مدريد:رفع مواطن مغربي ناشط في الحقل الإسلامي ومقيم في اسبانيا دعوى قضائية ضد جريدة رقمية بسبب الاتهامات التي تعرض لها ومن ضمنها اتهامات بالإرهاب واستعادة الأندلس، وتأتي هذه الدعوى كرد فعل على التهجمات التي يتعرض لها الكثير من أفراد الجالية المغربية.ويتعلق الأمر بمنير بنجلون المقيم في مدينة مورسيا (شرق اسبانيا) ويترأس فيدرالية الجمعيات الإسلامية في مورسيا، حيث تقدم بالدعوى ضد الجريدة الرقمية ف.غ برس لنشرها وباستمرار سلسلة من المقالات التي تتعلق بحياته الدينية والشخصية ونشاطه في هذا البلد الأوروبي. ويتضمن نص الدعوى الذي حصلت يومية 'القدس العربي' على نسخة منه أن منير بنجلون كان، ومنذ سنة 2008، ضحية سلسلة من المقالات في موقع جريدة ف .غ برس الواسعة الانتشار. وجرى تقديم أدلة حول مقال نشر يوم 28 تموز/يوليو مما جاء فيه: 'لقد تحولت منطقة مورسيا إلى قاعدة لمجموعة من المسلمين الحالمين والخطيرين يتجمعون تحت الفيدرالية الاسلامية لمنطقة مورسيا، الحالمين لأنهم يرغبون في استعادة الأندلس، والخطيرين لأن أفكارهم يمكن أن تستقطب شباباً مستعدين للقتل من أجل الله'. واضاف المقال 'غريبة هي مواقف بعض سياسيي منطقة مورسيا الذين لا يكتفون فقط بتسهيل مقرات للفيدرالية الإسلامية بل يتحاورون معهم في قضايا مهمة للغاية مثل تلقين مادة التربية الإسلامية في المدارس'. وتستمر المقالات طيلة السنتين الأخيرتين ومن ضمنها مقال يوم 18 شباط/فبراير الماضي على اثر نزاع على رئاسة الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية، حيث تتهم الجريدة فيدرالية مورسيا ورئيسها بنجلون بمحاولة زعزعة العلاقات المغربية- الإسبانية وتؤكد ارتباطها بجماعة العدل والإحسان التي تصفها بالمتطرفة. ونقلت تصريحات لأحد أفراد المخابرات الإسبانية الذي ينتقد موقف بعض المؤسسات الحكومية الإسبانية التي تتعامل مع هذه الفيدرالية وتمنحها مساعدات مالية رغم الخطر الذي يعتقد أنه تشكله. وتوجد الدعوى أمام قاضي التحقيق في مدينة مورسيا التي يعيش فيها وفي ضواحيها حوالي 60 ألف مغربي، ولم يتخذ بعد قرارا بالمتابعة أو بحفظ الملف. ولم يصدر عن الجريدة الرقمية ف.غ. برس أي رد فعل حول هذه الدعوى. وقال مصدر مقرب من الفيدرالية الاسلامية لمنطقة مورسيا 'أنشطتنا دائما تحت مجهر الأجهزة الأمنية'، مضيفا انه 'لم يحدث أن جرى اعتقال أي عضو منا، واتهامنا بشكل مجاني بأفكار تحث على القتل واستعادة الأندلس هو أمر مجانب للصواب بل وضد التعايش وضد الاندماج'. ويشتكي الكثير من المسلمين وغالبيتهم من المغاربة مما يصفونه بالتشويه الذين يتعرضون له من بعض وسائل الاعلام الإسبانية خاصة بعد ارتفاع ما يسمى 'أسطورة استعادة الأندلس'، حيث تحولت هذه الأسطورة إلى عنصر أساسي في خطاب معاداة المسلمين وزرع عدم الثقة تجاههم من طرف الإسبان. القدس العربي حسين مجدوبي