img width="120" height="100" align="left" قدمت="" التي="" الحضرة="" من="" الثانية="" النسخة="" هو="" الجاري="" تموز="" يوليو="" 15="" يوم="" عرض="" الذي="" قرطاج="" مهرجان="" في="" الأخير="" الجزيري.والعرض="" الفاضل="" اليساري="" الفنان="" بإدارة="" 2010="" حضرة="" الأمل="" خيبة="" ب="" المحلية="" الإعلام="" وسائل="" عنه="" عبّرت="" ما="" وهو="" والنقاد،="" الجمهور="" لدى="" سلبي="" أغلبها="" فعل="" ردود="" alt="أثار عرض للإنشاد الصوفي يعرف في تونس ب" style="" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/tunis_hadhra.jpg" /أثار عرض للإنشاد الصوفي يعرف في تونس ب"الحضرة" ردود فعل أغلبها سلبي لدى الجمهور والنقاد، وهو ما عبّرت عنه وسائل الإعلام المحلية ب"خيبة الأمل" في حضرة 2010 بإدارة الفنان اليساري الفاضل الجزيري.والعرض الأخير من "الحضرة" في مهرجان قرطاج الذي عرض يوم 15 يوليو/تموز الجاري هو النسخة الثانية من الحضرة التي قدمت في بداية التسعينيات من القرن الماضي بإدارة الفنان ذاته.
وكان العرض وقتئذ وفيّا للطابع الروحي من حيث المشهد المسرحي والكلمات والآلات المستخدمة، ومن المنشدين المشاركين الذين كان أغلبهم رموزا في هذا الطابع الفني.
اغتيلت ودفنت ووصفت أسبوعية أخبار الجمهورية التونسية العرض أنه اقتصر على "مجموعة من الفتيات المتبرجات وكأنّهن راقصات فلامينكو ولم يسمع سوى السكسوفون والقيثار والقانون".
أمّا صحيفة الإعلان فذهبت بدورها إلى أن الجزيري "لم يتوقف عند تشويه الإنشاد الصوفي بل شوّه أيضا مراسمه وطقوسه". وأضافت أنّ الحضرة غابت وقد تكون اغتيلت ودفنت بحجة الانفتاح على الأنماط الموسيقية الأخرى والتحديث.
كما انتقدت "إقحام لوحات راقصة ليست لها علاقة بالحركات الصوفية".
وكان العرض لقي إقبالا كبيرا من الجمهور التونسي الذي لا يزال يردد أناشيد حضرة تسعينيات القرن الماضي، لكنّ جميع وسائل الإعلام نقلت غضب الجمهور وما أقدم عليه من مقاطعة المنشدين بالهتافات الاحتجاجية ثم بانسحاب عدد وفير من المدارج.
عدم الفهم في المقابل دافع فاضل الجزيري عن "حضرته" في نسختها الجديدة وأرجع ردود الفعل السلبية والانتقادات إلى عدم الفهم، بل قلل من شأنها، وشدّد في تصريحات تلفزيونية على أنّ معاشرة الجمهور للعروض المقبلة للحضرة ستقربه منها شأن الحضرة الأولى، حسب رأيه.
وبعيدا عن الانتقادات الفنية تساءل أحد الصحفيين "كيف يمكن أن يكون الشيوعي روحانيّا؟ وهو سؤال كان قد أجاب عنه الجزيري بقوله في برنامج تلفزيوني إنّه لا يرى تناقضا بين أن يكون الفنان يساريا وأن يهتم بالغناء الصوفي الديني. وتابع بقوله إن "الفكر الصوفي يقاوم الفكر السلفي وبأنّه يعمل كفنان على تقديم بديل راق للشباب".
الشيوعي والصوفية وفي معرض ردّه على هذا الرأي كتب نوفل سلامة في عموده بيومية الصريح "كيف يمكن للشيوعي الذي يعتقد أنّ الدين أفيون الشعوب وأنّ الدين والأخلاق هي تعبيرات بورجوازية وجدت لإلهاء البروليتاريا أن يهتم بالفكر الديني؟". وأضاف "كيف يمكن لغير المؤمن أن يكرس سنين عديدة في البحث عن تصوّرات دينية ومفاهيم إيمانية من خلال الغناء والإنشاد الديني الصوفي". وتابع تساؤلاته "كيف يمكن لليساري المعادي للدين والذي لا يعتقد في أهميته وقيمته في تغيير الواقع أن يجد حلا لبعض مشاكل الشباب الدينية في الدين نفسه؟".
يشار إلى أنّ واحدا من أبرز المنشدين الدينيين في تونس وهو أحمد جلمام كان قد حسم الموقف من هذا الجدل قبل أشهر حين صرّح بأنّ "على كلّ فنان يريد أداء الأغاني الدينية أن يعلن توبته أوّلا ممّا كان يغنّيه"، وهو رأي لم يقبله بعض النقاد ووصفوه ب"زلّة اللسان".
ويُعد المنشد الديني فوزي بن قمرة نموذجا للفنان التائب في تونس. وقد كان في بداية التسعينيات من القرن الماضي نجم الأغنية الشعبية الاستعراضية.