عاجل: إيقاف اكثر من 20 ''هبّاط'' في تونس    العائلة والمجتمع: ضغوط تجعل الشباب التونسي يرفض الزواج    شبهات فساد تُطيح بموظّفين في بنك الدم بالقصرين: تفاصيل    الكاف.. معرض لمنتوجات المجامع الفلاحية    عاجل/ دعما لغزة وقفة احتجاجية واضراب عالمي عن الطعام..    وزير خارجية ألماني أسبق: أوروبا مجبرة على التفاوض مع تونس بشأن ملف الهجرة    دورة مقدونيا الدولية لكرة اليد للكبريات: تونس تتعادل مع مصر 25-25    الطقس هذه الليلة..    عاجل: إنهيار سقف اسطبل يتسبب في وفاة شاب وإصابة آخر    عاجل: الأمطار تعمّ أغلب مناطق تونس خلال الفترة القادمة    عاجل: شيرين عبد الوهاب أمام القضاء    جمال المدّاني: لا أعيش في القصور ونطلع في النقل الجماعي    كل نصف ساعة يُصاب تونسي بجلطة دماغية...نصائح لإنقاذ حياتك!    التنس: تأهل معز الشرقي الى نهائي بطولة سان تروبيه للتحدي    كرة اليد: منتخب الصغريات يتأهل إلى نهائي بطولة افريقيا    مسرحية "على وجه الخطأ تحرز ثلاث جوائز في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي    "أمامكم 24 ساعة فقط".. كبرى الشركات الأمريكية توجه تحذيرا لموظفيها الأجانب    جندوبة: حملة نظافة بالمستشفى الجهوى    تحذير هام: تناول الباراسيتامول باستمرار يعرّضك لهذه الأمراض القاتلة    هذا ما تقرّر ضد فتاة أوهمت شبّانا بتأشيرات سفر إلى الخارج.. #خبر_عاجل    حوادث المرور في تونس: السهو والسرعة يبقيان الأكثر تهديدًا للأرواح    بعد اجتياح غزة.. حماس تنشر "صورة وداعية" للرهائن الإسرائيليين    معاناة صامتة : نصف معيني مرضى الزهايمر في تونس يعانون من هذه الامراض    زغوان: غلق مصنع المنسوجات التقنية "سيون" بالجهة وإحالة 250 عاملا وعاملة على البطالة    رابطة الأبطال الافريقية: الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري من أجل قطع خطوة هامة نحو الدور الثاني    أبرز الأحداث السياسية في تونس بين 13 و20 سبتمبر 2025    سليانة: وضع 8 ألاف و400 قنطار من البذور منذ بداية شهر سبتمبر    الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ستتولى ابرام ملاحق لعقود برنامج "بروسول الاك الاقتصادي" بصفة استثنائية    بنزرت "بين الجسرين" .. "المتحرك" معاناة و"الثابت" أمل    غدا الأحد: هذه المناطق من العالم على موعد مع كسوف جزئي للشمس    جمعية المرسى الرياضية تنظم النسخة الرابعة من ماراطون مقاومة الانقطاع المبكر عن الدارسة    عاجل/ بشائر الأمطار بداية من هذا الموعد..    الاحتلال الإسرائيلي يغتال عائلة مدير مجمع الشفاء في غزة    بنزرت: حجز أطنان من اللحوم والمواد الغذائية المخزّنة في ظروف غير صحية    تكريم درة زروق في مهرجان بورسعيد السينمائي    من بينها تونس: 8 دول عربية تستقبل الخريف    صرف الدفعة الأولى من المساعدات المالية بمناسبة العودة المدرسية في هذا الموعد    لكلّ من فهم بالغالط: المغرب فرضت ''الفيزا'' على هؤلاء التوانسة فقط    