ايداع 9 من عناصرها السجن.. تفكيك شبكة معقدة وخطيرة مختصة في تنظيم عمليات "الحرقة"    الرابطة الثانية (ج 7 ايابا)    قبل نهائي رابطة الأبطال..«كولر» يُحذّر من الترجي والأهلي يحشد الجمهور    أسير الفلسطيني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية    حادث مرور مروع ينهي حياة شاب وفتاة..    حالة الطقس لهذه الليلة..    أولا وأخيرا: لا تقرأ لا تكتب    افتتاح الدورة السابعة للأيام الرومانية بالجم تيسدروس    إيران تحظر بث مسلسل 'الحشاشين' المصري.. السبب    إنتخابات جامعة كرة القدم: إعادة النظر في قائمتي التلمساني وتقيّة    بسبب القمصان.. اتحاد الجزائر يرفض مواجهة نهضة بركان    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    بين قصر هلال وبنّان: براكاج ورشق سيارات بالحجارة والحرس يُحدّد هوية المنحرفين    نابل: إقبال هام على خدمات قافلة صحية متعددة الاختصاصات بمركز الصحة الأساسية بالشريفات[فيديو]    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    بطولة المانيا : ليفركوزن يتعادل مع شتوتغارت ويحافظ على سجله خاليا من الهزائم    تونس تترأس الجمعية الأفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية    المعهد التونسي للقدرة التنافسية: تخصيص الدين لتمويل النمو هو وحده القادر على ضمان استدامة الدين العمومي    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    مشروع المسلخ البلدي العصري بسليانة معطّل ...التفاصيل    عميد المحامين يدعو وزارة العدل إلى تفعيل إجراءات التقاضي الإلكتروني    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة" تستقطب اكثر من 5 الاف زائر    تسجيل طلب كبير على الوجهة التونسية من السائح الأوروبي    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    جمعية "ياسين" تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون    الأهلي يتقدم بطلب إلى السلطات المصرية بخصوص مباراة الترجي    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    اليوم.. انقطاع الكهرباء بهذه المناطق من البلاد    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    وزير السياحة: 80 رحلة بحرية نحو الوجهة التونسية ووفود 220 ألف سائح..    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    الكاف: إصابة شخصيْن جرّاء انقلاب سيارة    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عباس ودولته:الفصل قبل النهائي : دكتور أحمد محمد المزعنن
نشر في الفجر نيوز يوم 19 - 07 - 2010


خبر وصورة وتعليق
أولاً :الخبر{ مبارك يلتقي عباس ونتنياهو لبحث مسار عملية السلام.}
رام الله :18/7/2010:يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك الاحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كل على حدة لبحث مسار السلام وما وصلت اليه المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها الولايات المتحدة.
ثانيًا : {الصورة مقسمة إلى أجزاء }
1. نصف نصف الصورة المضىء:يملؤه الرئيس محمد حسني مبارك،متعه الله بالصحة والعافية،ومنَّ عليه بالعون من عنده،ووفقه إلى ما يحبه ويرضاه من صالح الأعمال،وأعانه على تحمل الأعباء الجسام في المهمة التي يقوم بها حاليًا لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط،وإنهاء النزاع(الإسرائيلي الفلسطيني)،وليأتِ بعد ذلك الطوفان،فهذا الهدف الإنساني النبيل تهون في سبيل التوصل إليه كل المتاعب.
2. نصف نصف الصورة الآخر غير محدد الهُوية والطبيعة يحتله (الرئيس) محمود رضا عباس مرزا،وقد تيقن أنه قد وصل إلى نهاية الفصل ما قبل الأخير من مشروعه العظيم لبناء(الدولة الفلسطينية)ولو على شبرٍ واحد في أرض المقاطعة برام الله،ولا يهم ما يجري خارجها،المهم أنه قبل موته حقق حلم حياته،ووصل بمشروعه إلى الغاية التي من أجلها تحمل أعباء المسؤولية.
