لمدة يومين: اضطراب وانقطاع مياه الشرب بهذه المناطق في العاصمة..#خبر_عاجل    الدورة الاولى لتظاهرة 'حروفية الخط العربي' من 09 الى 11 ماي بالقلعة الصغرى    بوفيشة: احتراق شاحنة يخلف وفاة السائق واصابة مرافقه    الرّابطة الثانية : برنامج مباريات الدُفعة الثانية من الجّولة 23.    تونس تحصد 30 ميدالية في بطولة إفريقيا للمصارعة بالدار البيضاء منها 6 ذهبيات    الهند توقف تدفَق المياه على نهر تشيناب.. وباكستان تتوعد    دوّار هيشر: السجن 5 سنوات لطفل شارك في جريمة قتل    المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة في زيارة عمل إلى تونس بيومين    تصنيف لاعبات التنس المحترفات: انس جابر تتراجع الى المرتبة 36    جمعية الأطباء التونسيين في ألمانيا تدعو إلى ضرورة إحداث تغيير جذري يعيد الاعتبار للطبيب الشاب    ربط أكثر من 3500 مؤسسة تربوية بالألياف البصرية عالية التدفق    في المحمدية :حجز عملة أجنبية مدلسة..وهذه التفاصيل..    الإدارة العامة للأداءات تُحدد آجال إيداع التصاريح الشهرية والسنوية لشهر ماي 2025    قيس سعيّد يُجدّد دعم تونس لفلسطين ويدعو لوحدة الموقف العربي..    وفد من هيئة الانتخابات في رومانيا لملاحظة الانتخابات الرئاسية    كل ما تحتاج معرفته عن ''كليماتيزور'' السيارة ونصائح الاستعمال    عاجل/ في نشرة متابعة: تقلبات جوية وامطار رعدية بعد الظهر بهذه الولايات..    انطلاق امتحانات البكالوريا التجريبية..    تقلبات جوية متواصلة على امتداد أسبوع...تفاصيل    عاجل/شبهات تعرّض سجين للتعذيب ببنزرت: هيئة المحامين تُعلّق على بلاغ وزارة العدل وتكشف..    عاجل -فلكيا : موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    بطولة مدريد المفتوحة للتنس للأساتذة: النرويجي كاسبر رود يتوج باللقب    البطولة الفرنسية : ليل يتعادل مع مرسيليا 1-1    عاجل : دولة عربية تعلن عن حجب 80% من الحسابات الوهمية    محرز الغنوشي: حرارة صيفية الظهر وأمطار منتظرة    مفتي السعودية يوجه رسالة هامة للحجاج قبل انطلاق الموسم بأيام    حكم قضائي في حق اجنبي متهم في قضية ذات شبهة ارهابية    ترامب يأمر بفرض رسوم بنسبة 100% على الأفلام غير الأمريكية    الرحيلي: الأمطار الأخيرة أنقذت السدود... لكن المشاكل الهيكلية مستمرة    العثور على جثث 13 موظفا من منجم للذهب في بيرو    سوريا.. انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف ب"الهاون"    معرض تونس الدولي للكتاب: الناشرون العرب يشيدون بثقافة الجمهور التونسي رغم التحديات الاقتصادية    بوسالم.. فلاحون يطالبون بصيانة و فتح مركز تجميع الحبوب بمنطقة المرجى    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    طقس الليلة.. أمطار رعدية بعدد من الجهات    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    ثنائية مبابي تقود ريال مدريد لمواصلة الضغط على برشلونة المتصدر بالفوز 3-2 على سيلتا فيغو    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسؤولة بالخارجية الأمريكية : لن نؤيد أي مرشح للرئاسة في مصر
نشر في الفجر نيوز يوم 07 - 04 - 2010

أجرى الحوار من مبني وزارة الخارجية فى واشنطن د. أحمد غانم
أمريكا وسباق الرئاسة فى مصر.. موضوع تكلم فيه الجميع.. كتاب وسياسيون وبرامج حوارية وحتى بعض شيوخ الفضائيات.. البعض جعل من الشعب المصري "صفرا على الشمال" مؤكدا أن أمريكا ستقول (كن فيكون) فى انتخابات الرئاسة.. والبعض راهن على أن دورها سيكون سلبيا ولن يتعدي دور المراقب عن كثب دون أن تحرك ساكنا.. ولأن الجميع تكلم عن أمريكا.. فقد قررت أن أفعل شيئا مختلفا وهو أن أتكلم (معها)!
