تونس:أكد القيادي الإسلامي التونسي البارز الدكتور عبد المجيد النجار أن عودته الأخيرة إلى تونس بعد نحو عقدين من المنفى، وإن كانت عودة باعتباره مواطناً، غير أنها لا تخلو من الدلالات السياسية، التي أعرب عن أمله في أن تكون مدخلاً للتعجيل بحل ملف المهجرين وتحقيق الوفاق الوطني، على أساس طيّ صفحة الماضي والعمل من أجل المستقبل.وشدد النجار على أن عودته إلى تونس لا تعني انسحابه من انتماءاته السابقة، وقال: «صحيح أنني عدت إلى تونس مواطناً عادياً، لكن أقدّر أنّ عودتي تحمل في طياتها أبعاداً أخرى ومؤشرات لا تقف عند حدّ فرديتها، فلما سمحت لي السلطات التونسية بالدخول ليس لأنني عبد المجيد النجار فقط، وإنما لأني شخص له تاريخ وأفكار وانتماء معروف. وأنا لم يطلب مني التنازل عن أي رأي أو انتماء، ولم يشترط علي أي شرط من أجل العودة أو من أجل تسوية وضعيتي واسترجاع حريتي في الدخول إلى أرض الوطن والإقامة فيها». ونفى النجار أن يكون قرار عودته إلى أرض الوطن خاضعاً لأي اعتبار غير اعتبار الحق الطبيعي لكل مواطن في أن يعيش في ربوع وطنه. وفي حديث تطرق إلى الرؤية الفكرية لحركة النهضة، نفى النجار أن يكون هو الذي كتبها، مؤكداً أن جملة ما ورد فيها من الأفكار قد أخذت من كتاب منشور من كتبه، وإلى ذلك فإنه لا يزال متمسكاً بتلك الأفكار ذات الطابع العقدي، معتزاً بها مع الحاجة إلى مراجعتها وتطويرها، وقال: «أنا لم أكتب الرؤية الفكرية لحركة النهضة، فهذه معلومة تاريخية غير دقيقة، وإنما تم أخذ بعض الأفكار من كتاب نشرته، أما مسألة عودتي وعلاقتها بقيادة النهضة فإنها تندرج ضمن الحق الطبيعي لكل مغترب أن يعود إلى وطنه». وعما إذا كان لقاؤه ببعض قيادات حركة النهضة يحمل أي دلالة سياسية، أو أن عودته تندرج في إطار وساطة بين النهضة والحكومة، وعما إذا كانت هذه العودة محل ترحاب أو احتراز من قبل المنتمين إلى حركة النهضة، قال النجار: «بخصوص الذين زاروني بعد عودتي إلى تونس، فقد التقيت في بيتي بالعاصمة وبالجنوب التونسي العديد من الشخصيات الإسلامية والحقوقية ومن القيادات السابقة بحركة النهضة بصفتهم الشخصية، لكني لم ألتق بأية جهات رسمية في الحكومة لجهة الحديث في الوساطة بينهم وبين الإسلاميين». لكن النجار دعا السلطة إلى التسريع بعودة المهجرين وتطويرها إلى مصالحة سياسية شاملة تطوي الماضي ولا تمزقه، وقال: «لقد عدت إلى تونس برؤية أن نطوي صفحة الماضي ونلتفت إلى المستقبل بمنهج الحوار والمصالحة والوفاق بين جميع الفرقاء من المكونات السياسية وعلى رأسها السلطة الحاكمة، من أجل أن يتعاون الجميع لمواجهة التحديات المطروحة». وأضاف النجار «إلى حد الآن لا يوجد حسب علمي أي حوار بعد عودة العديد من الوجوه الإسلامية، وأنا أدعو السلطة - باعتبارها الطرف الأقوى - والأطراف المعنية بالشأن السياسي التونسي إلى العمل من أجل التعجيل بعودة كل المهجرين في نطاق الاحترام وحفظ الكرامة، وأدعو إلى تطوير هذا النهج إلى فتح صفحة جديدة للوفاق والمصالحة، والخطوة الأولى بيد السلطة باعتبارها الفاعل الأكبر في الشأن السياسي».