3. النصف المعتم والقاتم والمخزي من الصورة:
يجمع جوقة غريبة التكوين،وتشكيلة من شهود الزور على الجريمة النكراء التي تحاك خيوط الفصل ما قبل الأخير منها:
1. مجرم صهيوني يهودي متغطرس عريق في الإجرام:بنيامين نتن ياهو.
2. مخرج المسرحية الأمريكي جورج ميتشيل الذي يلعب لعبة العرائس على مسرح تحكم فيه بكل خيوط العرائس التي يحركها،واعتاد أن يستغل الظروف المثلى لرسم الإجراءات التي يمليها على عرائسه في مسرح المنطقة العربية التي غرقت أنظمتها وشعوبها إلى أذنيها في المشكلات وأشكال اللهو العبث الوطني والقومي.
3. مجموعة من كذابي الزفة من جواسيس أوسلو وسماسرة بيع الوطن من فاقدي الأهلية الأخلاقية والوطنية والعقلية والمهنية،ومنهم:نبيل أبو ردينة،ياسر عبد ربه، محمد دحلان،سفير فلسطين في القاهرة.
4. ويكمل هذا النصف أمين عام الجامعة العربية الذي تخلى عن مسؤولياته القومية،واستباح الكذب والتدليس في العلاقات الفلسطينية الفلسطينية لكي يسهم في ضياع ما تبقى من القضية التي من المفروض أن يكون أول حماتها خارج نطاق التهريج الذي ارتضاه لنفسه أسلوبًا ومنهجًا.
5. ومسئول في الحكومة الاسرائيلية طلب عدم ذكر اسمه.
6. أحمد أبو الغيط،وزير الخارجية المصري الذي تذكر أخيرًا أن هناك ثمنًا يجب أن يدفعه الصهاينة للسلام الذي يعملون على تحويله إلى استسلام نهائي لشروطهم تحت ضغوط التوسع والاستيطان،ومن خلال تبني الدبلوماسية العربية مبادرة سلام مستحيلة متصادمة مع الله ورسوله ودينه وكتابه وحقائق التاريخ ومعطيات الواقع،وتجارب الإنسانية،وأول ما تتناقض مع المنطق النظري ومنطق الأشياء،والبدهيات والمسلمات ومصالح الأمة العربية صاحبة الحق في مواجهة عدوها الغازي لمقدراتها وأوطانها وثرواتها.
7. وبالطبع فإن هناك من يقف خلف هؤلاء الأشقياء من شياطين الإنس وأعوانهم من مردة شياطين الجن،الذين يتحفزون لقطف ثمار أكبر عملية تزييف وتزوير وإجرام في التاريخ البشري،جرت وتجري فصولها في أطهر بقعة على وجه الأرض،ولكن هذه الأرض الطاهرة ابتليت بجيران هانت عليهم أوطانهم فمن السهل حينئذ أن تهون عليهم أوطان الآخرين،وقدرها أن تكون جزءًا من أمة ضلت عن جادة الطريق،وتنكرت لمنهج ربها،واستكانت ترسف في قيود الذل الذي لا تستطيع معها أن تسد رمق شعوبها،أو توفر الحد الدنى للملايين،فمن الطبيعي أن تبيع فلسطين كما باعت بالأمس القريب العراق وسلمته لليهود وأعوانهم وحلفائهم،وكما فرطت بالأمس في الأندلس،واستباحت دماءها،وشكلت من نفسها حامية لمصالح الغزاة الأمريكان حماة اليهود.
ثالثًا : تفاصيل كثيرة ومثيرة في سياق الخبر وتستحق من كل فلسطيني مواجهتها بالثورة والغضب وبكل الوسائل التي يمكن بها إفشالها وتسفيه منهج المتورطين فيها:
• والتقى عباس السبت في مقر إقامته بالقاهرة السبت رئيس المخابرات العامة المصرية عمر سليمان،وبحث معه الأوضاع على الساحة الفلسطينية، في ضوء المساعي التي تبذلها مصر لإعطاء دفعة لعملية السلام إلى الأمام.
• وتأتي زيارة عباس الذي وصل القاهرة مساء السبت عشية زيارة من المقرر أن يقوم بها المبعوث الأمريكي جورج ميتشل للتباحث مع مبارك في مسار عملية السلام وكيفية الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.