حملت أوراقي وذهبت إلى المطبخ السياسي فى وزارة الخارجية الأمريكية.. وهناك تحاورت مع تمارا ويتز التي يقع على عاتقها مشروع العلاقة والشراكة الأمريكية مع الشرق الأوسط.. وقبل توقفها عن الكتابة لتوليها منصبها الرفيع فى وزارة الخارجية كانت ويتز من الكتاب الأمريكيين القلائل الذين يعرفون الحقائق على أرض الواقع وليست مثل معظم كتاب أعمدة السياسة الخارجية فى الصحف الأمريكية والذين يكتبون عن الوضع السياسي فى مصر والشرق الأوسط ويعطون النصائح السياسية وهم لا يعرفون الفرق بين الألف الإخواني و(كوز الذرة) الحكومي.. وعندما تحدثت معها ككاتبة مفكرة لا كمسئولة قبل وبعد المقابلة عرفت عن قرب عمق ثقافتها ومعرفتها حتى بالأمثال المصرية.. ولكن فى هذا الحوار.. ستتكلم ويتز كممثلة لسياسة أمريكا الخارجية وليست ككاتبة لها آراء محترمة فى كثير من القضايا.
- دعينا نتكلم عن مصر فالدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري والذي من المفترض أنه يمثل كل مواطن مصري فى العلاقات الخارجية قد صرح قائلا: "لا بد من موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل على رئيس مصر القادم"، وأنا أنتهز فرصة وجودي مع سيادتكم وأنت تمثلين وزارة الخارجية الأمريكية لأنقل للشعب المصري اسم الرئيس القادم لمصر الذي توافقون عليه.
- دعني أخبرك بمنتهي الوضوح: الولايات المتحدة لن تؤيد أي مرشح للرئاسة فى مصر.. الأمر يخص الناخب المصري والشعب المصري وحده.. الذي تأمله أمريكا فى انتخابات الرئاسة المصرية هو أن يتمكن المواطن المصري من ممارسة حقه السياسي فى انتخابات حرة نزيهة، ونرجو أن نرى انتخابات تتماشي مع الأعراف الدولية فيها تنافس حقيقي وتسمح للجميع بحرية التعبير وتعطي مساحات إعلامية فى وسائل الإعلام لكل المرشحين وأن يتمكن المواطنين من الوصول بأمان للجان الإنتخابات وأن يصوتوا بحرية تامة دون خوف أو معوقات.. وإذا كانت العملية الإنتخابية ستراعي ما ذكرته فستكون عملية انتخابية تنال ثقة المواطن المصري وتأييد المجتمع الدولي وامريكا.
- إذا ما الدور الذي ستلعبه سياسة أمريكا الخارجية فى انتخابات الرئاسة المصرية؟
- الولايات المتحدة تؤمن بحق الإنسان فى أي مكان فى اختيار قادته من خلال انتخابات حرة نزيهة والقدره على محاسبتهم بعد انتخابهم، وهذا مبدأ عالمي نلتزم به، وهذا هو المبدأ الذي سنحكم به على حرية الإنتخابات والعملية السياسية فى مصر أو فى أي بلد اخرى أو حتى فى داخل بلدنا أمريكا.. فنحن هنا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ندعو مراقبين من خارج الولايات المتحدة الأمريكية للمجيء ومراقبة انتخاباتنا، ونعتقد أنه أمر جيد نأمل أن تلتزم به كل دول العالم فى انتخاباتها المهمة.
- ولكن البعض يعتبر وجود مراقبين دوليين انتقاصا للسيادة الوطنية لمصر.
