يعتقد الكثيرون انه لا يمكن ان تكون وطنيا إلا اذا كنت معارضا,وذلك لأنه لا يوجد أسهل من ان تقوم بانتقاد السلطة, اية سلطة,فهناك دائما نقاط ضعف في اي نظام كان, وتمكنك هذه ,من انتقاده واستقطاب اخرين يعانون من نفس مشكلتك, فلو أخذنا القضية الفلسطينية كمثال,لوجدنا ان كل ناطق بالضاد له نظريته الخاصة لتحرير فلسطين وبسهولة,فأحدهم يقول لك مثلا:لو أحضر كل مسلم من المليار ونصف مسلم,سطل ماء ودلقه على اسرائيل لأغرقناها انتهت النظرية اما التطبيق فلم يبدأ بعد,فماعلينا الّا ان نجهز لهم الصابون الكثير حتى ينظفوا انفسهم , وآخر اكثر ثورية يقول لك لو بصق كل مسلم عليهم لغرقوا في البصاق, " رح ينشف ريقنا من كثرة البصاق" اما على الصعيد الفلسطيني فكل الفصائل تتهم كل الفصائل,ولا داعي للدخول في التفاصيل لأن كل شيئ اصبح مكشوفا,فلو درسنا على سبيل المثال شعارات حركة الاخوان وذراعها الفلسطيني حماس قبل وصولها للحكم لوجدنا ان ما تمّ تطبيقه على الارض مغايرا للشعارات السابقة , حيث كان الشعب يعتقد انه لو استلموا الحكم لحرروا البلاد والعباد ومن اجل ذلك "ولاسباب اخرى" كسبوا الاصوات الانتخابية , وما ان استلموا الحكم "بالطريقة العربية المعهودة" حتى حاربوا رفاق الامس , حتى انني سمعت تصريحا لأحد قادة حماس,يشكك فيه بالذين لم يلتزموا باتفاقيات او لنقل"تفاهمات" التهدئة! ويتهمهم بأنهم مرتبطون بأجندة خارجية!
اذا فقد اصبحنا كباقي دول الطوق في المحافظة على الحدود الهادئة,فلماذا الشعارات الرنانة اذن؟
هذا عدا سياسة تكميم الافواه وعدم سماع الرأي الاخر. *** اما العبد الفقير فهو من( جماعة لا يضيع حق وراؤه مطالب) نعم علينا ان نطالب بكل الوسائل المتاحة, ما دامت امتنا وسمها ما شئت -عربية ,اسلامية,سورية,فلسطينية- ما دمنا في هذا الوضع الغير محسودين عليه,فلنطالب بكل السبل وذلك اضعف الايمان. من السهل جدا عليّ ان ادعو للتحرير من خلف جهاز كمبيوتر في البرازيل,اشرب القهوة مع الارجيلة, وجهاز التكييف شغال على درجة 21 مئوي,علما بأنني أدّعي انني مثلي مثل غالبية الفلسطينيين,فمن هو الفلسطيني الذي لم يستشهد احد من افراد عائلته او اقرباؤه او معارفه,من هو الفلسطيني الذي لم يسجن او يحقق معه على الاقل؟من هو الفلسطيني الذي لم يقف في الطابور لساعات كي يعبر حاجز؟ من هو الفلسطيني الذي لم يذلّ من قبل عاهرة على حاجزاسرائيلي؟ والاسئلة لن تنتهي