• مسئول في الحكومة الاسرائيلية طلب عدم ذكر اسمه قال :إن زيارة نتنياهو،التي ستكون الخامسة له إلى مصر منذ تسلمه رئاسة الحكومة في إبريل / نيسان 2009 تأجلت مرتين لأسباب لوجيستية.وكانت زيارة نتنياهو قد تأجلت للاطلاع على نتائج لقاء المبعوث الأمريكي للسلام الجمعة مع نتنياهو وصباح السبت مع عباس.
• سفير فلسطين في مصر بركات الفرا قال :إن الرئيس الفلسطيني سيبحث مع مبارك آخر تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية،خاصة مسار السلام ونتائج المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين.
• وذكر مسئول فلسطيني ان السلطة طلبت السبت من المبعوث الأمريكي جورج ميتشل توضيحات بشأن الاستيطان ووضع القدس الشرقية المحتلة قبل بدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.
• قال ياسر عبد ربه:في ختام اللقاء بين عباس وميتشل في رام الله: "حتى الآن لا يوجد وضوح في الموقف من عدد من القضايا المتعلقة بالانتقال إلى المفاوضات حول الوضع النهائي" مع إسرائيل.
• نبيل أبو ردينة قال :" لم نصل بعد الى مرحلة الدخول في المفاوضات المباشرة ولكن الجهود الأمريكية مستمرة والرئيس أوباما أكد التزامه باستمرار هذه الجهود"
• قال محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إن ميتشل لم يقدم إجابات كافية لموضوع الحدود أو موضوع الأمن حتى يوافق الفلسطينيون على المفاوضات المباشرة.وكانت حكومة نتنياهو قد عرضت الانتقال من المفاوضات غير المباشرة التي تجريها حاليا مع السلطة الفلسطينية برعاية أمريكية الى المفاوضات المباشرة،الأمر لم يوافق عليه عباس حتى الآن.
• وتوقعت مصادر دبلوماسية أن يطلب نتنياهو وميتشل من مبارك إقناع عباس بالإقدام على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة قبيل اجتماع من المقرر أن تعقده لجنة مبادرة السلام العربية نهاية الشهر للبحث في الموضوع.
• وقال أبو الغيط:إن انتقال المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى مفاوضات مباشرة مرهون بتحقيق تقدم مناسب في الوضع الفلسطيني الاسرائيلي،بما يتيح للقيادة الفلسطينية أن تتخذ قرارها في هذا الصدد وقد سبق لها تكرار هذا الموقف.وقال ابوالغيط إن لجنة المتابعة العربية التي ستجتمع يوم 29 يوليو / تموز الجاري اشترطت الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بتحقيق تقدم يمكن توصيفه بانه مرحلة متقدمة في الوضع الفلسطيني والإسرائيلي وأن هذا هو نفس موقف الفلسطينيين الذي ينبغي أن نتمسك به باعتبار أننا داعمون لهم.ونفى أبوالغيط وجود أي ارتباط بين ملف المصالحة الفلسطينية وملف صفقة إطلاق سراح جلعاد شاليط وقال إنه لا شأن لكل ملف بالآخر.
• الشروط الفلسطينية:وكان عباس قد صرح في وقت سابق بأن على إسرائيل الموافقة على فكرة وجود طرف ثالث يحمي حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية قبل البدء في محادثات السلام المباشرة وقبول أن حدود عام 1967 هي أساس التفاوض.ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي" عن عباس قوله في حوار مع صحيفة " الغد" الأردنية :إن على إسرائيل الموافقة من حيث المبدأ في أي اتفاق سلام على "تبادل أراض بنفس القيمة والحجم" لتعويض الفلسطينيين عن أراضي الضفة الغربية المقام عليها مستوطنات يهودية في أي اتفاق سلام.وتعد هذه التصريحات هي الأوضح التي يدلي بها عباس بشأن ما يريده من إسرائيل قبل الموافقة على بدء المحادثات المباشرة بينهما.وقال إن على الجانب الإسرائيلي أن يعلن قبوله بمبدأ أن حدود عام 1967 تعتبر أساس المفاوضات حول الأرض.وكشف عباس عن أن مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة إيهود أولمرت تطرقت إلى العديد من القضايا الجوهوية وأن الجانبين توصلا إلى عدد من التفاهمات حولها من بينها نشر قوات دولية على حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. كما كشف عباس أنه وأولمرت اتفقا على إمكانية تبادل الأراضي لكنهما فشلا في الاتفاق على حجم الأراضي التي يمكن تبادلها.