- وجود المراقبين الدوليين أثناء الإنتخابات هو ممارسة ديمقراطية طبيعية ونمارسها فى أمريكا ولا نعتقد أنها تخل بسيادتنا، ولو كانت تخل بسيادتنا كدولة لما فعلناها.
- دعينا نعود مرة أخري للسياسة الأمريكية تجاه مصر فى الفترة القادمة.
- حيث إنك فتحت موضوع السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مصر فدعني أخبرك أن مصالح أمريكا الاستراتيجية ومصالح مصر تتفق فى عديد من النقاط.. فمصر لاعب أساسي ومهم فى مسيرة السلام فى الشرق الأوسط، ومصر مؤيدة لإقامة دولة فلسطينية من خلال مفاوضات السلام.. مصر هى من قام بالخطوة التاريخية لعقد معاهدة سلام مع إسرائيل وسعت لقيام دولة فلسطينية من خلال المفاوضات.. كانت مصر جريئة ورائدة فى المضي فى هذا الطريق مما دفع الآخرين للمضي قدما على خطاها لاحقا، وتلتقي مصالح مصر مع الولايات المتحدة أيضا فى المسألة الإيرانية، فأمريكا ومصر متحفظتان على مشاريع إيران النووية وعلى دعم إيران للإرهاب والدور السلبي الذي تلعبه فى المنطقة، وتلتقي مصالح مصر وأمريكا أيضا فى السعي لاستقرار العراق وأمنه وكانت مصر هى أول من ارسل سفيرا للعراق، وكما ترى فإن أهم القضايا الإستراتيجية فى الشرق الأوسط تتطابق فيها رؤية مصر مع رؤية أمريكا.
- بمناسبة ذكرك للعراق وقد كان أحد مبررات غزو العراق فى عهد إدارة الرئيس بوش نشر الحرية والديمقراطية فى الشرق الأوسط. فهل إدارة الرئيس أوباما مازالت متمسكة بنفس رؤية دور أمريكا فى نشر الحرية والديمقراطية فى الشرق الأوسط؟ وهل ستسخدم نفس الوسائل؟
- فى البداية دعني أخبرك أني لا أتفق معك فى افتراضك، فالحقيقة أن الولايات المتحدة ودول أخرى وجدت أنه لا سبيل آخر إلا المواجهة العسكرية مع نظام صدام حسين بعد تكرار انتهاكهم لقرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة وبعد تهديداته المتكررة لدول الجوار، كما أنه كان يقهر شعبه وقد هاجم قرى معارضيه بغاز الأعصاب، ولهذا كانت هناك أسباب عديدة لغزو العراق وليس سببا واحدا، ولكني أعتقد أن هذا أمرا مختلفا عن التزام الولايات المتحدة بحث جميع دول العالم على المضي قدما فى طريق الديمقراطية والتعددية السياسية.
- هل أفهم من ذلك أن الإدارة الحالية لا تؤمن باستعمال القوة كوسيلة لنشر الديمقراطية؟
- هيلاري كلينتون أعلنت موقف أمريكا بوضوح قائلة إن الديمقراطية لا يمكن فرضها على الشعوب، لأن ذلك يخالف أبسط تعريف للحرية والديمقراطية والتي تعني إرادة حرة لشعب يسعي للحرية لا أن تفرضها عليه قوة خارجية.
- إذا فما هى رؤية الإدارة الحالية لوسائل نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان؟
- نحن نرى كيف أن شعوب الشرق الأوسط خصوصا الأجيال الجديدة تريد أن يكون لها صوتا مسموعا وتريد أن تشارك فى صياغة سياسات وقرارات بلادهم، وهناك نزعة عالمية فى اتجاه الحريات والديمقراطية، وكما نلتزم كدولة أمريكية بالديمقراطية هنا فى داخل أمريكا فنحن نساند كل من ينادي بالديمقراطية فى أي مكان، ولهذه المساندة أشكال ووسائل متعددة لا تشمل فرض الديمقراطية بالقوة، ونحن نعرف أن الشعب المصري يطالب بوضوح بالديمقراطية وحرية التعبير.
