سبب جديد لغضب إسلامي محتمل: صورة فوتوغرافية لرجلين مثليين جنسياً أخفيا وجهيهما خلف قناعين يمثلان النبي محمد وابن عمه علي ابن أبي طالب. رفض متحف بلدية لاهاي عرض الصورة بسبب ما تحمله من دلالات استفزازية، بينما تقول المصورة الفوتوغرافية إنها تسعى عبر معرضها إلى إثارة النقاش تقرير: إذاعة هولندا العالمية 03-12-2007 حول الأخلاق الجنسية في المجتمعات المسلمة. أثارت الصورة التي لم تُعرض، وإن نشرتها بعض الصحف، ردوداً مستهجنة في أوساط المسلمين الهولنديين، وكذلك في بعض الأوساط الهولندية التي ضاقت ذرعاً ببعض الأفراد الذين يثيرون من حين لآخر أزمة لا تُعرف عواقبها من خلال الممارسات التي يعتبرها كثيرون استفزازية. لكن موقف المتحف الرافض لعرض الصورة لاقى هو الآخر انتقادات من عدة جهات في هولندا. متحف البلدية في لاهاي
نفاق أخلاقي تقول الفنانة عن هذه اللوحة: "رجلان من أصول مسلمة يعيشان في هولندا منذ حوالي عشرين عاماً، لا يجرؤان على أن يظهرا في الصورة بحيث يمكن التعرف عليهما. لذلك فكرت بأن ألتقط لهما صورة فوتوغرافية وهما يرتديان قناعين. اخترت قناعين يمثلان محمد وزوج ابنته علي، لأن الموقف الديني من المثلية الجنسية اتسم دائماً بالنفاق." الفنانة سورة هيرا (34 عاماً) إيرانية الأصل. قدمت إلى هولندا قبل سبع سنوات، وتخرجت مؤخراً من الأكاديمية الملكية للفنون التشكيلية في لاهاي. يفترض أن تشارك في معرض مشترك مع ستة من زملائها المتخرجين حديثاً في متحف البلدية في العاصمة لاهاي. لكن مدير المتحف، السيد فيم فان كريمبن عاد ورفض عرض الصورة ومقطع الفيديو اللذين قدمتهما هيرا، ووافق عليهما المتحف في بداية الأمر. تقول الفنانة الإيرانية سورة هيرا "الممارسات المثلية الجنسية تحدث بكثرة في بلدان مثل إيران، والسعودية والدول العربية الأخرى. إنه أمر شائع أن يمارس رجال متزوجون الجنس مع رجال آخرين إلى جانب حياتهم الزوجية. ما أريد قوله في عملي الفني هو أن موقف الأديان من المثلية الجنسية هو موقف منافق." استدراج لمشاعر الغضب وافق مدير المسرح فان كريمبن بادئ الأمر على عرض الصور. لكنه اكتشف لاحقاً أن القناعين في المستخدمين يمثلان النبي محمد وابن عمه وزوج ابنته علي. أوضح موقفه في تصريح لصحيفة فولكس كرانت اليومية بالقول "يعتبر هذا إهانة لأناس كثيرين. ونحن نأخذ هذا الأمر بالاعتبار." وقد رفض الإدلاء بتعليق حين اتصلت به إذاعة هولندا العالمية. في تصريحاته للصحيفة اليومية قارن فان كريمبن الفنانة الإيرانية بالسياسي الهولندي المناهض للإسلام خيرت فيلدرس والنائبة السابقة ايان هيرسي علي اللذين عُرفا بتصريحاتهما المثيرة ضد الإسلام والمسلمين، ليقول "ليس هذا سوى استدراج للاحتجاجات ومشاعر الغضب. يذكرني هذا بالسيد ذي الشعر اللامع وصاحبتنا التي انتقلت إلى أمريكا، هؤلاء يبتكرون كل ثلاثة شهور إهانة جديدة لكي لا تهدأ الضجة." التشكيك بالنوايا تشعر الفنانة سورة هيرا بخيبة عميقة. تعتقد أن المتحف يخشى من مشاكل أمنية في حال عرض صورها في قاعته. "أشد ما يؤلمني هو أن السيد فان كريمبن يشكك بنواياي في عملي الفني. كيف يجرؤ على اتهامي؟ أريد أن أعرف ما هي الحقائق التي استند إليها السيد فان كريمبن لكي يشكك بالنوايا التي تقف خلف عملي. أريد منه تفسيراً واضحاً. كان عليه أن يقول ببساطة إنه خائف." تشير هيرا إلى أن ازدواجية الأخلاق الدينية في ما يتعلق بالجنس موضوع متكرر في أعمالها الفنية السابقة. "في إيران نشرت قصيدة ممنوعة. تدور القصيدة عن علاقة حب بين أيروتيكية بين امرأة وبين الإله. حدث هذا قبل ثماني سنوات. ليس صحيحاً أنني اسعى الآن إلى الإثارة الإعلامية. أأمل فعلاً بأن تُعرض جميع صوري." مكان للحرية المصور الفوتوغرافي المعروف بيرت فيرهوف هو أحد أساتذة هيرا في الأكاديمية الملكية في لاهاي، يقول "يصعب علينا هنا في مجتمعنا العلماني أن نتخيل موجات الغضب الجماعية." لكنه رغم ذلك لا يتفق مع تبريرات مدير متحف البلدية في لاهاي فان كريمبن، يقول "المتحف يظل مكاناً للحرية. ويفترض أن الفنانة وأمثالها يتوقعون أن يجدوا ترحيباً من المتحف بأعمالهم، هذه الفنانة اختارت في عمر مبكر ألا تكون مسلمة، ولذلك فرّت من إيران." ويرى أستاذ هيرا أنه أمر يدعو للإحباط أن يُرفض عرض أعمالها، وأن تُحرم من حقها في التعبير.