اعتقل الأمن الاردني يوم الاثنين الماضي 10 /05 / 2010 القائد النقابي والعمالي رئيس لجنة عمال المياومة بوزارة الزراعة الاردنية محمد السنيد بسبب تنفيذه لاعتصام رفقة مجموعة من العمال خارج مركز " شراكة من اجل الديمقراطية " في مدينة مادبا أين كان وزير الزراعة , وقد رفع العمال المعتصمون شعارات منددة بوزير الزراعة على خلفية فصلهم من وظيفتهم منذ 2 /05 / 2010 ومن بين الشعارات التي رفعها العمال " روح روح يا سعيد يوم فراقك لينا عيد ".اثناء هذا الاعتصام تدخل الامن الاردني واعتقل محمد السنيد رفقة بعض العمال وتم الاعتداء على السنيد بالضرب المبرح في احد مراكز الأمن بمادبا وهو ما افقده الوعي لبعض الوقت . الخبر الى هذا الحد عادي ويقع عشرات المرات في اليوم الواحد في كل الاقطار العربية وغير العربية , ما كان غير عادي في هذه الحكاية المؤلمة هو احدى التهم الموجهة الى النقابي محمد السنيد وهي اهانة وزير الزراعة . انها تهمة مثيرة للسخرية رغم ما بها من مرارة وألم , لقد عبر محمد السنيد عن غضبه وبصوت عال ورفع شعارات منددة بفصله من عمله وحرمانه من لقمة عيشه وهو امر مشروع وتكفله كل الدساتير والمواثيق وتحدث حركات احتجاجية مشابهة في كل اقطار العالم وربما باكثر حدة وعنف تصل الى حد قذف البيض الفاسد على رؤوس مسؤولين كبار بينهم وزراء ...هذا في دول اخرى اما في الاردن فان الاعتصام في حضرة وزير وترديد شعارات معارضة لسياسته قد تكلفك الاعتقال وربما سنوات من السجن . ما بقي من الحكاية العادية ان النقابي محمد السنيد دخل منذ مساء الاثنين الفارط تاريخ اعتقاله في اضراب جوع مفتوح ولهذا نأمل له كل السلامة ومزيدا من الصبر والارادة كما نأمل من السلط الاردنية العليا ان تغلب صوت التعقل وتتدخل لايقاف هذه الاساءة الى سمعة الاردن قبل كل شيء اخر .
محمد العيادي منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية ممثل المركز العربي الاوروبي لحقوق الانسان والقانون الدولي في تونس -- المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux