لم يكن الانقلاب الذي تم في نهاية الستينات و سمي بثورة الفاتح إلا بداية جديدة للتأكيد علي تبعية النظام الليبي للإنجليز , و منذ عام الثورة 1969 و أطلقت لندن يد القذافي لكي يكون الخادم الأمين علي مصالح إنجلترا في العالم العربي خاصة داخل الجامعة العربية و الدول الإفريقية حقيقي إنه لم ينجح النجاح الكامل نظراً ليقظة أمريكا له و العمل دائماً علي قص أجنحته سواء مباشرة كما حدث في عهد ريجان و ضرب الطيران الأمريكي لطرابلس , أو بالضغط عليه و إفشال المشروع النووي الذي كانت تقف لندن وراءه مثلما وقفت خلف المشروع الهندي من قبل و سلم القذافي مشروع بلاده النووي إلي الأمريكان خوفاً علي نفسه و علي كرسي الحكم , أو كان الوقوف ضده بطريقة غير مباشرة عن طريق الدول الحليفة لأمريكا خاصة داخل الجامعة العربية , و كانت قمة سرت دليلأً علي صراع الأجنحة داخل الجامعة العربية و أفشل كل جناح مخطط الجناح الآخر , و وقف القذافي في موقف مخزي بعد أن كان ينتظر أن تتوجه قمة سرت ملكاً علي العرب . إن الحكام الذين باعوا شعوبهم و استخدموهم لخدمة أسيادهم سيلعنهم التاريخ , و من استخدم أموال المسلمين لخدمة مخططات أعداء المسلمين فلا ينتظر منه شئياَ صالحاً لا للإسلام و لا المسلمين . فقد ذكرت صحيفة (صاندي تايمز):إن ليبيا ستدفع ملياري جنيه استرليني –كما دفعت مثلها لأمريكا على خلفية قضية لوكربى- لعائلات ضحايا الجيش الجمهوري الأيرلندي (أي .آر. إيه)؛ وذلك للدور الذي لعبته في تزويد الجيش بقنابل (بعلم الدوائر الاستخبارية في لندن)، واستخدمها في عمليات بشمال أيرلندا، وقالت الصحيفة إن أول مجموعة ستتلقى التعويضات تتكون من 147 عائلة أصيب ذووها بقنابل الجيش الجمهوري الأيرلندي يعتقد أنه حصل عليها من ليبيا. وتؤكد ليبيا أنها لن تتحمل أية مسؤولية عن القتل. ويرجح أن تعقد ليبيا وبريطانيا صفقة تنهي الأمر تقدم ليبيا بموجبها المبلغ على أنه لفتة طيبة من الشعب الليبي لنظيره الأيرلندي دون الاعتراف بمسؤولية ما. ويذكر أن رئيس الوزراء السابق غوردن براون رفض في سبتمبر الماضي الضغط على ليبيا بحجة عدم الإضرار بمصالح بلاده مع ليبيا. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية (إنه يتوقع التقدم في المحادثات المقبلة ، التي ساعدت الخارجية البريطانية في بنائها بين مجموعة الحملة المطالبة بالتعويضات والحكومة الليبية). فحكومة لندن تسعى لحل المشكلة بلفته إنسانية تنهي القضايا القانونية وتؤدي إلى بناء علاقات دبلوماسية وتجارية بين البلدين. وكان القذافي المدسوس على الجيش الجمهوري الأيرلندي يقدم خدمة استخبارية للندن. وعندما قال سيف الإسلام القذافي بيننا وبين لندن المحاكم التفّت الدوائر في لندن وطرابلس على هذا التصريح وفتحت قنوات اتصال بين العائلات والحكومة الليبية. هذا هو القذافي لا يوجد عنده أي مانع من تقديم خدمات للندن مقابل أن تسانده دائماً في الحفاظ علي عرشه , و خوف لندن عليه أكثر و ليس ذلك لشيء إلا لإخلاصه لهم . و لكنها نصيحة أوجهها إليه لعلها تصل إليه , عندما يصل إلي الإنجليز يقين إنك أصبحت بدون فائدة فسيتركونك لقمة سائغة في يد من تعتبرهم أنت أنهم أعدائك.