فرانس 24/24- الفجرنيوز:حل المرشحون الاشتراكيون في المرتبة الأولى في العديد من المدن - مثل باريس وستراسبورغ وتولوز- ليتأكد تقدم اليسار على اليمين في الانتخابات البلدية الفرنسية، فيما فازت وزيرة العدل رشيدة داتي في الدائرة 7 في باريس. فازت الأحزاب اليسارية في الانتخابات البلدية الفرنسية بحصولها على 49.6 بالمائة من الأصوات مقابل 47.5 لليمين التابع للرئيس نيكولا ساركوزي، حسب أولى استطلاعات للرأي، واستولت على عدة مدن على غرار باريس حيث أعيد انتخاب برتران دولانوي وستراسبورغ وتولوز وبيريغو وريمس وسانتيتيان
و تأكد انهزام وزير التربية في حكومة فرنسوا فيون كسافيي داركوس في بيريغو وكذلك كاتبة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان راما ياد في مدينة كولومب في احدى ضواحي باريس ووزيرة الثقافة كرستين ألبانيل، فيما أخفق زعيم حزب الوسط فرانسوا بايرو، الذي حل في المرتبة الثالثة في الإنتخابات الرئايسية في 2007، في محاولته للفوز بمدينة بو، جنوب البلاد، ليصبح بذلك لايتوفر لديه إلا ثلاثة نواب في البرلمان.
معركة التشغيل تتواصل
وعقب الإعلان عن النتائج الأولية، سارع زعيم الحزب الإشتراكي فرانسوا هولاند للتعليق قائلا: "على الرئيس ساركوزي إعادة النظر في السياسة التي يقودها" في البلاد، فيما صرح رئيس الوزراء فرانسوا فيون أن معركة التشغيل والقدرة الشرائية لا بدى أن تعزز. من جهته، أفاد الأمين العام للحزب اليميني الحاكم باتريك دوفيجيان، أن الرئيس ساركوزي جدد فيه الثقة، أما المرشحة الإشتراكية للإنتخابات الرئاسية السابقة سيغولين روايال فأشارت الى "عقوبة من قبل الشعب الفرنسي للرئيس ساركوزي نتيجة ممارسته لحكم شخصي متعسف وعدم احترامه للفرنسيين". لكن وزيرة العدل رشيدة داتي، التي انتخبت في الدائرة الإنتخابية رقم 7 في باريس، كذبت تصريحات روايال، حيث نفت أن تكون نتائج الإنتخابات "عقوبة" لليمين، فيما أكد نظيرها وزير الهجرة بريس أرتوفو على "ضرورة مباشرة الإصلاحات بشكل أسرع وأقوى وأبعد". وتوجه الفرنسيون إلى صناديق الإقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والمحلية، ويعد هذا الاستحقاق حاسما لما يتيحه من فرصة لأحزاب اليسار للفوز في المدن الكبرى وبالتالي توجيه إنذار للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ولحزبه اليميني. أول اختبار للرئيس ساركوزي
وتوضح الصحافية في فرانس 24 ماري ماكارتي أن الأنظار ستتوجه بشكل خاص الى مدينتين كانتا تحت إدارة الاتحاد من أجل حركة شعبية، أي حزب الرئيس نيكولا ساركوزي، وهي مرسيليا وتولوز التي من الممكن أن ينتزعها الحزب الاشتراكي اليساري. ويعتبر المتتبعون أن هذه الإنتخابات اختبار للرئيس ساركوزي منذ وصوله الى سدة السطة في مايو / أيار 2007 والذي شرع في إصلاحات اقتصادية واجتماعية لم يرضى عنها الجميع. بالرغم من أن الإستحقاق محلي في الأساس الى أنه يكتسي طابع وطني هام، حيث تشير ماري ماكارتي الى أن اكتساب اليسار المحتمل للمدن المعلن عليها اعلاه سيرى اليه الكثيورون أنه مؤشر عن عدم رضى الفرنسيين لسياسة الحكومة. وحسب توقعات أولية صدرت في منتصف يوم الأحد، أعلن عن نسبة امتناع قدرها 35 بالمائة، وهي نسبة عالية. وكانت أحزاب اليسار في الدور الأول من الانتخابات البلدية والمحلية حققت نجاحات في مدينة ليون، ثالث مدينة فرنسية من حيث عدد السكان، فيمت كانوا في موضع مميز في العاصمة باريس.
وجراء هذا التراجع الكبير في استطلاعات الرأي، يستعد نيكولا ساركوزي لإجراء تعديلات وكذا تغيير أسلوب عمله بغض النظر عن نتائج الانتخابات البلدية. " بالنسبة لحزب اليمين الحاكم، فإن هذه الانتخابات لم تأتي في الوقت الملائم" حسب ماري ماك كارتي، " شعبية الرئيس نيكولا ساركوزي لم تتوقف عن التقهقر خلال الشهور الأخيرة، ولهذا السبب لم نره كثيرا خلال الحملة الانتخابية". فقد قاوم ساركوزي من أجل وقف تراجع شعبيته، إذ فقد 30 نقطة حسب استطلاع للرأي تم إجراؤه في كانون الثاني /يناير الماضي،إذ لم تعد سياسته تلاقي مناصرة سوى 4 ناخبين من أصل عشرة. وتفسر المعاهد التي تقوم بهذه الاستطلاعات تراجع شعبية ساركوزي بإحساس عام بالتشاؤم يعم الفرنسيين تجاه الاقتصاد والقدرة الشرائية المنخفضة، ويربطون ذلك بعدم مبالاة ساركوزي وانشغاله بحياته الخاصة. "بعض المرشحين، مثل عمدة مارسيليا، جان كلود غودان، تميزوا بعدم ظهورهم الكثير مع الرئيس ساركوزي" حسب ماري ماك كارتي. و يعمل مستشارو الرئيس الفرنسي على إعطاء هذا الأخير صورة جديدة حتى يلاقي من جديد دعم الفرنسيين، ويعد الناطق الرسمي باسم الإليزيه –القصر الرئاسي- دافيد مارتينون أول المستهدفين بهذا التعديل ، إذ سيتم تغييره في خضم الأسبوع المقبل، كما ينتظر إجراء تعديل حكومي قد يشمل ثلاثة أو أربعة وزراء، حسب ما صرح به الإليزيه. لكن حلفاء نيكولا ساركوزي رفضوا أن تكون نتائج الانتخابات البلدية مؤشرا عن رفض سياسة ساركوزي الحكومية، مستندين بحجة فوز 14 من أصل 24 وزيرا رشحو أنفسهم في النتخابات البلدية منذ الطور الأول.