• ترتيبات الحل النهائي:وأضاف عباس إن الجانب الفلسطيني نقل للحكومة الإسرائيلية الحالية مواقف السلطة حول ترتيبات الحل النهائي وخاصة فيما يتعلق بمسألتي الحدود والامن وهي أن حدود 1967 يجب أن تكون أساسا للمفاوضات مع إمكانية تبادل الأراضي بنفس الحجم والنوعية بين الجانبين،أما الترتبيات الأمنية التي اقترحها الجانب الفلسطيني فهي تلك التي تم الاتفاق عليها مع حكومة أولمرت.
• ويأمل الفلسطينيون إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على أن تكون عاصمتها القدس الشرقية وهو مطلب يرفضه زعماء إسرائيليون يعتبرون القدس بأكملها عاصمة اسرائيل
• .وأوضح عباس مرارا رفضه لأي دور أمني اسرائيلي على حدود الدولة الفلسطينية. ولكنه قبل فكرة أن يلعب حلف شمال الأطلسي دورا على الحدود. وهو حل وسط لتخفيف المخاوف الإسرائيلية بأن الفلسطينيين قد يسلحون أنفسهم بشكل كبير إذا سيطروا على الحدود.إلا أن اسرائيل تريد الحفاظ على وجود لها في غور الأردن على طول حدود الضفة الغربية الشرقية مع الأردن
رابعًا : التعليق والبيان والتوضيح
1. المفهوم مباشرة من هذا التجمع الغريب المريب في مصر هو أن الوقت والظروف أصبحا مناسبين لبدء الفصل قبل الأخير من المسرحية التي ألفها وكتب فصولها وقام بكتابة سيناريوهاتها وتوزيع أدوارها المخرج الأمريكي جورج ميتشيل،ولا شكَّ في أن هذا الشيطان (صفة مدح بمعنى الماهر والذكي والأريب)استثمر كل عناصر الضعف في الموقف العربي والموقف الفلسطيني وقام بالتحكم في شروط التجربة بفرض تجميد الكثير من الأدوار في المحيط،على طريقة التجريب العلمي في تثبيت شروط التجربة العلمية وإدخال العوامل المستقلة(الأسباب)واحدًا تلو الآخر في المجال التجريبي؛بهدف مشاهدة وتسجيل تأثيره على المتغير التابع الذي يوضح نتيجة عمل المتغير المستقل(السبب).ولا يلوم الأطراف في هذه التجربة التي أسسها وتحكم في شروطها جورج ميتشيل،فهم الذين ارتضوا أن يكونوا مجرد عناصر تجربة يلعب في نتائجها دبلوماسي متمرس ذي أصول مختلطة من العروبة اللبنانية والإيرلندية النوردية،وعلى مسرح القاهرة أدخل العامل المستقل المصري وهو الوحيد القادر على حسم أي قضية فلسطينية سلمًا أو حربًا،وبما أنه متورط في استحقاقات اتفاقية معسكر داود فليس أمامه جبروت الدبلوماسية والسياسة المصرية المتحالفة مع الأمريكان إلا خيار واحد هو صياغة سلام على غرار سلام كامب ديفيد حان الوقت والظروف لفرضه بعد حصار وسجن المقاومة وشعبها في غزة بعد تدميرها وتجويعها،وحصار بقية الحالمين في المقاومة في بؤر مشتتة أغلبها إعلامية منزلية أو مصلحية فصائلية عزلتها الخلافانت العربية عن بيئتها العربية الطبيعية،وحرمها الخوف من وصمة الإرهاب من الصهاينة وحلفائهم الأمريكان من المدد والعون الذي كان يتدفق عليها عندما كانت هناك أمة تجمعها حدود دنيا من قواسم مشتركة.
