استنكر تجمع منظمات حقوق الإنسان في موريتانيا ما وصفوه بالإهانة السيئة التي تعرضت لها المحامية والناشطة الحقوقية فاطمة امباي في فرنسا إثر احتجاجها على إساءة معاملة مهاجر أفريقي تريد السلطات الفرنسية ترحيله قسرا خارج أراضيها. وكانت الشرطة الفرنسية قد اعتقلت في 12 من الشهر الجاري المحامية ونائبة رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان -التي يوجد مقرها بفرنسا- فاطمة امباي بينما كانت على متن رحلة للخطوط الجوية الفرنسية متوجهة إلى موريتانيا بعد احتجاجها برفقة طبيب فرنسي على الإساءة لمهاجر أفريقي، قبل أن يفرج عنها بعد نحو 24 ساعة من الاعتقال. وقالت امباي التي ترأس أيضا الجمعية الموريتانية لحقوق الإنسان إنها ستقاضي السلطات الفرنسية بعد أن تلقت معاملة سيئة طيلة احتجازها لدى الأمن الفرنسي، متهمة السلطات الفرنسية بإساءة معاملة الأجانب، وانتهاك أبسط حقوقهم التي تنص عليها جميع القوانين. وقالت إن القصة بدأت قبيل إقلاع الطائرة الفرنسية من مطار شارل ديغول حينما سمع ركاب الطائرة صرخات مكتومة تنطلق من مؤخرة الطائرة يقول صاحبها "ساعدوني، أطلقوني، إنهم سيقتلونني" وإذا بشاب أفريقي مقيد على المقعد، ومحشور بين شرطيين كانا يرافقانه، وهو ما جعلها ترفض هي وطبيب فرنسي هذه المعاملة، وطالبا بفك قيد الشاب، معتبرين أن هذا "يمثل إهانة للكرامة البشرية، وأن الأمر يتعلق بإنسان لا بحيوان". عواقب وخيمة وقالت المنظمات الحقوقية الموريتانية في مؤتمر صحفي لها إنها تعتبر الملاحقة القضائية المفتوحة ضد امباي والطبيب الفرنسي برنارد بيير ماري إجراء غير عادل، وغير موفق، وذي عواقب وخيمة. وأعربت عن احتجاجها واستنكارها بشدة إزاء سلوك الأمن الفرنسي تجاه المهاجر الأفريقي، ووصفت تصرفاته "بغير الإنسانية" و"المهينة" إزاء أي إنسان مهما كانت وضعيته القانونية أو الاجتماعية أو السياسية. وقالت امباي للجزيرة نت إن المعاملة التي تعرضت لها طيلة فترة احتجازها كانت سيئة جدا وقاسية، مشيرة إلى أن هذه المعاملة شملت التفتيش البدني الدقيق، وتفتيش المتاع، وأضافت أن الأقسى كان نزع حجابها مما منعها من أداء صلواتها بشكل مناسب، مشيرة إلى أنها حاولت دون جدوى شرح ذلك للأمن الفرنسي. وأبدت تعاطفها مع الطبيب الفرنسي الذي انتصر للكرامة الإنسانية "فدفع وظيفته ثمنا لذلك" موضحة أنه كان مرتبطا بعقد مع شركة للتنقيب عن النفط في موريتانيا، ولكن تم فصله بسبب الحادث، وبسبب تأخره في الوصول إلى مقر عمله.