الكاف: قافلة صحية تحت شعار "صحتك في قلبك"    أكثر من 100 ألف تونسي مصاب بالزهايمر ومئات الآلاف من العائلات تعاني    الرابطة الأولى: برنامج مباريات اليوم و النقل التلفزي    "يوتيوب" يحظر حساب مادورو    بعد موجة من الانتقادات.. إيناس الدغيدي تلغي حفل زفافها وتكتفي بالاحتفال العائلي    عاجل: تأخير وإلغاء رحلات جوية بسبب هجوم إلكتروني    لماذا يضعف الدينار رغم نموّ 3.2 بالمائة؟ قراءة معمّقة في تحليل العربي بن بوهالي    القيروان.. 7 مصابين في حادث مرور    أمين عام الأمم المتحدة.. العالم يجب ألاّ يخشى ردود أفعال إسرائيل    استراحة «الويكاند»    أكثر من 400 فنان عالمي يطالبون بإزالة أغانيهم من المنصات في إسرائيل    البنك التونسي للتضامن يقر اجراءات جديدة لفائدة صغار مزارعي الحبوب    مهذّب الرميلي يشارك في السباق الرمضاني من خلال هذا العمل..    عاجل/ بالأرقام: عائدات صادرات زيت الزيتون تتراجع..    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    أغنية محمد الجبالي "إلا وأنا معاكو" تثير عاصفة من ردود الأفعال بين التنويه والسخرية    الرابطة المحترفة الاولى : حكام مباريات الجولة السابعة    اليوم...سحب كثيفة مع أمطار متفرقة بهذه الجهات    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استنساخ الجواسيس : دكتور أحمد محمد المزعنن
نشر في الفجر نيوز يوم 23 - 05 - 2010

(يا إلهي .. هؤلاء الجواسيس المستنسخون لا يشيخون،ولا يكبرون،ولا يمرضون ،وإذا مرضوا لا يموتون،لا يختفون ،وإذا اختفوا سرعان ما يعودون ،وهم يومًا بعد يوم يتكاثرون ،كأنهم جراد منتشر،أو وباء استشرى،أو معضلة مستفحلة.)
استنساخ الجواسيس :أنموذج فلسطيني
الجاسوس في اللغة العربية من الجسُّ،وهو اللمس باليد،وجسَّ الرجلُ بعينه :أحدَّ النظر إليه ليستبينه ويستثبته.والجسُّ:جسُّ الخبر،ومنه التجسس،وهو طلب الخبر،وجسَّ الخبر وتجسَّسه:بحث عنه وفحصه،والجاسوس:الذي يتجسس الأخبار،وأكثر ما يقال التجسس في الشر،أما التحسس فهو طلب الخير،فالجاسوس:صاحبُ خبر الشر،والناموس:صاحب سر الخير،وقيل التجسس :أن يطلب الخبر لغيره،والتحسس أن يطلبه لنفسه.(ابن منظور ،لسان العرب،1988م ،2/283).
في إطار منهج القرآن الكريم الأمني الذي تأسس على القواعد الأخلاقية،والثوابت العقدية ورد أمر صريح في تحريم جريمة التجسس على المسلين في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ. ) (الحجرات 12) التجسس على الأعداء وسيلة من وسائل إعداد القوة لقهرهم وإبطال كيدهم،أما التجسس على المسلمين والمواطنين فهو منهيٌّ عنه بنص القرآن ،ونصوص السنة المشرفة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والظن ،فإن الظن أكذب الحديث،ولا تحسسوا،ولا تجسسوا،ولا تناجشوا،ولا تحاسدوا،ولا تباغضوا،ولا تدابروا،وكونوا عباد الله إخوانًا.) حديث متفق عليه(المصدر:كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان ،لمحمد فؤاد عبد الباقي، 3/190).