- وهل التزام أمريكا بدعم الديمقراطية والحرية مبدأ عام ينطبق على الجميع أم أنه انتقائي حسب المصالح الأمريكية؟
- التزامنا بدعم الديمقراطية ليس انتقائيا.. وقد أكد على ذلك الرئيس أوباما فى خطابه الشهير فى القاهرة، فالديمقراطية يمكن تطبيقها على أي شعب ويمكنك رؤية الديمقراطية مطبقة فى دول أغلبيتها إسلامية أو مسيحية أو يهودية.
- ولكن ماذا إذا جاءت الديمقراطية بأنظمة قد لا تتفق فى رؤيتها السياسية مع سياسات أمريكا؟
- أعتقد أن أمريكا أظهرت قدرتها على التعامل باحترام متبادل مع قيادات عالمية قد لا تتفق مع سياسات أمريكا، ويمكن دائما البحث عن نقاط اتفاق وأرضية مشتركة مع هؤلاء القادة، والمهم أن يكونوا ممثلين حقيقيين لإرادة شعوبهم. وقد أكد الرئيس أوباما ذلك فى خطابه فى القاهرة أن الإلتزام بدعم الديمقراطية يجب أن يمتد للإلتزام بنتائج الديمقراطية أيضا حتى لو خالفت مصالح أمريكا.
- أفهم من كلامك أن الولايات المتحدة سترحب بأية حكومة أو قيادة طالما جاءت عن طريق انتخابات حرة بغض النظر عن التوجهات الفكرية أو الأيدولوجية لهذه القيادة أو الحكومة؟
- نعم.. فنحن ملتزمون بمبدأ دعم الديمقراطية فى كل أنحاء العالم.
- ولكن لماذا لم ينطبق ذلك على حكومة حماس المنتخبة انتخابا حرا من الشعب الفلسطيني؟
- أعتقد أنك إذا نظرت إلى تصرفات حماس قبل وأثناء وبعد الانتخابات فستجد أن حماس فشلت فى اختبار الالتزام بقواعد الديمقراطية، فلقد ذهبوا للانتخابات حاملين سلاحهم ثم استخدموا ذلك السلاح بعد ذلك ضد مواطنين فلسطينين، وفى النهاية انقلبوا تماما على الخيار الديمقراطي باستيلائهم على قطاع غزة. ولهذا فلقد أظهروا عدم احترامهم لقواعد الديمقراطية بعد فوزهم بالإنتخابات.. لا يمكن أن تشارك قوة مسلحة فى عملية انتخابات سوية.
- ولكن استيلاءهم على غزة حدث بعد فترة من فوزهم فى الانتخابات، ويري البعض أن الاستيلاء سبقته فترة عانت فيها حماس من عملية تحجيم وعزلة سياسية أفقدتهم القدرة على الحركة لخدمة من انتخبهم، وبعض المحللين اعتبروا أن الشعب الفلسطيني عوقب على خياره الديمقراطي الحر.. فما هو رأيك؟
- أعتقد أن ما ذكرته يتنافي مع حقائق تاريخية، فلقد كان هناك حكومة ائتلافية بين حماس وفتح وقد اتفقا على التشارك فى الحكم.. وسواء كان ذلك التشارك فى الحكم شيئا يروق للطرفين أم لا فهذا شيء كان يمكن تسويته عن طريق التفاهم السلمي بينهم.. لكن حماس لم تلتزم بالعملية السياسية الديمقراطية ونزلت للشوارع بسلاحها.. وهذا خروج سافر على قواعد اللعبة السياسية واستعمال للقوة والسلاح فى غير محله.. هذه ليست ممارسة ديمقراطية بأية مقاييس عالمية.
- وهل إذا كونت حماس حزبا سياسيا كجناح سياسي يعمل منفصلا وبعيدا عن المقاومة المسلحة على نهج الجيش الجمهوري الأيرلندي ويعمل وفق أطر الديمقراطية التي ذكرتيها، ثم خاضوا الانتخابات ونجحوا فيها، فهل ستقبلهم الولايات المتحدة كممثل لناخبيهم بغض النظر عن أيدلوجيتهم؟
- حتى أكون واضحة: الولايات المتحدة تؤمن أن هناك ثلاثة شروط رئيسية يجب أن تتوفر فى أية قوة سياسية حتى تكون شريكا فى عملية السلام، وهي أن يعترفوا بحق إسرائيل فى الوجود وأن يلتزموا بالاتفاقيات السابقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل و أن ينبذوا العنف، فليس منطقيا أن تشارك حركة مسلحة فى صناعة سلام.
