جورسلم بوست 5/6/2010 رأي الصحيفة ترجمة/ توفيق أبو شومر الفجرنيوز يتوالى الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحصار على غزة ، من رجب طيب أردوغان إلى رئيس وزراء بريطانيا دافيد كمرون، الذي يقول : يجب إنهاء الحصار على غزة ما دام الحصار يقوي حماس ، حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية تطالب بإنهاء الحصار الذي يدمر حياة المدنيين في غزة . لهؤلاء نقول : إن الطريقة المثلى لإنهاء حصار غزة هي مساعدتنا في إنها سيطرة حماس على غزة. إن إسرائيل ليست لديها الرغبة في إبقاء الحصار على غزة ، فقد انسحبت منها عام 2005 ورحّلت ثمانية آلاف مستوطن من مستوطنات غزة، فبدلا من جعل غزة نقطة انطلاق الدولة الفلسطينية، فإن شكوك العسكريين الإسرائيليين قد تحققت ، وتمكنت حماس والجماعات الدينية الأخرى من تهريب مئات الصواريخ والأسلحة عبر ممر فيلادلفي. وضبطت سفينة كارين إي المحملة بالأسلحة الإيرانية عام 2002 ، وفي يونيو 2006 اختطف الجندي غلعاد شاليت، وفي يوليو 2007 سيطرت حماس على غزة. وفي داخل غزة كرست حماس التطرف الإسلامي ، والتمييز ضد المسيحيين، وشنت حربا على العلمانيين وكرست قتل النساء على خلفية جرائم الشرف ، ثم أمطرت المدن الإسرائيلية البعيدة بالصواريخ . وفي ديسمبر 2008 شنت إسرائيل عملية الرصاص المصبوب لإيقاف إطلاق الصواريخ. وإذا قامت إسرائيل برفع الحصار عن غزة، فهذا يعني بأن حربا ستقع في القريب العاجل، لأن حماس ستطلق صواريخ قد تصل إلى تل أبيب، وحتى ضواحي القدس، وهي تملك بالفعل بعضا منها، وهذا ما حذر منه نتنياهو في الأسبوع الماضي. ويمكن تحت الضغط الدولي أن تعلن إسرائيل موافقتها على نقل مسؤولية غزة إلى المسؤولية الدولية، وفي هذه الحالة فإن إسرائيل ستغلق حدودها مع غزة، وتمنع الإمدادات والأدوية والمطلوبات الأخرى، التي ستمر عبر الحدود المصرية، وتصبح إسرائيل في حل من مسؤوليتها الإنسانية عن غزة ! ولكن المشكلة هي أن مصر لا تريد تحمل مسؤولية غزة، فهي لا تقبل بذلك ، كما أن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على القوات الدولية، فقوات (اليونفيل) الدولية في جنوب لبنان فشلت في منع حزب الله من إكمال تسليحه بأسلحة إيرانية . وهناك خيارٌ معقول أمام إسرائيل لتحديد البضائع التي يمكنها أن تستعمل مدنيا وعسكريا كالإسمنت المسلح ، والذي يستخدم في بناء الملاجئ ، ربما بالتعاون مع مصر والمنظمات الموثوقة، لتتأكد من استخدام الإسمنت في الأعمال المدنية. إن الحل الصحيح لفك الحصار على غزة يقع على عاتق سكان غزة، فقد أعلنت إسرائيل بأن حصارها لغزة سينتهي إذا اعترفت حماس بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية، وأن يتخلوا عن العنف ، ويطلقوا سراح شاليت، وأن يلتزموا بالاتفاقات الموقعة مع السلطة الفلسطينية. إن حرب إسرائيل ليست مع سكان غزة ، ولكن مع النظام الراديكالي الذي يسعى لتدمير إسرائيل. إن الحل يكمن في إقناع الغزيين بأن حماس تسير في طريق مسدود .