من تعليق على خبر تعزية في وفاة الاخ الفقيد محمد كريكار نشرته الفجرنيوز .... بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه المبين «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون»، والقائل سبحانه «إنك ميت وإنهم ميتون». والصلاة والسلام على أعظم فقيد للبشرية نبينا محمد الذي أمرنا إذا أصاب احدنا مصيبة أن نتذكر مصيبتنا بفقده عليه الصلاة والسلام بقوله «أيما احد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعزى بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري. فان أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي» رواه ابن ماجه. فان من الرجال من يرحل ولا يغيب، ويموت ويظل حيا. وما على النفس فاجعة أعظم من فقد مثل هؤلاء الرجال، وقد قال في مثلهم الإمام الشافعي رحمه الله: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات وإن رحيل رجل مؤمن كريم، جمع كريم الشمائل ونبيل الصفات لمن أعظم الفجائع. وليس للمؤمن عند هذا الابتلاء إلا الصبر والرضا. فقد أفل نجم، وغاب بدر، واحتجبت شمس، وحزنت على الفراق قلوب ملؤها الرضا بقضاء الله وقدره. أقول هذه الكلمات والحزن يملأ القلب بفقد غال وعزيز هو أخي الحبيب محمد كيكارأبو اليمان. وكيف لا نحزن ونحن نرى الحبيب و الغالي و المؤنس و الصبور وهو يرحل عن الدنيا ويوارى التراب. عزاؤنا في ابواليمان، رحمه الله واسكنه فسيح جناته، انه خريج مدرسة الإسلام دين الرحمة والإنسانية والذي لا أجد له عزاء في فقده وفراقه إلا الرجاء أن يثيبه الله ببيت الحمد في الجنة الذي أعده الله جزاء لمن صبر على فقد حبيبتيه ورضي واسترجع. منذ سنوات قليلة التقيت به وجمعتنا رابطة الدين والعقيدة ورابطة الدم ولكن الحق أقول إن رابطة العقيدة عنده كانت أقوى واشد من أي رابطة, رغم مرضه الشديد وخصوصا في السنوات الثلاث الأخيرة كان طيب القلب محب للخير معينا لكثير من إخوانه ,لا يهدأ له بال إذا علم بحاجة المحتاج حتى يقضيها، ولا يطيب له بغير ذلك راحة ولا منام. أمور كثيرة تستحق الذكر من مناقبه وحسناته لم يعلمها إلا القليل جدا من الناس ولكن الله سبحانه وتعالى علمها. نسأل الله أن يورثه بها أعلى الجنان ومنازل الرضوان. في حمص كان المولد عام 1959م وفي سبيل الله كان الخروج إلى بلاد الله الواسعة مرورا بالأردن والعراق ويوغوسلافيا و تركيا وفي الدنمرك كانت المنية وفي كل منها ذكريات و إخوة، لا ادري أأعزي إخوانه أم أتقبل العزاء منهم فكلنا مصاب . أوفر العزاء وأجزل الدعاء لكل من شاركنا مصابنا،الأخوة الكرام في مدينة اورهوس الذين جسدوا صورة مشرقة من صور التلاحم و المحبة حفظهم الله ومتعنا ببقائهم، ولا ننسى إخوتنا في كوبنهاغن و اودنسة والبورغ ومن خارج الدنمرك ممن اتصل أو شاركنا مصابنا. باسمي وباسم والدتي والدة الفقيد الصالحة والصابرة المحتسبة، وأهل الفقيد إخوانه وبناته ولَئِن أعجزتْنا ظُروفُنا ووسائلُنا عن الكتابة لكلٍّ منكم بمفرده، فنرجو أن تعتبروا شكرَنا هذا موّجهًا لكلٍّ منكم بمفرده. أقول: أحسن الله عزاءكم، وعظم الله أجركم، وربط على قلوبكم، وأنزل عليكم السكينة وجبر مصابكم. وأحسن الله عزاءنا جميعا، وجبر مصابنا، وغفر لميتنا وادخله فسيح جناته وجعله في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أخي لمحزونون، إننا بقضاء ربنا راضون ولما أصابنا محتسبون، ولما أمر به ربنا وبارئنا مرددون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا... «إنا لله وإنا إليه راجعون». جزاكم الله خيرًا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته