الفاشر(السودان)قال الاتحاد الاوروبي يوم الاربعاء انه يبحث سحب مراقبي الانتخابات التابعين له من منطقة دارفور بغرب السودان بسبب مخاوف على سلامتهم وفرض قيود على عملهم.ويجري السودان خلال أيام انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات حكام الولايات لكن أحزاب المعارضة تقول ان الانتخابات في دارفور ستكون مهزلة في الوقت الذي يستمر فيه الصراع الدائر منذ سبع سنوات في المنطقة. كما قاطع البعض الانتخابات تماما في شمال السودان متعللين أيضا بالتزوير. وقالت فيرونيك دي كيسر التي ترأس وفد بعثة الاتحاد الاوروبي للانتخابات في السودان "نبحث سحب مراقبينا (من دارفور)... تمثل سلامة بعض المراقبين في بعض الاجزاء النائية من البلاد قلقا بالغا بالنسبة لي. أنا قلقة أيضا بشأن قدرتنا على المراقبة." وصرحت للصحفيين أثناء توجهها الى الفاشر عاصمة شمال دارفور لمقابلة فريقها المكون من ستة أفراد "العنف في بعض أنحاء دارفور مروع." وتابعت "نحن قادرون فقط على متابعة جزئية.. فكيف يمكننا القيام بمراقبة سليمة في دارفور.. مصداقية البعثة معرضة للخطر. الناس يسألوننا كيف يمكنكم المراقبة في دارفور وهذا سؤال ليس لدي رد عليه." وأضافت دي كيسر أنها قلقة على وجه الخصوص بعد أن هدد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بطرد المراقبين الدوليين الذين دعوا لتأجيل الانتخابات. كما هدد البشير بقطع أصابعهم وألسنتهم. وتابعت في اشارة الى البشير "لا يمكن عادة معاملة المراقبين الدوليين الذين دعوتهم انت هكذا... هذا لا يعكس حسن الضيافة التي يشتهر بها العالم العربي." ويتألف فريق الاتحاد الاوروبي الذي وصل الى دارفور في منتصف مارس اذار من اثنين من المراقبين في كل من عواصمالولايات الثلاث لدارفور. ويأمل البشير الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا بالقبض عليه لارتكاب جرائم حرب في دارفور أن يضفي الشرعية على حكمه بتحقيقه الفوز في الانتخابات التي تجرى الاسبوع المقبل. وتفجر العنف في دارفور عام 2003 عندما حمل متمردون أغلبهم من أصول غير عربية السلاح ضد الحكومة السودانية في الخرطوم متهمين اياها باهمال التنمية في المنطقة. وتقدر الاممالمتحدة أن ما يصل الى 300 ألف شخص ربما لقوا حتفهم بعد أن شنت الحكومة حملة مضادة وسلحت ميليشيا الجنجويد ذات الاصول العربية. وترفض الخرطوم هذه الاتهامات وتقول ان عدد القتلى نحو عشرة الاف. وتحدث متمردون ومسؤول بالاممالمتحدة عن استمرار الاشتباكات في منطقة جبل مرة في وسط دارفور وأجزاء أخرى من غرب دارفور في الشهر الماضي قائلين ان هيئات الاغاثة والدبلوماسيين ممنوعون من دخول المنطقة. ونفى الجيش السوداني وقوع عمليات قتال خطيرة. وانسحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان الحزب الرئيسي في جنوب السودان من الانتخابات في أغلب ولايات شمال السودان يوم الثلاثاء متعللة بعمليات تزوير واسعة النطاق خلال فترة ما قبل الانتخابات وتزعزع الاستقرار في دارفور. وتبعتها أحزاب معارضة أخرى صغيرة لكن حزب الامة ما زال يبحث حتى اليوم ما اذا كان سيقوم بالخطوة ذاتها. وقالت دي كيسر ان من السابق لاوانه الحكم على أثر انسحاب تلك الاحزاب على مصداقية الانتخابات. (رويترز)