لكن المرحلة الحالية تفوح منها رائحة تزكم الأنوف وتحبس الأنفاس من نكارة من يعيشه المرء من منكرات الأخلاق التي وفدت على المجتمع الفلسطيني مع سلطة أوسلو العميلة ورموز الهبوط القيمي والأخلاقي والوطني الذين يتزلفون لليهود من خلالها،ويعتبرونها نوعًا من العبقرية والذكاء والتكيف والواقعية،إنها ظاهرة استنساخ الجواسيس التي بلغت ذروتها وقدمت أوضح أمثلتها في البيئة الاجتماعية الغريبة الطارئة على الشعب الفلسطيني متمثلة في جواسيس أوسلو الذين تغافلوا عن جمع المعلومات عن اليهود من باب العجز من جهة،ومن باب أن هؤلاء اليهود المحتلين لم يعودوا أعداء محتلين،بل هم جيران يستحقون العيش الآمن على الرغم مما يقترفونه من أشكال القتل والتدمير والتخريب والتوسع والغزو،وأن من ينغص على المستعمرين الغزاة حيالتهم هو العدو الذي يستحق القمع والملاحقة،جواسيس أوسلو ومن استنسخهم اليهود منهم من الجواسيس المستنسخين في السفارات والممثليات وفي مؤسسات منظمة التحرير بعد اغتيالها واغتصابها وفي مؤسسات العمل الرسمي في السلطة الفلسطينية العميلة،وفي صفوف قوات الأمن (الإسراطيني) هم المخلوق المسخ لعمليات الاستنساخ البشري والثقافي في الشعب الفلسطيني،وهم مواطنو الدولة المستنسخة بمواصفات جورج ميتشيل والعدو اليهودي والمواصفات العربية،وربما سيضاف إليها بعض الخصائص الجينية مما يَخشى منه النظام الأردني ،إذا تطلبت وصفة الحل ذلك العمل في المرحلة الراهنة والمراحل القادمة.
الكثير من جواسيس أوسلو ومشايعيهم ف يالشعب الفلسطيني يمارس عمليات التجسس ،ويتصرف كالجواسيس بل أكثر حماسة منهم خدمة لمشروع محمود عباس وشلة أوسلو عن قصد وإرادة ،والبعض عن غفلة وجهل،ولا يجد غضاضة تحت تأثير عوامل الكبث ،واسوداد المستقبل،وانسداد الأفق الوطني،والنتائج الكارثية التي نتجت عن ممارسات سلطة أوسلو العميلة في تخريب المشروع الوطني ،وشق الصف الشعبي،وتعبئة العملاء والجواسيس بحجة الإعداد لقيام الدولة الموهومة.

استنساخ الجواسيس :أنموذج المساندة
وما يجعلنا نجزم بأن ظاهرة الاستنساخ ماضية في أننا لا نكاد نشهد غياب وجه من الوجوه الذين ثبَّتوا أكذوبة السلام مع اليهود،وأسسوا للتطبيع،وحاولوا أن يجعلوه منهجًا أجبروا الأمة على ترديد مقولاته،وسخروا الإعلام الملىء بالأدعياء اللاهثين وراء الشهرة والمال لكي يجعلوا مقولاته خطابًا يوميًا يزينون لجماهير الأمة وجوه اليهود القتلة المجرمين تحت شعارات الحرية ، الرأي والرأي الآخر، الحوار ، أو قبول الآخر ،متجاهلين أحكام الدين وتعاليم السماء ،وسنة سيد المرسلين ،وقواعد وثوابت الحياة الكريمة في تفسير وحسم الصراع مع هؤلاء الغزاة الغرباء.
لا يوجد لدينا أدنى شك في أن تقدم العلم التجريبي الشيطاني الأمريكي واليهودي حاليًا يخدم الأمن اليهودي من خلال عملية متواصلة لاستنساخ الجواسيس في عالم اليوم ،ومن المستحيل أن يكون ما حدث منذ القبض على كوهين(كمال أمين ثابت) ثم سلسلة الجواسيس الذين قبلوا التطبيع وفرضوا سياسة معلنة في أجهزة الإعلام وفي حصار الشعب الفلسطيني وفي الهرولة إلى أرضنا المحتلة لقضاء الإجازات أو لتأسيس المشاريع الاستثمارية والشركات مع اليهود،وفتح المكاتب التجارية،وفي حرية تنقل اليهود التي بلغت قمة أذاها في اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي،وفي تثبيت الأمر الواقع،ومجابهة وكبت كل الصوات الحرة التي تقول لا للعدو الصهيوني وللسلام مع الغزاة اليهود ،يستحيل أن يكون لك إلا في سياق عملية استنساخ بيولوجية ونفسية وثقافية واجتماعية وسياسية للجواسيس بحيث يصبحون أغلبية تكبت الأقلية المعارضة.
