الجزائر-علجية عيش-خاص الفجرنيوز:"تعرض المؤتمر الثالث للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين على محاولة إفشال من خلال اندساس أطراف دخيلة على المنظمة و لا علاقة لها بالتنظيم من أجل تشويه صورة أبناء المجاهدين بتعديهم على الأخلاق الثورية و وقد باءت هذه المحاولة بالفشل، كما عرف المؤتمر الثالث لأبناء المجاهدين نقصا و تغييبا كبيرا للعنصر النسوي، و قد دعت الأسرة الثورية الجهات الوصية إلى ضرورة إشراك المرأة في الحياة السياسية و إعطائها حقها في العمل السياسي و في صنع القرار.."
خص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رسالة خاصة إلى أبناء المجاهدين في مؤتمرهم الثالث المنعقد يوم 07 أفريل 2008 بنزل الأوراسي بعاصمة الجزائر ذكرهم فيها بدورهم في الحفاظ على ذاكرة الأمة بدعم المصالحة الوطنية من أجل إرساء دعائم القيم الوطنية و قال بوتفليقة في رسالته التي قرأها ممثله محمد علي بوغازي أن حمل الرسالة قوامها نكران الذات و ترسيخ المبادئ السامية للحفاظ على وحدة الأمة و التصدي لكافة الانحرافات.. كما حث عبد العزيز بوتفليقة أبناء المجاهدين في إرساء المشروع الحضاري بقدر من المسؤولية و إبراز مآثره، مع الحرص على توخي الموضوعية، و ذلك لا يتأتى إلا بمعالجة موضوعية لقضايا الأمة ، و تشجيع حركة البحث العلمي في مختلف المجالات التي تعتبر نقطة محورية لمشروع التنمية الاجتماعية الشاملة لتحقيق التراكم الحضاري و مواجهة التحديات و الرهانات المستقبلية.. وقد حضر المؤتمر الثالث للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين شخصيات وطنية، وزراء، رؤساء أحزاب و تنظيمات، تحت رئاسة رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم، شارك فيه 700 مندوب تتراوح أعمارهم ما بين 20 سنة إلى ما فوق 50 سنة من مختلف المستويات و التشكيلات، منهم 60 امرأة مندوبة و 200 مشارك.. انطلق المؤتمر بالإستماع إلى النشيد الوطني " قاسما"، وفي كلمة له رسم الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين أمبارك خالفة عظمة المسؤولية التي يحملها أبناء الجزائر و إطاراتها لاسيما هذه الشريحة من أبناء المجاهدين و بدوره ذكر خالفة أمبارك أبناء المجاهدين أن الذي يجمع بين الأسرة الثورية سواء كانوا أبناء شهداء أو أبناء مجاهدين رابطة الدم و المصير المشترك و الحفاظ كذلك على وحدة الوطن، واجبهم مواصلة رسالة الشهيد و المجاهد و لم يفوت المتحدث الفرصة ليعود بالذاكرة إلى الوراء والأشواط التي قطعتها منظمة أبناء المجاهدين خلال العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر في وقت كانت فيه الرؤوس تقطع، و تعمل أيادي على الرمي بالتاريخ إلى "المزبلة" ، و في خضم هذه الأحداث كان على أبناء المجاهدين إلى التسلح و مواجهة الإرهاب إلى جانب الوطنيين من المخلصين و الغيورين على هذا الوطن، و في مقدمتها الجيش الشعبي الوطني، و قد دفعت المنظمة من أبنائها الكثير، يفوق المليون شهيد من اجل التصدي إلى الإرهاب الهمجي ، و هو ما أكده الأمين العام لضحايا الألغام الذي أشار إلى أن أغلب ضحايا الألغام هم من أبناء المجاهدين، ليتطرق الأمين العام إلى قانون المجاهد و الشهيد الذي قال عنه أنه مطلب شرعي و قانوني لن تتنازل عنه المنظمة خاصة بعدما عرفت هذه الشريحة الإقصاء و التهميش في القوت إلي يتمتع فيه الحركى و أبناء الحركى من ثروات البلاد و ألصقت التهم الكثيرة في المجاهدين و أبناءهم.. المسؤولية جسيمة قال أمبارك خالفة لكن بفضل السياسة الرشيد لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي شرع في إرساء المصالحة الوطنية و تجاوز الخلافات و سفك الدماء و في إطار ثقافة الحوار و التعايش و حقق الدبلوماسية لإعطاء صورة الجزائر في المحافل الدولية، و رغم أن المهمة لم تكن سهلة لكنه اثبت للعالم أن ما يحدث في الجزائر ليست حرباً أهلية، بل ظاهرة عالمية، و في اختتم كلمته ذكّر أمبارك خالفة الذي " زكي" لعهدة جديدة من طرف أبناء المجاهدين بدعم الرئيس بوتفليقة لترشحه إلى عهدة رئاسية ثالثة نظرا لما قدمه الر جل من خدمات لتشريف الجزائر و رفع رؤوس أبنائها، كما نوه خالفة بتعميق الحوارات الفكرية بين شرائح المجتمع داخل و خارج الجزائر و استنهاض طاقات الأمة و تجاوز خلافاتها و سهر قواها من اجل التحرير الشامل للأراضي العربية و في مقدمتها فلسطين و عاصمتها القدس.. وكان من المفروض أن يلقى رئيس الحكومة الحالي عبد العزيز بلخادم كلمة بالمناسبة و بطلب من الأمين العام للمنظمة لكنه اعتذر، بسبب أنه ليس من باب الأصول أن يلقى مسؤول ما مهما كانت مكانته و وزنه السياسي كلمته بعد كلمة رئيس الجمهورية باعتباره المسؤول الأول على البلاد..