2. الاستثناء الوحيد في هذه التجربة هو الصهيوني اليهودي المجرم العريق المتغطرس في شخص نتنياهو المتمكن عن طريق اللوبيات الصهيونية في أمريكا في الرئيس المشوش باراك حسين أوباما،وتوحي صوره التي تلتقطها عدسات الإعلام مع جورج ميتشيل في كل مرة بأنه يحاول أن تصوير نفسه كما هو حال اليهود الصهاينة أنه فوق المساءلة وأنه لا يخضع للضغوط ،وأن خطط الصهاينة في التوسع لا يمكن أن تتوقف ،ويظهر بصورة الند المتمرد على حلفائه الخاضعين لضغوط المنظمات اليهودية.
3. إن تواجد جورج ميشيل ونتنياهو وعباس في وقت واحد في مصر معناه أن الفصل قبل الأخير في نهايته تقريبًا،وهو ما يطلقون عليه المفاوضات المباشرة تمييزًا لها عن المفاوضات غير المباشرة،والحقيقة أنه لا يوجد في المفاوضات مباشر وغير مباشر،وخاصة نين رام الله والبيرة والقدس الشرقية والغربية ومع وجود الاتصال الرسمي بين سلطة عباس واليهود وتشابك العلاقات الاقتصادية والمالية والمشاريع المشتركة في كل ميدان ،ومع وجود الاحتلال وجواسيسه في داخل المقاطعة،وفي التنسيق المني اللحظي الدائم،وفي العقول الفاسدة التي قبلت الذل والمهانة واستحلت دماء شعبها إرضاءً للمجرمين اليهود.وهذا كله بمثابة ذر للرماد في العيون ومحاولة من الدبلوماسي ميتشيل لحماية ماء وجه عباس ممنتهي الولاية فاقد الأهلية الشرعية وناقص صلاحيات التفويض الشعبي والنظامي والقانوني وتساوقًا مع ذلك مزج الدعم العربي لعباس فاقد الأهلية والشرعية مع الحل الأمريكي اليهودي ؛إرضاءً للرئيس باراك حسين أوباما.
4. الغائب المُغَيَّب الرئيس في هذه اللعبة القذرة هو الشعب الفلسطيني وقياداته الحقيقة ،وهذا دليل على استهتار محمود عباس وشلته بكل النخب والقيادات ذات الوزن والاعتبار،وتفريط لا يقبل الجدل في الحقوق الشرعية لغاتلبية الشعب،اقرأوا معنا ما سجله الخبر من مهازل في تصريحات عباس التي جاءت بوحي من جورج ميتشيل:
أ وجود طرف ثالث يحمي حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية قبل البدء في محادثات السلام المباشرة وقبول أن حدود عام 1967 هي أساس التفاوض.
ب إن على إسرائيل الموافقة من حيث المبدأ في أي اتفاق سلام على "تبادل أراض بنفس القيمة والحجم" لتعويض الفلسطينيين عن أراضي الضفة الغربية المقام عليها مستوطنات يهودية في أي اتفاق سلام.
ج ترتيبات الحل النهائي:وأضاف عباس إن الجانب الفلسطيني نقل للحكومة الإسرائيلية الحالية مواقف السلطة حول ترتيبات الحل النهائي وخاصة فيما يتعلق بمسألتي الحدود والامن وهي أن حدود 1967 يجب أن تكون أساسا للمفاوضات مع إمكانية تبادل الأراضي بنفس الحجم والنوعية.
هل قرأتم حرفًا واحدًا ورد في كلام عباس عن حق العودة،أو عن حقوق اللاجئين أو عن القدس وقضايا الحل النهائي التي كانت مدرجة على جدول جميع مراحل عملية التفاوض السابقة،ومعنى ذلك أن محمود عباس وسلطته مستميتة في بناء دولة وليس الحصول على أرض وطن،وبين الأمرين مسافة ما بين الثرى والثريا.
