في خطوة إيجابية ومقصودة تقدمت جماعة الإخوان المسلمين إلى الأمام متجاوزة العديد من الحواجز الحالية والتاريخية بينها وبين العديد من القوى السياسية وهو ما يؤكد ما أعلنه فضيلة المرشد العام الأستاذ الدكتور محمد بديع في بيانه الأول في 16 من يناير الماضي وأكده في لقاءات إعلامية متتالية رداً على الغبار الإعلامي الكثيف والمناخ الضبابي المتعمد حول الجماعة في ظل قيادتها الجديدة المنتخبة خاصة فيما يتعلق بالتنظيم ومتانته والمنهج شموله وسلميته والحركة انطلاقها أم ربط عقالها ، وعن علاقات الجماعة بالآخر ، النظام والأحزاب والقوى السياسية ، من هذا المنطلق جاءت زيارة وفد الإخوان المسلمين لحزب التجمع اليساري متخطية وبمهارة أجواء التحريض التي يمارسها رئيس الحزب يومياً على صفحات الجرائد الحكومية! ، وحقول الألغام التي زُرعت وبعمد في طريق الزائرين بهدف نسف جهود التواصل والتفاهم ، فضلاً عن ما أشيع من عقد الصفقات المشبوهة لحرمان الإخوان حقهم المشروع في التواجد والتمثيل النيابي ، في ظل هذه الأجواء المحبطة أصر الإخوان على تخطي الحواجز وتحقيق التواصل لتأكيد حسن النوايا ونبل المقصد والغاية ، جاء ت زيارة وفد الإخوان لحزب التجمع ومن قبلها التصريحات المريحة والمطمئنة بأن الجماعة لن تستدعي الخصومة التاريخية بينها وبين جميع القوى السياسية بل أنها ستتجاوزها بفكر راشد وعقل واع وقلب نقي صاف ، جاءت الزيارة في هذه الأجواء لتؤكد جملة من الثوابت والمنطلقات والنتائج والدلالات لطالما نادت بها الجماعة ومنها : نتائج ودلالات ** قيمية ومبدأية الجماعة ومشروعها الإصلاحي ، فهي مازالت تؤكد أن مهمة الإصلاح لا يقوى عليها فصيل منفرد مهما كانت إمكاناته المادية والبشرية والتنظيمية ** ثبات سياسة ومنهج الجماعة وإن تغيرت القيادات ، و الارتباط بالمبادئ والأفكار لا بالأشخاص ** الشراكة التضامنية مع كافة القوى السياسية والمجتمعية في المساحات المشتركة وهي كثيرة ** عدم مصداقية ما تناولته بعض الصحف والأقلام بالتزامن مع انتخاب المرشد الجديد أنه سيغلق الجماعة على نفسها ويعود بها للوراء عشرات السنين ** النضال الدستوري هو نهج التعاطي، نضال يتسم بالوسطية بعيداً عن الغلو والسلمية بعيداً عن العنف والتدرج بعيداً عن الطفرة والانقلاب ** إدارة السجال السياسي - رغم حدته – بصورة أخلاقية بعيداً عن التجريح والتشهير والمهاترات ** صلابة التنظيم وقوة الرابطة ومتانة الثقة التي ساعدت الجماعة على اتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات الشائكة والحرجة وأخيراً ... لقد نجحت الجماعة وبمهارة تحسب لها في عبور العديد من السدود والحواجز بل والأزمات ، كما نجحت في بث رسائل التطمين للرأي العام في ظل مُناخ من الترويع والتفزيع المتعمد ، ويبقى الأمل كل الأمل في استمرار الانطلاقات الميدانية المؤثرة بالمزيد من التفاهم والتواصل مع كل ألوان الطيف السياسي لتحقيق أحلام المصريين في حياة كريمة يستحقونها.، محمد السروجي مدير المركز المصري للدراسات