ومنذ أن انكفأ جواسيس أوسلو على أنفسهم في رام الله،وقبعوا هناك،وهم يرتبون أمورهم على المضي بلا حدود في مفاوضات عبثية ،وبالغوا في التفنن في ابتكار الساليب التي يجمعون فيها المعلومات عن المواطنين،وكبت المعارضين للخط الاننهزامي الذي يسيرون فيه،وهم حاليًا ومن خلال ممثلياتهم الفئوية التي يطلقون عليها السفارات يروجون لمشروع ما يطلقون عليه الدولة ،ويتبجحون في لقاءاتهم فيما بينهم أو في اللقاءات مع من يتزلفون إليهم وينافقونهم بميزات جواز السلطة كوسيلة للتنقل ،ودخول البلاد التي لا تسمح بدخول حاملي وثائق السفر المصرية للاجئين الفلسطين،ويمعنون في التغريب والتجهيل والتقزيم والاختزال للقضية الوطنية،ويصورون الحل وكأنه بات تحت أصابع رؤوس الجواسيس في رام وأضحى رهينة بتوقيع محمود رضا عباس مرزا وعصابة المتمسحين بفتح ومنظمة التحرير التي قبروها وزيفوا رمزيتها ودلالتها الوطنية.
لأنه لم يبقَ في سلطة أوسلو إلا بقايا جواسيس وسماسرة ووكلاء تسويق للصمت والتخاذل العربي،والضعف أمام جبروت وسيطرة الصهاينة على المقدرات والخيارات الإستراتيجية للأمة العربية من خلال السيطرة العسكرية المطلقة التي أسست وزرعت الوهن والتضاعف والانهزام،وزينت الهوان الإرادي بطريقة غير مسبوقة في أمة من الأمم الحرة التي تحترم عن ثوابتها وعقائدها وكرامتها.
وما في رام الله حاليًا إلا حثالات من الجواسيس عملاء اليهود والأمريكان،الأجراء المرهونين لمن يدفع الراتب والمنح والامتيازات والتسهيلات،هذا ما يدركه كل عاقل لديه أدنى إحساس بالكرامة والوعي (ارجع إلى تصريحات الأستاذ الدكتور عبد الستار قاسم لقناة الجزيرة تعليقًا على خبر استئناف المفاوضات غير المباشرة وذلك في نشرة الحادية عشرة من مساء الأحد 9 أيار (مايو) 2010م)

بعض المؤشرات على إنجازات ميتشيل:
نجح جورج ميتشيل تحديدًا فيما لم تتمكن من تحقيقه جيوش متتالية من رجال الإدارات الإمريكية المتصهينة والمتهودة المتعاقبة منذ نشأة الكيان اليهودي الخزري الغازي لوطننا عام 1947م،لقد نجح هذا المتصهين المنافق في تثبيت وضع جواسيس أوسلو في موقف إستاتيكي يمثل وضعًا مثاليًا لدور وسيط مزعوم مثله،وتمكن معه من التلاعب بكل أوراق قضية الوطن المقدسة،وانفرد بمجموعة من الجواسيس والعملاء،وحشرهم في أضيق زاوية يمكن أن يتحرك فيها إنسان بعد أن نجحوا هم أيضًا في نسج مؤامرة انقسام الشعب،وتبديد طاقاته في تنظيمات وتشكيلات عميلة بحجة التكتلات السياسية،وتثبيت الانقسام والفرقة،وتصوير الأمر وكأنه مباراة في محادثات ومفاوضات سياسية ستصل حتمًا في وقت ومكان محددين إلى نهاية لا يعلم طبيعتها إلا الله.