محمود عباس موجود في القاهرة لكي يدخل من بابها إلى مهزلة المفاوضات المباشرة العلنية عبر وساطة وضغوط وتشجيع عربي عام بغطاء من المبادرة العربية للسلام ،ومصري خاص ردًا على حماس التي رفضت التوقيع على ما يسمى الوثيقة المصؤية للمصالحة،والدخول إلى مرحلة ما يسمى المفاوضات المباشرة بالشروط الموجودة في عقل جورج ميتشيل وتحت الإملاءات اليهود الصهاينة المحتلين لقلوب ونفوس وعقول سماسرة وجواسيس أوسلو،وبعض العرب الذين طلقوا الروابط القومية منذ عقود،وباتوا يدورون في أفلاك الدول الاستعمارية الغازية للوطن العربي.
5 . أيها الفلسطينيون :تعد حاليًا العدة في سفارات عباس في الخارج لتوسيع نطاق التمثيل بإنشاء القنصليات الجديدة والقنصليات العامة ويعقد ممثلو جواسيس وسماسرة سلطة أوسلو الاجتماعات مع القيادات الشعبية ويشترون الذمم ويجندون العملاء باسم الأنصار مؤيدي جريمة بيع الوطن،ويتم حاليًا إعداد بطاقات الاستفتاء على الحل الذي يحيك خيوطه جورج ميتشيل ويقوم بإخراج الفصل الأخير من المسرحية :والسؤال :ما موقف جماهير الشعب من الجرائم التي تحاك في غيبة منه وغفلة ؟هل ستمر تلك الجريمة الأخيرة ؟أم سيكون مصيرها مصير ما سبقها من الجرائم ؟
عندما يكشف الشعب هؤلاء الخونة،ويفضحهم ويدوس على صناديق رؤوس من سيحملون له البطاقات،ويكسر الصناديق على رؤوسهم ولو جاءوا إليه في بدلات الدبلوماسية وتحت حراسات التضليل في منافيه ومواقعه.
6 . وليس هناك مبالغة إذا قلنا إن موجة الحار اللافح التي تجتاح العالم والمنطقة العربية خاصة وأوروبا عامة ،وانشغال الناس وقت الإجازات الصيفية ،والاستعداد لشهر رمضان المعظم،وانغماس الإعلام العربي حتى النخاع في استقبال رمضان بسيل من المسلسلات والبرامج الهابطة ،إلى جانب المشكلات الاقتصادية والبطالة ونزيف الهجرة الذي لا يتوقف من شباب العرب،والهجمة الشرسة من المتعصبين في بلاد الغرب على الإسلام والمسلمين هناك،والتي تكثفت واختزلت في منع الحجاب في فرنسا ثم توشك بريطانيا أن تتبعها،والظروف الداخلية في العراق وسوريا ولبنان،والقفز اليهودي على مساحات واسعة من السيادة الوطنية والإقليمية العربية،والبلطجة في البحر الأبيض المتوسط والاضطرابات في الصومال واليمن وأفغانستان،وتردي الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق ،كل ذلك تعتبر ظروفًا نموذجية لتمرير حلٍ خطير تكون نتيجته ضياع فلسطين،ونسيان قضيتها كما حدث للأندلس وللكثير من البلاد التي كانت يومًا ما تستظل بمظلة الإسلام،وتنعم بالأمن والأمان.
يا فلسطينيون !!! انتبهوا !!! وطنكم يُباع ... فهل أنتم مستمعون واعون متيقظون أم أنكم نائمون غافلون؟
يا حماس !!! ويا الجهاد الإسلامي ويا فصائل المقاومة الأبطال !!! استعدوا ... جيش الخونة العملاء في رام الله يستعد للزحف عليكم بمساعدة المحتلين الغزاة المجرمين اليهود،وبمدد من المرتزقة من كل جنس ولون؛لكي يقضي على الانقلاب في إقليم غزة المتمرد الإرهابي المتمرد على السلطة(الشرعية). هذا ليس مزاحًا أو إثارة أو شكوكًا،ولقد أعذر من أنذر.
(... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.)(يوسف 21)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.