قال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، احمد جبريل، في حديث خاص أدلي به ل القدس العربي ان مصر والسعودية والأردن حاولت بشتي الوسائل ابتزاز النظام في سورية بمواضيع متعددة وخاصة في موضوع لبنان وفلسطين وكذلك في الموضوع العراقي والايراني، لافتا الي ان هذه الدول الثلاث كانت في زعامة الدول الموالية لأمريكا، أو كما أسماها بدول عرب أمريكا. وفي معرض رده علي سؤال حول تصريحات وزير الأمن الاسرائيلي ايهود باراك أن اسرائيل أقوي دولة من الناحية العسكرية ونصح العرب بعدم تجريب قوة اسرائيل العسكرية، قال جبريل: الآن تعرفون ان الكيان الصهيوني الذي نشأ علي الأرض العربية، نشأ من أجل وظيفة معينة، ليس حباً أو عشقاً من الغرب باليهود، الغرب تصادم مع اليهود، أما نحن فلم نتصادم معهم في تاريخنا منذ 1500 سنة، فالكيان الصهيوني أقيم من أجل وظيفة معينة لحماية مصالح الغرب علي أرضية أن المملكة العثمانية منتهية، ومؤتمر بازل عام 1896 كان تحضيراً للعلاقات الغربية مع الحركة الصهيونية، وفعلاً قام الكيان الصهيوني بجدارة في أداء دوره منذ العام 1948، وتهديد المنطقة برمتها، كان حارساً ليلياً من الطراز الأول، ولكن هذا الكيان أصيب بهزيمة في العام 2006، وبالتالي يعاني من أزمات في داخله، لأن أقطابه يؤمنون بأنّه في حال عدم قيامه بالمهمات المنوطة به فان الغرب سيتنازل عنه. وعملية عماد مغنية كانت مقدمة لاعادة الاعتبار لهذا الكيان. الآن هناك خياران: الأول اجتياح قطاع غزة، بصورة خاطفة ومن ثم تسليم محمود عباس قطاع غزة علي طبق من فضة، هذا الأمر سيعيد شيئاً من قوة الردع للكيان، ولكنه سيكلفه غالياً، ولكن اعادة غزة لمحمود عباس لن تؤدي لاعادة الهيبة الاستراتيجية للكيان، وبالتالي ما يعيد وظيفة الكيان كما خطط له، هذا لن يتم الا بعمل استراتيجي كبير. والمخطط المطروح في المنطقة هو ضرب سورية، وليس حزب الله، وهذا يعني انهاء الوضع في لبنان، وحصار ايران واضعافها وأضعاف المقاومة العراقية، وسورية تمثل العقبة الكبري. أنا أقول ان باراك يجهز جيشه ليكون قادراً علي مواجهة سورية وأيضاً لبنان في نفس الوقت. وأنا أكشف لك هنا للمرة الأولي، أنه لدينا معلومات سُربت من مصادر غربية متعددة انه خلال الأسابيع القادمة سيقوم الكيان الصهيوني باجتياح قطاع غزة، واغتيال القادة السياسيين والعسكريين الكبار لحركة حماس، وفي أثناء هذا الاجتياح سيُطلق العنان لمحمود عباس ليستنكر هذا العدوان بالاتفاق، كما مررت لنا المصادر. والمصادر الغربية، التي لا اريد الكشف عنها، أكدت لنا ان الاجتياح بالتنسيق مع عباس، سيتم خلال عشرين يوماً، وبعد الاجتياح ستدخل قوات دولية ومصرية الي قطاع غزة لحماية عباس. هم يعتقدون أن مثل هذا العمل سيؤدي الي حالة من الهلع داخل الساحة الفلسطينية، وايضاً سيُخيف سورية وحزب الله. هذا الموضوع يدرسه أقطاب الكيان في هذه الأيام علي نار حامية، ولكن أقول لهم ان قطاع غزة سيكون ان شاء الله، مقبرتكم. ورداً علي سؤال فيما اذا كانت اسرائيل ستقوم برد قاس في حال قيام حزب الله بعملية انتقامية لاغتيال مسؤولها العسكري عماد مغنية قال: لا اعتقد ان اسرائيل ستقوم باجتياح جنوب لبنان، ولكنها من الممكن ان تقوم بعملية اختراق في نهر الحاصباني باتجاه الحدود السورية، أي في المناطق التي لا يوجد فيها حزب الله، والاسرائيليون يقولون انهم لن يدفعوا ثمناً غالياً لهذا الاختراق، ولكن هذا سيشكل خطراً كبيراً علي سورية، وعندها ستشعر سورية أنها ملزمة بالدفاع، لأن عملية من هذا القبيل ستكون سكيناً في خاصرة سورية، وبالتالي لن يقف السوريون مكتوفي الأيدي أمام مثل هذا التوغل الاسرائيلي.