تستضيف تركيا، الّتي تموج بالغضب بعد المجزرة الصهيونية بحق أسطول الحرية، زعماء من روسياوإيران والعالم العربي هذا الأسبوع لحضور قمة أمنية لأوروبا وآسيا، لبحث معاقبة الكيان الصهيوني، بعد المجزرة الّتي أدت لمقتل 9 نشطاء أتراك شاركوا ضمن الحملة الإنسانية الّتي كانت متجهة لغزة. وتضم قائمة المدعوين لحضور قمة (مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا) والتي تُعقد في اسطنبول عددًا كبيرًا من الزعماء، من نقاط ساخنة بالعالم، مثل الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشبه الجزيرة الكورية. والكيان الصهيوني واحدة من 20 عضوًا بالمنتدى، لكن مسئولاً بسفارة الكيان قال الأحد: إنّه تقرر إيفاد دبلوماسي من قنصلية الكيان، بدلاً من تعريض شخصية أبرز للغضب، الذي خلفه قتل تسعة نشطاء أتراك، شاركوا في حملة لكسر غزة في مجزرة قام بها كوماندوز صهاينة يوم الاثنين الماضي. ومن المتوقع أنّ تزيد تركيا الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الحصار، الذي تفرضه منذ أربع سنوات على 1.5 مليون فلسطيني في غزة، خلال مؤتمر يُعقد يوم الاثنين قبل القمة المقررة يوم الثلاثاء. ويستمر الزخم السياسي يوم الأربعاء، حين يجتمع وزراء الخارجية العرب في اسطنبول لحضور منتدى التعاون التركي العربي. وسعت تركيا الدولة المسلمة الوحيدة التي تتمتع بعضوية حلف شمال الأطلسي إلى تحسين مكانتها الدولية في الأعوام الأخيرة، ويلعب موقعها بجوار دول تطل على الخليج وبحر قزوين، حيث يوجد معظم نفط وغاز العالم دورًا استراتيجيًا في منطقة معرضة لنشوب صراعات. وهي تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأن تصبح قوة إقليمية لتتخلص من قيود دورها إبان الحرب الباردة كحليف للغرب. وفي حين يتطلع (مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا) إلى وضع أسس للأمن الجماعي للحد من خطر نشوب صراعات داخل المنطقة، هناك العديد من الخصوم الأشداء للكيان الصهيوني بين أعضائه. والرئيسان الإيراني محمود احمدي نجاد والفلسطيني محمود عباس من بين ثمانية رؤساء يشاركون في القمة، وعلى الرغم من أن سوريا ليست عضوا فإن رئيسها بشار الأسد سيحضر كضيف. ومن المتوقع أن يركز جانب كبير من المناقشات على معاقبة إسرائيل وحصار غزة، لكن ستطرح موضوعات أخرى من بينها أفغانستانالمحتلة. وقال اونال جيفيكوز نائب وكيل وزارة الخارجية التركية في مؤتمر صحفي يوم السبت "أفغانستانوغزة اختباران متساويان بالنسبة لنا". ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأفغاني حامد كرزاي مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي قبل القمة في لقاء ثلاثي تقوده تركيا لبناء الثقة بين جارتين بينهما تشكك عميق. وقال جيفيكوز إنه لا يتوقع أن يركز الاجتماع كثيرا على البرنامج النووي الإيراني رغم وجود مساع حثيثة لاستصدار قرار بمجلس الأمن الدولي يقضي بفرض عقوبات جديدة على إيران.