وليس من قبيل الصدف أن يتزامن إصرار ميتشيل على بدء المحادثات غير المباشرة بين اليهود وجواسيس أوسلو مع بدء مناسبتين أولاهما بدء اجتماعات مؤتمر فلسطينيي أوروبا الذين يجتمعون حاليًا في برلين عاصمة الرايخ الثالث ،مع ما تحمله من رمزية لها علاقة بالتاريخ الإفسادي اليهودي المعاصر،والثانية احتفالات يهود الخزر الغزاة المحتلين بالعام الثاني والستين على جريمتهم الكبرى في حق الشعب الفلسطيني،وكلا المناسبتين أعقبت مؤتمر القمة العربي في سرت في إبريل الماضي الذي أعاد تنصيب محمود رضا عباس مرزا في منصبه كوكيل وسمسار يسوق الخزي والعجز العربي لليهود،ومعه مجموعة فقدوا الإحساس بالكرامة الوطنية،وتنكروا لقضية شعبهم ،وباتوا يبيعون التصريحات والمواقف الهابطة التي تتنافى مع أبسط مبادىء اعتبار الذات.ولن يكون مصيرهم بأحسن من مصير أي جاسوس هبط القيم باع نفسه للشيطان اليهودي الذي ابتزه إلى آخر لمسة من من الحياء وآخر قطرة من ماء الوجوه التي جفُّ ماؤها منذ أن أداروا ظهورهم لحقوق شعبهم ،واقتسموا أسلاب قضية الوطن المقدسة التي تهون في سبيله المهج والأرواح.

الصحافة مصدر للتاريخ:
يوجد اتفاق بين خبراء التوثيق التاريخي والثقافي على اعتبار الصحافة مصدرًا للتاريخ،وخاصة في ظل الحالة الراهنة التي تزداد المنافسة بين مصادر الأخبار في مجال الإجادة وتحري الدقة والمصداقية والموضوعية والابتعاد عن الانحياز وزيادة حرفية ناقلي الأخبار.واستجابة لهذه الحالة يمكننا أن نعرض ما ينشر هنا وهناك عن سلطة جواسيس أوسلو في محادثاتهم غير المباشرة مع اليهود،تلك المهزلة الجديدة التي تفتقت عنها عقلية المندوب الأمريكي جورج ميتشيل ويطبقها لتكون وسيلة لمواصلة تكريس عملية التزوير في تثبيتهم ممثلين مشوهين للشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق لا يمكن أن تمر مهزلة المفاوضات غير المباشرة اللعبة الأمريكية الصهيونية الجديدة دون توضيح ،فقد تكون هذه المرحلة من لعبة ميتشيل نوعًا من الإخراج المسرحي بصيغة جديدة للعبة التوسع اليهودي،وتثبيت الأمر الواقع تمهيدًا لمرحلة مباغتة لم يحسب لها أحد حسابًا في إطار اللعبة الدبلوماسية التي تفتقت عنها عقلية هذا الشيطان الجديد:جورج ميتشيل،وتشير بعض الوقائع إلى هذا الاستنتاج ومنها :ارتفاع وتيرة الاستعدادات اليهودية للحرب والمناورات المتواصلة تحت صيغ وشعارات مختلفة،والاتصالات الأمريكية مع حماس لطرحها كبديل لسلطة جواسيس أوسلو،وصولاً إلى نوع من الحل الذي يخطط له ميتشيل،ووصول سناتور كيري إلى دمشق واجتماعه إلى الرئيس بشار الأسد. (الشيطان صفة مدح هنا كقولك لطفل ذكي كثير الحركة :أنت شيطان) .وقد تكون تمهيدًا حقيقيًا لقناعة بعض الأطراف الفلسطينية بضرورة السير في خط الاعتدال والحل السلمي،وتوحي بذلك حالة الوهن والسكون والهمود الفلسطيني الرسمي للكتاكيت الفلسطينية تحت جناح الدجاجة العربية التي ترقد مذهولة مرعوبة مسلوبة مخلوبة في الجو الذي يعجُّ بصياح ومصارعات الديكة الأجنبية القريبة والبعيدة ،والتي تستعرض أظافرها وريشها وأعرافها وتفرد أجنحتها خيلاء .