- يستخدم البعض تجربة حماس كمثال لما يمكن أن يحدث إذا جاءت أية انتخابات حرة فى مصر بمن لا تتلاقي سياساته أو أيدلوجياته مع المصالح الأمريكية.. فما رأيك؟
- ما يهم أمريكا تمتع الشعب المصري بانتخابات حرة وعملية ديمقراطية حقيقية بغض النظر عمن يفوز.
- دعيني أعيد صياغة سؤالي لأكون أكثر وضوحا.. تم طرح اسم الدكتور محمد البرادعي بقوة كمرشح محتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة والمعروف بموافقه الحادة فى معارضة سياسات أمريكا أثناء إدارته لوكالة الطاقة النووية وخصوصا فى موقفه الرافض لحرب العراق، وهناك تواجد أيضا لقوة سياسية لا يستهان بها وهي الإخوان المسلمين، ويمثلون أكبر قوة معارضة فى البرلمان ويعارضون الكثير من سياسات أمريكا الخارجية. فهل تخاطر أمريكا بدعم الديمقراطية والحريات السياسية فى مصر والتي قد تفرز رئيسا مثل البرادعي له تاريخ حافل بمعارضة أمريكا أو برلمان شعبي عربي به قوة سياسية مثل الإخوان المسلمين؟
- أكرر مرة أخري: ما تريده أمريكا هو رؤية انتخابات حقيقية حرة يدلي فيها كل مواطن مصري رأيه بحرية فى صندوق الانتخاب، وإذا حدث ذلك فستحوز نتائج هذه الانتخابات على ثقة واحترام الشعب المصري وكذلك دعم المجتمع الدولي بما فيهم أمريكا.. هناك دول كثيرة فى العالم تنتخب انتخابا حرا حكومات لها سياسات وأولويات سياسية لا تتفق مع مصالح أمريكا ونحن نحترم ذلك، وإذا أردت مثالا عمليا فانظر إلى البرلمان العراقي والذي فيه أحزابا كثيرة لها ايدلوجيات فكرية تعارض معظم سياسات أمريكا بما فيها التواجد العسكري الأمريكي فى العراق وقد نجحوا فى انتخابات تمت فى أثناء الوجود العسكري.
- قبل توليك منصبك الحالي ومنذ سنوات قمتي بكتابة مقال عن مصر أطلقت فيه لقب فرعون على الرئيس المصري مبارك، فماذا قصدتِ بذلك؟
- أنا لم أطلق عليه ذلك اللقب.. كان ذلك هو العنوان الذي اختارته هيئة تحرير المجلة ولست أنا (ضاحكة).. ما قلته فى هذا المقال وأعتقد أنه صحيح أن الرئيس مبارك كان قادرا على جلب الاستقرار لمصر فى بداية حكمه بعد اغتيال السادات، وأنه أكمل المسيرة التي بداها أنور السادات عندما اتخذ قراره التاريخي بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل.
- هل أعتبر ذلك تأييدا منكِ للرئيس مبارك؟
- أنا قلت إننا لا نؤيد مرشحا فوق مرشح فى انتخابات الرئاسة المصرية.
- ولكن على الأقل تتمنين رؤية شخص فى رئاسة مصر ينتهج نهج السادات ومبارك والذي سميتيه "نهج الإستقرار".
- أنا لم أقل ذلك.
- دعيني أسألكِ عن تعريفك لاستقرار مصر الذي قلتي إنه نهج السادات ومبارك.. هل استقرار مصر فى عين أمريكا هو علاقات (مستقرة) مع اسرائيل؟
- أنت سألتني عن مقال كتبته منذ سنوات، وتناول حالة تاريخية وهي حالة مصر بعد اغتيال السادات.. إنها مقالة كانت تصف فترة تاريخية معينة.. وليس حكما عاما.
