يتعرض الإرث اللغوي الإندونيسي لتهديد مضطرد من قبل اللغة الإنجليزية في ظل تزايد أعداد العائلات -من الطبقتين المتوسطة والرفيعة- التي تنفر من المدارس الحكومية حيث الإندونيسية هي اللغة الأساسية دون التركيز على الإنجليزية.وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن تلك العائلات بدأت تتجه إلى المدارس الخاصة التي تصب اهتمامها على اللغة الإنجليزية، ولا تكرس الكثير من الوقت لتعليم الإندونيسية. وقد أصبح إتقان الإنجليزية بالنسبة لبعض الإندونيسيين مقرونا بالمكانة الاجتماعية، في حين أن الإندونيسية باتت تتراجع إلى الدرجة الثانية، حتى أن الضعف في نطق الإندونيسية أصبح مصدر فخر لدى البعض. وتشير نيويورك تايمز إلى أن الانتشار العالمي للإنجليزية وما يصاحبها من تأثيرات سلبية على اللغات المحلية، كان مصدر قلق بالعديد من أروقة العالم التي لا تتحدث بالإنجليزية. قلق إندونيسي غير أن المضامين قد تكون بعيدة الأثر في إندونيسيا حيث تروج أجيال من القادة السياسيين للغة الإندونيسية كوسيلة لتوحيد الأمة، وتشكيل هوية وطنية واحدة من جماعات عرقية لا تحصى وثقافات قديمة ولهجات متباينة. وكانت الحكومة طالبت في الآونة الأخيرة المدارس الخاصة بتدريس اللغة الرسمية لطلابها من الإندونيسيين بحلول 2013. من جانبه حذر سويانتو، وهو المشرف على التعليم بالمدارس الابتدائية والثانوية بوزارة التعليم، من أن المدارس الخاصة لا تدرس الإندونيسية، وقال "إذا لم ننظمها، فإن ذلك سيشكل على المدى البعيد خطرا على استمرارية اللغة". وأضاف أنه "إذا كان هذا البلد الكبير لا يملك لغة قوية توحده، فهذا خطر جسيم". عوامل انتشار الإنجليزية ومما ساهم في تعزيز الإنجليزية –حسب الخبراء- التحول للديمقراطية خلال العقد الماضي، حيث تم تخفيف القوانين التي كانت مفروضة بحقبة سوهارتو الذي حكم البلاد حتى 1998، مما سمح للأطفال الإندونيسيين بدخول المدارس الخاصة التي لا تتبع المناهج الرسمية بالبلاد. ويقول الخبراء إن النظرة الاجتماعية دفعت البعض إلى إرسال أبنائهم للمدارس الخاصة، ولا سيما "أنهم ينظرون ببعض الأحيان نظرة دونية لمن لا يتحدث الإنجليزية". وتشير الأخصائية النفسية سورتي إلى أن بعض أولياء الأمور يبدون "فخرا سلبيا" بأن أبنائهم لا يستطيعون التحدث بالإندونيسية بطلاقة. وفي بعض الأحيان –تمضي سورتي بالقول- يطلب الآباء من مربيات الأطفال في المنزل عدم التحدث بالاندونيسية، بل الإنجليزية.