نستعرض في هذا السياق ثلاثة أخبار ربما تكون من نوع التسريب الإعلامي عن حقائق لعبة المفاوضات غير المباشرة،وهي وسيلة معروفة في مراحل معينة حيث يتم نشر بعض الأخبار لتكون بالونات اختبار تهيء لحدث غير عاديٍّ:
الخبر الأول :السلطة تقترح تبادل 4% من أراضي الضفة
التاريخ: 7/6/1431 الموافق 21-05- 2010
المختصر / أوردت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية أن السلطة الفلسطينية وفريق التفاوض في منظمة التحرير الفلسطينية، عرض على المبعوث الأميركي جورج ميتشل تبادل الأراضي مع (إسرائيل) بنسبة تعادل 4 بالمئة من مجموع أراضي الضفة الغربية، وذلك بشكل يتجاوز مقترحات فلسطينية سابقة خاصة بملف الحدود،غير أن الصحيفة أشارت إلى أن (إسرائيل) وكذلك بعض مسؤولي الإدارة الأميركية عقبوا بحذر على هذه المقترحات من منطلق الاعتقاد بأن الفلسطينيين ربما تقدموا بعرض سخي افتراضاً منهم بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليس جاداً في عملية التسوية مما سيسمح للفلسطينيين لاحقاً بالتهرب من تطبيق هذا العرض، بدوره، قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات: "إن الفلسطينيين يسعون جاهدين لتحقيق التسوية السلمية بأسرع ما يمكن ولا يريدون إضاعة وقت المبعوث ميتشل". المصدر: فلسطين أون لاين.
الخبر الثاني:صحيفة أمريكية: عباس قدّم تنازلات غير متوقعة
التاريخ: 8/6/1431 الموافق 22-05-2010
ولم ينفِ رئيس دائرة المفاوضات في (م. ت. ف) صائب عريقات -في حديثه للصحيفة- صحة المعلومات، وأبدى رغبة السلطة في التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام .
الخبر الثالث : هنية: نريد علاقات مباشرة مع واشنطن
9/6/1431 الموافق 23-05-2010
مفكرة الإسلام: التقى رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إسماعيل هنية وفدًا أمريكيًا يزور قطاع غزة، وأخبر أعضاءه أن حكومة حماس تتطلع إلى علاقات مباشرة مع الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي ككل وذكرت المصادر الفلسطينية أن الوفد يضم سبع شخصيات تابعة للجمعية الوطنية للمصالحة الدولية وقد سمحت السلطات المصرية بعبوره إلى القطاع.وقالت المصادر في وقت سابق: "الوفد سيعقد لقاءات مع مسئولي حركة حماس في إطار مهمة تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية وتحقيق مصالحة وطنية بين الأطياف الفلسطينية".
وأضافت أن الوفد سيحاول الوقوف على الأوضاع الإنسانية في القطاع جراء استمرار الحصار "الإسرائيلي" المستمر منذ نحو ثلاثة أعوام.
فهل يعود الأمريكان إلى البراجماسية الواقعية التي أقاموا عليها كياناتهم الاجتماعية،وميزت مؤسساتهم،فيعترفون بمن يمتلك قوة الفعل ،وبمن لديه القدرة على أن يقول ما يفعل؟ربما في ظل العجز والفشل والتخبط في كل السياسات في باكستان وأفغانستان وكوريا وإيران والعراق وبلاد الشام وفي ظل الانحياز الأعمى لليهود الإفساديين الغزاة المحتلين لوطننا،وفي ظل الفشل المتواصل للمتخاذلين من جواسيس أوسلو ورأس المروق والخيانة محمود رضا عباس مرزا والملتفين حوله من ناقصي الأهلية الوطنية والقيمية !
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلُ الهَوانُ عليهِ .... ما لِجَرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيِلامُ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.