- لننقلها إلى الحاضر.. إذا كنت ستعيدي كتابة هذه المقالة الآن فماذا ستكتبين؟
- (ضاحكة) أنا مسؤولة حكومية الآن ولست كاتبة.
- لنتحول الآن لعملك كمسؤولة حكومية فى وزارة الخارجية الأمريكية خصوصا المشروع الضخم الذي تديريه وهو مشروع مبادرة الشركة بين أمريكا والشرق الأوسط.. ما هو طبيعة عمل ذلك المشروع؟
- مشروع مبادرة الشراكة بين أمريكا والشرق الأوسط هو مشروع تم إنشاؤه لتنفيذ ومتابعة ما تكلم عنه الرئيس أوباما فى خطابه بالقاهرة مثل التزام الولايات المتحدة بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتقوية دور المرأة فى المجتمع، والمشروع يشكل نواه للحوار على كافة الأصعدة مع شعوب المنطقة، وليس مجرد شراكات سياسية ودبلوماسية مع حكومات دول المنطقه، ولكن يتعداه لحوارات وبرامج للشعوب وخصوصا للشباب، والبرنامج يشمل دعم لمنظمات المجتمع المدني فى الشرق الأوسط وفق برنامج عمل يتقدمون هم به، وليست وزارة الخارجية فهم أدرى بالبرامج التى يحتاجها المجتمع والتي تخصص معظمها للشباب، فالغالبية العظمى من سكان الشرق الأوسط الآن تحت سن الثلاثين.. والبرامج تشمل أمور تهمهم مثل التدريب المهني والتأهيل للحصول على وظائف بعد التخرج، وفى مصر هناك حاجة أكبر نظرا لوجود ملايين من الشباب الذي تريد أمريكا أن تفتح صفحة من الحوار والتعاون البناء معهم عن طريق العديد من الوسائل مثل ورش عمل تدريبية فى مجالات عديدة مثل الإعلام والصحافة وحتي تعليم مهارات الكمبيوتر البسيطة للنساء فى أماكن فقيرة.. والبرنامج عموما هو تنفيذ لدعوة الرئيس أوباما فى القاهرة للتواصل مع الشباب فى الشرق الأوسط.
- وما الحجم الفعلي لهذه البرامج على أرض الواقع؟ وما مدى تأثيرها؟
- لدينا الآن أكثر من 500 مشروع قائم وجميع المشروعات والبيانات وطلبات الالتحاق متاحة للجميع من خلال سفاراتنا، وعلى موقع مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط، وأيضا على موقع سفارة أمريكا فى كل دولة على الإنترنت، وهناك برامج متميزة مثل برامج التدريب على الميديا وبرنامج تدريب القيادات الطلابية ويتم فيه جلب طلاب فى مرحلة الثانوي العام ليقضوا شهرين خلال الصيف فى جامعة عريقة فى أمريكا للتعرف على الحياة الجامعية فى أمريكا واكتساب مهارات قيادة وتطوير المجتمع.
- وهل تتدخل وزارة الخارجية الأمريكية فى إدارة وسياسات هذه المشروعات؟
- المشروعات تدار من خلال المنظمات أو الأفراد الذين تقدموا بأفكارهم لمشروع مبادرة الشراكة لحاجة مجتماعتهم لها وينقصهم الدعم التدريبي أو التقني أو المالي ونحن فقط نقدم الدعم دون التدخل فى الإدارة.
