النفطي حولة :القلم الحر الفجرنيوز تجرعت جماهيرنا العربية المسحوقة والمستضعفة في مصرجميع أنواع الاضطهاد السياسي والاستغلال الاقتصادي والطبقي والحيف الاجتماعي منذ عهد المقبور السادات . بل و استفحل الظلم وعم الفساد في عهد نظام مبارك العميل واستشرى الفقر والجوع والحرمان في الشارع المصري في وقت بلغت فيه الأزمة الاجتماعية أقصى مداها فساد السخط والغضب الشعبي . وبدأت تتعود الجماهير المصرية على الرفض والاحتجاج والعصيان المدني كأسلوب واختيار لا مناص منه للتعبير عن تناقضها الجوهري مع الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ينتهجها النظام العميل في مصر بالرغم من قانون الطوارئ المزمن وحالة الحصار الأمني الرهيب وآلة القمع البوليسي الوحشية . فشملت عديد القطاعات اضرابات عن العمل مطالبة بتحسين الأجور. و طالبت الجماهير بوضع حد للارتفاع الجنوني في الأسعار وفي هذا الاطار شهدت المحلة أكثر الاضرابات والمظاهرات احتجاجا على غلاء المعيشة وحرمانها من رغيف الخبز مطالبة بحقها في العيش الكريم. وتزامن مع تلك التحركات ميلاد حركة كفاية والتي جاءت تعبيرا من القوى التقدمية في مصر عن رفضها للتوريث ولسياسة الأمر الواقع ودعوة منها للاصلاح الديمقراطي والتغيير الاجتماعي . وهكذا بدأ يشهد الشارع المصري موجة من السخط والغضب على الواقع السياسي والمعيشي الذي ظل يرزح تحت وطئته الشديدة المواطن العربي في مصر . وبدأت الجماهير العربية في مصر تسترجع ذكريات زعيمها الخالد الذكر جمال عبد الناصر فتذكرت قرارات ثورة يوليو الاشتراكية التي أعلن عنها قائدها سنة 1962 وتذكرت القرارات الثورية والرائدة في مجال الاصلاح الزراعي كما تذكرت اجبارية التعليم ومجانيته وحلم الوحدة العربية . واسترجت في تلك الذكريات المضيئة الشعار الاستراتيجي للثورة المتمثل في شعار : لاصلح لا تفاوض ولا اعتراف وفي شعار ماأفتك بالقوة لا يسترد بغير القوة . وهكذا استلهمت من دروب عبد الناصر آمالها وطموحاتها في الحرية والتحرر والاشتراكية والوحدة والتقدم . وبدأنا نشاهدها وهي ترفع صور زعيمها التاريخي مستحضرة دفاعها عن كرامتها الوطنية وعزتها القومية . وهاهو حمدين صباحي أحد القيادات الناصرية الشجاعة ينحاز الى مطالب الجماهير الشعبية في التغيير السياسي والاجتماعي متمسكا بنهج ثورة يوليو المجيدة التي حررت الارادة الوطنية والقومية من الظلم الطبقي والحيف الاجتماعي والخوف من القهر السياسي وزرعت فيه الأمل في النصر على التحديات واستردت له عزته حيث علَمه القائد الملهم بأن يرفع رأسه قائلا له مقولته المشهورة : ارفع رأسك يا أخي . فتوالت هذه الأيام الاعتصامات المدنية أمام المجلس الشعبي وتعالت صرخات المواطنين معبرة عن رفضها الكلَي للواقع المريض الذي استحكم فيه الفساد المالي والاداري والرَشوة والمحسوبية وزادت فيه نسبة الفقرحيث نزلت النَسبة تحت معدَل خط الفقر وتفاقمت الأمَية وتطوَرت نسبة البطالة وازدادت نسبة الأمراض المخطرة والمستعصية و استفحلت فيه الآفات الاجتماعية وتوغلَت فيه الخصخصة والانفتاح الاقتصادي والمالي على الرَساميل الأجنبية ونهبت الاموال العامَة لصالح حفنة من البيروقراطية الحاكمة والمتجبَرة والمتنفَذة في أجهزة الحكم المتسلَطة على رقاب الشعب وأما سياسيا فانبرت أبواق الدعاية في الدعوة والتحريض على التوريث بشتَى الطَرق واستشرس النظام في مواجهة خصومه السياسيين وزاد من احكام قبظته الأمنية ومحاكماته السياسية . لكن الجماهيرالعربية في مصر الكنانة انطلقت في مسيرة التغيير غير عابئة بارهاب الأجهزة الأمنية مصرَة على اسماع صوتها وكلمتها وافتكاك مبادرتها الحرَة المستقلة من أجل القطع النهائي وبدون رجعة مع النظام العميل في مصر الذي باع الوطن والمواطن وأدار ظهره للأمة العربية مستقويا عليها بالأعداء التاريخيين من صهاينة وأمريكان ورجعية عربية . فهاهي تخرج للشارع بالعشرات محاولة منها لفك الحصار الأمني والبوليسي القمعي لتفرض على نظام مبارك العميل الاستجابة لمطالبها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقومية . انَنا على يقين من أنَ العشرات ستصبح مئات ثم آلاف ثم ملايين .انَ بداية الغيث قطرة . والقطرة بدأت . وسيليها السيل ثم الطَوفان . فللصَبر حدود يا مصرنا الحبيبة . مقالة بتاريخ :6 ماي 2010- النفطي حولة :القلم الحر