بعد رحيل المفكر الإسلامي فريد الأنصاري والسوسيولوجي عبد الكريك الخطيبي ، هاهو الدكتور والمفكر العربي محمد عبد الجابري يسلم وجهه لله تعالى مخلفا مدرسة فكرية عربية وإسلامية متميزة في خطابها وفي منهجها . لم يكن أستاذنا الكبير فقط مفكرا بل كان سياسيا وإعلاميا أو بتعبير غرامشي كان مثقفا عضويا يدافع عن قضايا الأمة ويستشرف أفاقها ويطرح حلولا لمشاكلها. فأستاذنا الكبير قاد العمل السياسي خاصة مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى غاية1981 حيث كان منظره اديولوجي الأول، كما لعب أدوارا مهمة وأساسية في تأسيس الجريدة الحزبية ( المحرر ثم الاتحاد الاشتراكي في مابعد ) بالإضافة إلى نشاطه الثقافي حيث يحاضر في المؤتمرات والندوات بداخل المغرب أو خارجه مدافعا عن العقلانية والاستنارة والديمقراطية ضد الرجعية والاستبداد ؛ ولا ننسى دوره التاطيري في والتربوي حيث خرج العديد من الباحثين والأساتذة ... بعد هذا العطاء ألا يجدر بنا أن نعمل على تأسيس مركز الجابري الدراسات والأبحاث يعنى بقضايا الفكر والثقافة والتربية على غرار مؤسسة علال الفاسي للدراسات والأبحاث ومؤسسة عزيز بلال للدراسات والأبحاث كما انه يجدر بنا أن نؤسس لجائزة عربية تحمل سمه تمنح للباحثين في شؤون الفكر العربي والتراث الإسلامي ؛ بالإضافة إلى تشييد مركب ثقافي وتربوي يحمل اسمه خدمة لأهل الثقافة والفكر ولما تمثال للجابري يكون في وسط العاصمة كما هو الحال فيمصر حيث نجد تماثيل الأدباء والمفكرين في وسط العاصمة القاهرة. هذا اقل ما نفعله لمفكرنا العربي والعالمي . هذه بعض الأفكار اتمنى أن تناقش لنفكر جماعيا في ميراث هذا المفكر الكبير . نورالدين علوش-المغرب