة" وبينما طالب كثيرون من سكان المدينة السلطات بعدم السماح بذلك، معتبرين أن رفع الأذان في المكبرات فوق مدينتهم سيحولها إلى "حي أو جيتو للأقلية المسلمة"، رأى آخرون أنه "وسيلة لفرض الإسلام على مجتمع ثقافته مسيحية"، بحسب الصحيفة البريطانية. وفي المقابل أكد السكرتير العام للمسجد المركزي عاطف حسين أن "هذه فكرة طيبة (رفع الأذان) من قلوب نقية". وأردف قائلاً: "إن رفع الأذان شعيرة يريد المسلمون أن يتداولوها، دون أي نية لفرضها أو إقحامها على أي ثقافة أخرى". ولكي يستطيع المسجد رفع الأذان، فإنه يتعين الحصول على موافقة على الاقتراح من مجلس المدينة، وكان زعماء مسلمون قالوا: إن موجة الجدل التي أعقبت الاقتراح، أجَّلت عرضه بشكل رسمي على المجلس المحلي. وفي السياق ذاته قال حسين: إنهم لن يتقدموا رسميًّا بالطلب، إلا بعد حسم النقاش المحتدم بشأن هذه القضية. ويعيش في بريطانيا نحو 1.8 مليون مسلم، أي ما يعادل حوالي 2.7% من إجمالي عدد سكان البالغ نحو 60.6 مليون نسمة. ويشتكي كثير من مسلمي بريطانيا من تنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" أو الخوف من الإسلام في المملكة المتحدة، واتهمت دراسة بريطانية حديثة الإعلام وبعض الأعمال الدرامية بأنها تزيد من حدة "الإسلاموفوبيا" والكراهية ضد المسلمين، من خلال تصوير المسلمين كأشخاص محبين للعنف وإرهاب الآخرين. وتصاعدت خلال عام 2007 في غرب أوروبا وتيرة التخويف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، وتعددت مظاهرها، حيث صدرت تصريحات لقيادات سياسية كالنائب البرلماني الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز الذي هاجم القرآن الكريم صراحة، وقيادات دينية مثل السكرتير الخاص لبابا الفاتيكان جورج جاينزفاين الذي حذر مما أسماه "أسلمة الغرب". كما تجلت مظاهر (الإسلاموفوبيا) أيضًا في ظهور حركات شعبية تحذر من تزايد أعداد المسلمين في أوروبا، مثل "أوقفوا أسلمة أوروبا".