مدريد:أصدر القضاء الإسباني مذكرة دولية بالبحث واعتقال الضباط الأمريكيين المسؤولين عن مقتل المصور الصحافي الإسباني خوسي كاوسو في الحرب الأمريكية-البريطانية ضد العراق، وجلب المتهمين لمحاكمتهم في المحكمة الوطنية في مدريد. وتتزامن المذكرة مع تسريب آلاف الوثائق تبرز فظاعة الجيش الأمريكي في قتل المدنيين في العراق وأفغانستان.وهكذا، فقد أصدر القاضي سانتياغو بيدراث من المحكمة الوطنية في مدريد المكلفة بالملفات الكبرى وخاصة ذات التشعبات في الخارج أمس الخميس مذكرة دولية لاعتقال الضباط الأمريكيين الثلاثة وهم توماس جيبسون وفيليب ويلفورد وفيليب كامب لمحاكمتهم بتهمة القتل المتعمد للمصور الإسباني خوسي كوسو يوم 8 نيسان/أبريل 2003 إبان قصف فندق فلسطين في العاصمة بغداد. وكان القصف قد خلف كذلك مقتل مصور وكالة رويترز الأوكراني تاراس بروتسيوك وعدد من الجرحى الصحافيين الآخرين. وكان يتواجد في الفندق الصحافيون الدوليون ومن ضمنهم مراسل الجزيرة تيسير علوني الذي نجا من الموت في ذلك اليوم. ويأتي استئناف التحقيق في هذا الملف بقرار من المحكمة العليا ضد قرار كانت قد اتخذته النيابة العامة في المحكمة الوطنية ينص على أن القاضي سانتياغو بيدراث لا يحق له التحقيق في مقتل المصور الصحافي وطالبت بإحالة الملف إلى الأرشيف، الأمر الذي عارضته عائلة الضحية وأصدقاؤه وجمعية تحمل اسمه وتمنح جائزة سنوية تخليدا لذكراه. وأكدت مصادر قضائية أن قاضي التحقيق بيدراث قد طلب من المجلس الأعلى الانتقال ما بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر المقبلين إلى بغداد لمعاينة مكان وقوع الجريمة واستكمال جميع الجوانب المتعلقة بالملف. ومن أهم العناصر القضائية التي اعتمدها قرار إعادة فتح التحقيق وصدور مذكرة الاعتقال أن خوسي كوس صحافي يحميه القانون الدولي وكان يتواجد في فندق كان الجيش الأمريكي يدرك مسبقا أنه مقر الصحافيين الدوليين ورغم ذلك تعرض للقصف بواسطة قذيفة أطلقت من دبابة. وعليه، فالمحكمة العليا تعتبر أن مقتل المصور يشكل جناية من ناحية القانون الدولي ويتطلب تحقيقا ومحاكمة المتورطين. وكان البنتاغون قد تأسف لمقتل المصور الصحافي ورفض في أكثر من مناسبة التحقيق القضائي الإسباني، واعتبر أن خوسي كاوسو ضحية الحرب وأن الفندق كان فيه قناصة، رغم أن هذا المعطى الأخير نفاه كل الصحافيين. وأكدت مصادر سياسية في مدريد أن موقف الحكومة هو احترام قرار القضاء لأن القضاء يتمتع باستقلالية مطلقة. ومن ضمن العوامل التي جعلت الرأي العام الإسباني يطالب بمحاكمة الضباط وشجعت القضاء على إعادة فتح التحقيق شريط الفيديو الذي كان قد نشره موقع وكيلياكس في شبكة الإنترنت خلال نيسان/أبريل الماضي وأظهر جنوداً أمريكيين يقتلون بدم بارد خلال تموز/يوليو 2007 مجموعة من العراقيين من ضمنهم مصور عراقي يعمل مع وكالة رويترز. وفي الوقت ذاته، فالرأي العام الإسباني ومن ضمن ذلك ردود الفعل المسجلة أمس في شبكة الإنترنت في مواقع كبريات الجرائد مثل آ بي سي والباييس والموندو تطالب بفتح تحقيق دولي لا سيما بعد تسريب موقع وكيلياكس آلاف الوثائق حول أفغانستان خلال هذه الأيام تبرز القتل المتعمد لآلاف الضحايا في هذا البلد الإسلامي. 'القدس العربي' من حسين مجدوبي