الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان( في السنة الثالثةوالثلاثين من تأسيسها )فرع قليبيةقربة في العام الخامس من الحصار الظالم المسلط عليه كلامنا هذا، نريد به الإسهام الجدي في البحث عن الحقية والكشف عن أعداء حقوق الإنسان، الذين لا يريدون لهذا الوطن خيرا ولا تقدما ولا استقرارا. ونحن نوجهه إلى السادة(وزير الداخلية، ووزير العدل والوزير الأول . وموضوعه المحوري التأكيد، مرة أخرى, على رفض العنف مهما كان مصدره ومأتاه وأهدافه والممارسون له. واضح ومفهوم؟ فلْندخل، إذن، إلى صلب الموضوع: المواطن المعتدَى عليه هو محمد بن صالح بن فرج بن سعد، من سكان قليبية~. نهج حسين بو زيان حي آسمر ( قليبيةالشرقية). أما المعتدِي، فهم ثلاة من رجال شرطة قليبية يتزعمهم السيد رمزي الجلاصي )عدلية (. وتاريخ هذا الإعتداء يوم الإربعاء03 جويلية2008، وقد اتصلت بنا عائلتُه وطلبت منا تبني قضيته للمطالبة بحقه، فأصدرنا بيانا في ذلك بتاريخ 05 أوت 2008، شجبنا فيه هذا الإعتداء وطالبنا بتتبع الجناة. وفي هذا الشهر (ماي 2010، اتصلت بنا زوجة المعتَدى عليه، ودعتنا إلى زيارتهم في منزلهم وقالت لنا إن زوجها ما زال يعاني من مخلفات ونتائج الإعتداء عليه، وقد أُجرِيت عليه ثلاث عمليات جراحية، وهو عاطل عن العمل. وتوجّهنا إلى منزلهم وعاينّا حالة المعتدَى عليه . ولنترك الكلام إليه، فيقول:" عندما كنت، مع صديقين لي،في التاريخ المذكور، وعند منتصف الليل، إذ فوجئنا بهجوم علينا من قِبَل الشرطة، فهرب زميلاي، وبقيت في مكاني، فضربي الشرطي رمزي الجلاصي بهراوة غليظة( يد فأس) في بطني، فانفلقت وبرزت أمعائي، ولم أفق إلاّ في غرفة الإيقاف لدى الشرطة العدلية بمنزل تميم،، ثم حملوني إلى مستشفى منزل تميم، وهناك قال لي أحد الدكاترة، بإشارة خفية من الشرطة:" حالتك لا باس" بينما بطني مفلوقة ومصاريني خارجة وأحشائي وأماكني الحساسة متضررة" ثم أجريت علي عملية جراحية أولى، ثم تانية، وثالثة ، وها أنني طريح الفراش لا أقدر على العمل، وأعيش مع زوجتي وأطفالي الثلاثة في هذا الحانوت، بينما السيد الشرطي الذي كان عليه حفظ الأمن وخدمة الشعب يعتدي علي هذا الإعتداء الإجرامي الآثم ، فيسبب لي الآلام والخسائر ، وهو ما زال في مركزه نافخا صدره، ويتوعد كل من يقبض عليه بأنه سيفعل له ما فعله لمحمد بن سعد. ورغم أنني طالبت بتتبع من اعتدى علي، عدليا وفق مقتضيات القانون، ومقاضاته بارتكاب جريمة العنف الشديد عليّ والناتج عنه السقوط المستمر. ورغم أنه تم التحقيق معي دون مواجهتي بالمعتدي، وقد قيل إنه محمي ومسنود من جهات عليا، ولهذا بقي في عمله، وأنا مريض وعاجز عن العمل وعائلتي في الخصاصة والحرمان، ولهذا فأنا أطالب مرة أخرى بتتبع الشرطي رمزي الجلاصي عدليا ومقاضاته على جريمته التي اقترفها ضدي وسبب لي سقوطا مستمرا، وأطلب من الرابطة أن تقف معي وتعزز مطالبي التي لا أرمي منها إلا العدل والإنصاف والضرب على الأيادي العابثة بما أُعطِيَ إليها من سلطة ونفوذ لخدمة الشعب فإذا بها تتجاوز صلاحياتها وتعتدي عليّ، وإن رجائي مازال معلقا بالقانون وأرجو من القانون ألاّ يخذلني وألا يحمي المعتدين. ونحن نرى أن هذا الإعتداء الذي تعرض له المواطن هو إرهاب فظيع ، وفظاعته تأتت من : 1) أنه صدر من البوليس، الذي التزم بخدمة الشعب وليس بالإعتداء عليه،فماذا كان يحدث لو أن مواطنا هو الذي اعتدى على الشرطي وسبب له سقوطا بدنيا، هل كانت سجون البلاد كلها تسعه، فضلا عن الضرب والحبس المطول له؟ 2) إن هذا الإعتداء الإرهابي، الإجرامي االوحشي ما كان ليثير الدهشة والإستغراب لوإنه صدر عن أنظمة تقطع الرؤوس وتحرق البشر، أما وأنه صدر في تونس،التي يتباهى حكامها بأنها دولة القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان وتُجرِّم التعذيب وقد صادقت على كل المعاهدات الدولية لمناهضته ، وأن بيان السابع من نوفمبر يؤكد أنه" لا قهر بعد اليوم" أي بعد السابع من نوفمبر، وأن شرطتها" في خدمة الشعب" - فهذا يثير الدهشة والإستغراب، والنقمة ، ويجعلنا لا نتوانى في رفضه والدعوة إلى معاقبة القائمين به سواء كانوا من الشرطة أو من غيرهم ونهيب بالسادة وزير الداخلية ووزير العدل والوزير الأول أن يبادروا باقامة الدعوى على من اعتدى بالعنف الشديد على المواطن حمد بن سعد. فهل طلبنا هذا كثير في حق المعتدَى عليه وقد صار محطما عاجزا عن العمل وأطفاله في خصاصة وحرمان، وينتظر العدل والإنصاف قبل أن تفعل فيه حلولُ اليأس فعلها الخطير ؟. نحن ننتظر، والمواطن ينتظر، والعدل ينتظر..... قليبية في 17 ماي 2010 : رئيس الفرع : عبد القادر الدردوري