خبير ومحلل عسكري انه مشروع سياسي وليس مدني لا تصدقوهم مهما حاولوا التضليل والكذب، والإدعاء بأنه مشروع مدني وليس سياسي كما جاء في حديث المستشار الخاص للمشروع ولبلدية القدس والحكومة شموليك الغرابلي لموقع"صوت اسرائيل بالعربية"،انه محض افتراء وكذب، فالفلسطينيين ليسوا بحاجة لخدماتهم ولا لقطاراتهم فأكبر خدماتهم التي يمكن ان يقدموها للفلسطينيين هي زوال الاحتلال. هذا المشروع قتل ما تبقى من بصيص الأمل بالتوصل الى السلام في نفوس الفلسطينيين قبل أن يبتلع مساحات كبيرة من أراضيهم، فمنذ أن بدأت بتنفيذه منذ عامين شركة "ستي باس" وهي صاحبة الامتياز بانشاؤه وتشغيله لمدة 30 عاما وبكلفة اجمالية 4,7 مليار شيكل، أدرك الفلسطينيون النوايا الإسرائيلية الحقيقية في تغيير معالم المدينة المقدسة وتثبيت الأمر الواقع، لاسيما وأن هذا المشروع يرافقه مشروع الباصات المغذية للقطار وفي القدس أيضا، والذي سيبتلع هو الآخر أراضي أكثر، وكل هذا تحت عنوان تحسين شبكة المواصلات، تحسين شبكة مواصلات ولكن لمن..؟؟؟ أربعة محطات في شعفاط للقطارات، والوتيرة المتوقعة لانطلاق القطارات من المحطات ستكون(بحسب إعلانهم) بمعدل انطلاق قطار واحد كل 8 دقائق، وكل عربة تقل 248 مسافرا، هل هذا لخدمة الفلسطينيين وتحسين شبكة مواصلاتهم.؟؟ الفلسطينيون محرومون من أدنى حقوقهم، ويعاملون معاملة لا تليق بالبشر، مع ذلك يقولون اتركونا بحالنا ولسنا بحاجة لمعاملتكم . مشروع القطار هذا سياسي بامتياز والدليل على ذلك أنهم يتحدثون عن تدشينه رسميا في شهر نيسان 2011 ، والتدشين طبعا سيكون في المركز الرئيسي في شعفاط قلب القدس التي سيتم التفاوض عليها، ومتى..؟؟ في نيسان 2011 ، والمفاوضات غير المباشرة لأربعة أشهر..!! وتنتهي في ايلول 2010 ، ولو تلتها مفاوضات مباشرة لمدة اربعة أشهر أخرى، فالنتيجة واحدة، أليس هذا الإعلان عن التدشين وهذه التفاصيل بمثابة اصدار شهادة وفاة للمفاوضات قبل أن تشهد النور(المعدوم أصلا) سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، وعلى أي قدس سيفاوضون..؟؟. ليست القدس وحدها المستهدفة فمن يتمعن بإعلان "اسرائيل كاتس" وزير المواصلات الاسرائيلي عن مخطط لبناء شبكة سكة قطارات في الضفة الغربيةالمحتلة تحت عنوان "قطار جنين – القدس" يتوصل الى ذات القناعة بالنوايا الاسرائيلية الهادفة الى تغيير معالم الضفة الغربية في فلسطين وتثبيت الأمر الواقع الذي يلائمها ويلائم مخططاتها، خاصة اذا ما عرفنا بأن هذه الشبكة ستربط بين الأغوار وجسر الشيخ حسين وبيسان ومدينة جنين والعفولة وحيفا كما ستربط كل هذه المدن بالقدسالمحتلة، ولم يخف (الوزير الاسرائيلي) سرا حينما أعلن بأن هذا المخطط سيخدم المستوطنين. السر الأكبر في كلام (الوزير) ما قاله حول تجميد الاستيطان المؤقت في الضفة، وقال:" أن الإستيطان سيستأنف مع انتهاء فترة التجميد المؤقت معتبرا أن التجميد ليس حلا، فاليهود سيعيشون هنا الى أبد الآبدين"، كما لم يخف (الوزير) هدف نقل الدبابات والمعدات العسكرية عبر هذه الشبكات واستخدامها للحروب. الهدف هو القضاء على عملية السلام هذه الثقافة (ثقافة وزرائهم وقياداتهم)، هي ذات الثقافة التي سادت منذ اثنان وستون عاما أي منذ بداية الاحتلال للأراضي العربية والفلسطينية وما رافقها من قتل وبطش وقهر للفلسطينيين، والتي أدت الى رفع الشعارات الوهمية التي قادت للحروب والمآسي والتي اندثرت بسبب فشلهم في تحقيقها كشعار( اسرائيل الكبرى) وأدت الى عزلتهم ونبذ المجتمع الدولي لهم وملاحقتهم كمجرمي حرب. وهذه الإجراءات من( شق الطرق وبناء محطات القطارات وشبكات المواصلات وبناء الجدران والمستوطنات وابتلاع الأراضي وهدم بيوت الفلسطينين وتهجيرهم وابعادهم عن وطنهم واعتقالهم وغيرها) لن تجدي نفعا ولن تفتت من عضد الفلسطينيين ولن تزيدهم إلا صلابة وصمودا. ان استمرار القيادة الاسرائيلية في هذا الاتجاه، ورفضهم المساعي الدولية والأمريكية للسلام سيؤدي الى مزيد من التوتر والتطرف والحروب، ولن تبقى الأيادي العربية والفلسطينية ممدودة للسلام في الهواء الى الأبد، فلكل شيء حده إذا انتهى حده انقلب الى ضده.