- تكلمتِ عن مشروعات تقوى العلاقة وتفتح سبلا للحوار بين أمريكا وشعوب المنطقة، ولكن دعيني أخبركِ كشخص يتابع الإعلامين الأمريكي والعربي ويشعر بمدي الإختلاف فى الرؤية.. فالإعلام العربي يظهر مساحات تغطية واسعة لما يحدث فى القدس الآن بينما لا يذكر أي شيء مما يحدث هناك فى الإعلام الأمريكي.. والشعوب العربية التي تريد أمريكا أن تفتح صفحة تعاون وشراكة معها تأمل أن تتغير السياسة الأمريكية الخارجية تجاه ما يحدث.. فما هو التغيير الذي يمكن للشاب العربي أن يراه فى أمر القدس؟
- كنت مع هيلاري كلينتون أثناء إلقائها خطابها أمام منظمة الإيباك، والذي محتواه أنه منذ أن تولى الرئيس أوباما رئاسة أمريكا ونحن أولينا همومنا لجمع جميع أطراف النزاع معا فى عملية التسوية السلمية، لأننا نؤمن أن من مفاوضات السلام هى الحل الوحيد لإنهاء ذلك الصراع، وأنه من مصلحة إسرائيل وأمريكا والفلسطينين بل وكل المنطقة أن يحل ذلك النزاع وينتهي، والمفاوضات هى الطريق الوحيد للوصول لدولة فلسطينية مستقلة وحدود آمنة لإسرائيل، ولهذا تم تعيين السيناتور جورج ميتشل فى أول أسبوع من رئاسة أوباما وتم إرساله للشرق الأوسط على الفور، وبعد توقف طويل للمفاوضات وصلنا إلى نقطة مهمة وهى رضا الطرفين بمعاودة المفاوضات وهذا أمر مهم رغم أننا كنا نأمل أن نكون فى مرحلة متقدمة ولكن نعتبر أنه كان قرارا شجاعا وحكيما من محمود عباس، ونشيد بموقف وزراء الخارجية العرب بتأييد موقف عباس، ونعلم أنه ستكون هناك مواقف وقرارات صعبة يجب اتخاذها من كلا الطرفين وهو ما يلزمه بناء الثقة بين الطرفين.
- ولكن كيف يتم بناء ثقة وهناك محاولات إسرائيلية دائبة لتهويد القدس دفعت حتى أكثر المؤمنين بعملية السلام لإعادة حساباتهم؟
- نعتقد أن الطرفين يجب أن يعملوا جاهدين على منع أية أعمال قد تثير الغضب أو الإحتقان عند الطرف الآخر، ولهذا أظهرنا تحفظنا واعتراضنا على اتجاه إسرائيل لبناء مستوطنات بالقدس، وبالمثل أظهرنا للإدارة الإسرائيلية اعتراضنا على طرد السكان وهدم البيوت فى القدس الشرقية، ونحن نعتقد أنه من الممكن من خلال المفاوضات أن يتوصل الجميع لاتفاق على القدس يرضي جميع الأطراف، فالقدس مدينة مقدسة للمسلمين والمسيحين واليهود، ولهذا فهى مسألة حساسة وتخص المؤمنين بالديانات الثلاثة فى كل أنحاء العالم، والأهم أننا يجب أن ندفع فى اتجاه المفاوضات والحل السلمي الذي نعتقد أنه هو الحل الوحيد، ونريد من الجميع أن يدعم هذا الحل وما يتطلبه لضمان نجاح المحادثات.
- بعد التصريحات غير المعهودة من نائب الرئيس الأمريكي فى حق إدارة إسرائيل والتي انتقد فيها ما يحدث فى القدس بالإضافة إلى تصريح قائد القوات الأمريكية بالشرق الأوسط الجنرال بتريوس من أن ما تفعله إسرائيل فى القدس يعرض حياة جنود أمريكا للخطر، هل لديكِ اعتقاد أن هناك تحول - ولو بسيط - فى موقف أمريكا من إسرائيل والذي كان على الدوام داعما لما تفعله؟
- أنا لا أرى أية تعارض بين التزام أمريكا بدعم حق إسرائيل فى الوجود والعيش بسلام وبين الدفع تجاه حل الدولتين: إسرائيلية وفلسطينية تعيشان فى آمان وسلام. وهذه هى رؤية السياسة الأمريكية تجاه قضية الشرق الأوسط. وحل الدولتين يحظى بدعم رئيس الوزراء نتينياهو وكذلك بدعم الرئيس محمود عباس ودعم دول مبادرة السلام العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.