القاهرة:للمرة الأولى رضخت أمس الأجهزة الأمنية للقياديين في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور جمال حشمت عضو مجلس شورى جماعة الإخوان والمهندس أسامة سليمان عضو المكتب الإداري بالإخوان فى البحيرة اللذين بدآ قبل أسبوع إضراباً مفتوحاً عن الطعام بسبب ما تعرضا له من قمع وانتهاكات منذ أن ألقي القبض عليهما في دمنهور أثناء تواجدهما في الطريق العام.وكانت محكمة جنايات دمنهور قد أصدرت أمس حكماً بالإفراج عن القياديين غير أن قيادات الجماعة وأسر المعتقلين لم تعول عليه كثيراً بسبب سجل السلطات في هذا الشأن والذي دأب على عدم تنفيذ الأحكام القضائية. وحينما علم أهالي جمال وحشمت وقيادات الإخوان بأن السلطات عازمة هذه المرة على الإمتثال للحكم هرول الكثيرون نحو أحد المقرات الأمنية وبعد لحظات فتح الباب وبدا للجميع ان الإضراب عن الطعام الذي دخل يومه الثامن ترك آثاره على كلا الرجلين اللذين فقدا كثيراً من وزنهما فضلاً عن شحوبهما. واتجه جمال حشمت وسليمان فور قرار الإفراج عنهما إلى مستشفى دار السلام بدمنهور لتوقيع الكشف الطبي عليهما نظرا لإضرابهما عن الطعام منذ اليوم الأول لاعتقالهما الثلاثاء الماضي، كما كان الإخوان وأهالي المعتقلين قد نظموا وقفة احتجاجية ظهر اليوم أمام مديرية أمن دمنهور للتنديد باعتقال حشمت وسليمان. وكانت أجهزة الأمن ألقت القبض على حشمت وسليمان من الشارع وداخل سيارة تابعة للأخير أثناء وجودهما على طريق دمنهور. وظهر القياديان عقب خروجهما من بوابة جهاز أمن الدولة بدمنهور بحالة ضعف شديدة دفعت خالد حشمت نجل القيادي جمال حشمت إلى التوجه بهما بسيارته إلى مستشفى دار السلام بدمنهور ليلقيا الرعاية الصحية اللازمة بعد دخول إضرابهما عن الطعام لليوم السابع على التوالي. وعلى مدار الأسبوع الماضي رفض عضو البرلمان السابق وصديقه الامتثال للمناشدة تارة والأوامر تارة أخرى من قبل الجهات المختصة لفض إضرابهما ونقل عنهما عزمهما الاستمرار للنهاية حتى ولو خارت قواهما. وكانت سيارة الترحيلات القادمة بالقياديين من سجن برج العرب دخلت إلى مقر أمن الدولة بدمنهور لإنزال حشمت وسليمان إلى غرف حبس أمن الدولة مباشرة لعدم قدرتهما على السير. وقد توافد العديد من قيادات الإخوان في البحيرة الواقعة جنوبالقاهرة بمائتي كيلومتر مهنئين كلا القياديين بخروجهما غير ان الحالة الصحية المتردية حالت دون أن يلتقي هؤلاء بالزائرين بهما. ويرى بعض المراقبين أن سلاح الإضراب عن الطعام في مواجهة التوحش الأمني قد يكون ناجعاً خاصة إذا كان لدى المعتقلين العزيمة للمضي قدماً في الإضراب مهما تردت حالتهم الصحفية أو خارت قواهم غير أن آخرين يرون أن القسوة وعدم اللامبالاة التي اشتهرت بها المؤسسات الأمنية قد تجعل من هذا السلاح غير مؤثر في المستقبل واستشهد هؤلاء بقيام عدد من المعتقلين في السجون بالإعلان عن الإضراب أكثر من مرة غير أن عزائم هؤلاء سرعان ما كانت تتهاوى في ظل عدم الاهتمام بهم أو رفض العصيان والإضراب بالقوة. 'القدس العربي حسام أبوطالب