عندما طرح الرئيس الفرنسي مشروعه المتوسطي على الجماعة الأوروبية كان يهدف في حينها إلى عدة أهداف ممها تحجيم الدور الألماني. إلا أن الهدف الحقيقي كان هو أن يحول الدول العربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط إلى دول مهمتها حماية الحدود الأوروبية والإسرائيلية من ذلك الخطر الحقيقي الذي يهدد أوروبا وخصوصاً من قبل دول القارة الافريقية؛ حيث إن الحدود الأوروبية سواء الأسبانية أو الإيطالية والإسرائيلية أصبحت محط ترحال للعديد من الشباب الباحثين عن فرص العمل للوصول إلى أوروبا وإسرائيل عبر شمال افريقيا. وكانت خطة الرئيس الفرنسي ساركوزي المتحمس جداً للمشروع الإسرائيلي "مشروع إسرائيل الكبرى" والمعروف بعدائه القوي للشرق الأوسط طرح موضوع الجوار المتوسطي من أجل الخروج من مأزق الهجرة الافريقية إلى أوروبا وإسرائيل، بل ومن أجل رفع هذا الحرج ودفع دول الشمال الافريقي بكاملها إلى التعاون إلى وقف هذه الهجرات داخل شمال افريقيا، فقد أصبحنا اليوم نسمع عن معتقلات للمهاجرين في المغرب والجزائر وتونس كذلك عن إطلاق نار وقتل المتسللين عبر الحدود المصرية إلى إسرائيل. السؤال، هل سينجح الرئيس الفرنسي بتحويل دول الشمال افريقي والدول العربية إلى ضباط حدود لحماية الحدود الأوروبية والإسرائيلية، والتعامل اللاإنساني مع المهاجرين مقابل أن تحصل هذه الدول على مساعدات هزيلة من الدول الأوروبية.. بمعنى آخر، هل تتحمل الدول العربية العمل اللاإنساني واللاأخلاقي ضد المهاجرين مقابل حماية الأوروبيين والإسرائيليين، هل هذا هو دور العرب الجديد وإلى متى سوف يستمر ذلك. هل هذا هو دور العرب الجديد بدلاً من جعل أوروبا وإسرائيل يتحملون مسؤولية حدودهم والتعامل مع المهاجرين وبالتالي الدخول في الإحراجات اللاإنسانية واللاأخلاقية. هل تسمع الدول العربية ذلك، أم أن بريق المال يعلو على جميع الأصوات. د. صالح النملة (الرياض) ، الثلاثاء 1أفريل 2008