و قد أعطي لهذا الرفض الكثير من التأويلات و التفاسير وهذا من خلال الأخطاء المرتكبة في الدورة الخامسة للمجلس الوطني للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين عندما أعطر امبارك خالفة الكلمة إلى رئيس الحكومة السابق أحمد أويحي دون إعطائها إلى رئيس الحكومة الحالي عبد العزيز بلخادم الذي حضر الدورة وقتها و تفسير هذه السلوكات حسب الملاحظين هو أن الرجل و أويحي ينتميان إلى نفس التيار و هو حزب التجمع الوطني الديمقراطي، في حين معروف على بلخادم بانتمائه إلى الحزب العتيد "الأفلان" و قد اعتبر هذا السلوك إهانة في حق أبناء المجاهدين "الجبهويين" أي المحسوبون على تيار "الأفلان" و هذا يدل على أن الرجل كان يغلب الخطاب الحزبي داخل المنظمة ، وهو ما دفع عبد العزيز بلخادم على رفضه إلقاء الكلمة لاسيما و قد ترأس المؤتمر و اشرف هو بنفسه على افتتاحه، مثل هذا السلوك اعتبره بعض أبناء المجاهدين هو رد اعتبار لأبناء المجاهدين "الجبهويين".. تزكية الأمين العام للمنظمة لم تكن عن طريق جمعية عامة انتخابية، كما لم تكن برفع الأيدي بل ب:"التصفيق" و هذا ما يدل على أن التزكية تمت مسبقا في المؤتمرات الجهوية التي انعقد مؤخرا بأربع ولايات و هي: البليدة، بسكرة، مستغانم و أو البواقي، و هي الولايات الأكثر مساندة لترشح أمبارك خالفة على رأس المنظمة من جديد، و هو ما أكد الطاهر عيشونة مندوب ولاية جيجل عضو مجلس وطني سابق أن عملية التزكية تمت من خلال الملتقيات الجهوية مع تلاوة بيان التزكية، و قد أكدت لنا مصادر مقربة أن قرار تزكية أمبارك خالفة كان بإيعاز من المسؤول الأول على البلاد..، و بالتالي فتنصيبه على رأس المنظمة لا رجعة فيه ، و ما الحضور المكثف للوزراء و المسؤولين في الحكومة إلا دليل على امبارك خالفة لعهدة جديدة في تسيير المنظمة، علما أن الطاقم المنظم للمؤتمر أهمل تلاوة التقرير المالي و ألدبي للمنظمة و هو ما أثار تساؤل المؤتمرين، من جهة أخرى لوحظ أن عدد المؤتمرين ال 700 كان ضئيلا جدا وهذا بسبب الصراع و الخلافات التي عرفتها المنظمة في فترة ما تزال آثارها موجودة إلى اليوم، حيث بعض من أبناء المجاهدين لاسيما الغاضبين منهم لم يحضروا المؤتمر وهم مشكلين في تنظيمات موازية و هي التنسيقية الوطنية لأبناء المجاهدين و الإتحاد الوطني لأبناء المجاهدين، و هذا بسبب تغليب الخطاب الحزبي من بعض الأطراف داخل المنظمة و تفضيل تيار على آخر، و نسي هؤلاء أن المنظمة فوق كل اعتبار و لها أمانة تؤديها و هي الحفاظ على روح الشهيد و مبادئ نوفمبر، و تدوين مآثر الثورة و صناعها حتى تبقى ذاكرة الأجيال القادمة ، و هو الشيء الذي لم يستوعبه بعض أبناء المجاهدين الذين ركنوا إلى السلبية، و فضلوا لغة الانعزال و الانسحاب .. ما لوحظ على المؤتمر هو تهميش العنصر النسوي و التقليص من دوره المنوط به حيث كانت مشاركة المرأة في المؤتمر " كمندوبة" ضئيلة جدا بحضور سوى 60 مندوبة من بين 700 مندوب من 48 ولاية تخص التراب الوطني، و هو ما اعتبر إجحافا في حق ابنة المجاهد في حق المشاركة السياسية و تبوأ مكانتها في الساحة الوطنية .. في بداية الأمر انطلقت فعاليات المؤتمر بشكل عادي ، غير أنه عرف ارتفاعا في درجة الحرارة السياسية خاصة بعد دخول المؤتمرين في المرحلة الثانية من جدول الأعمال، و هي تنصيب "الأمناء الولائيين" للمنظمة ، و قد أدخلت هذا الأخيرة أبناء المجاهدين في متاهات، كادت أن توصلهم إلى حالة انسداد، كون العملية تمت عن طريق "التعيين" دون عقد جمعية عامة انتخابية، وقد لاقت هذه العملية رفض الكثير من أبناء المجاهدين و على رأسهم ممثلو ولاية إليزي ، البويرة، هذه الأخيرة التي اتهمت الأمين الولائي للمنظمة) س. يحي ( " بالتزوير" في الوثائق، أين اضطر الأمين العام للمنظمة إلغاء عملية التزكية في بهذه الولاية و إجراء الانتخاب في مكتب منفرد، و هي الولاية التي زكت أمينها الولائي عن طريق الانتخاب، و هي نقائص سجلها بعض المؤتمرين، وقد سبقت هذه ألأخيرة سوء في التنظيم، مثلما حدث مع أحد مندوبي ولاية قسنطينة الذي تم ضمه ضمن قائمة الجلفة، كذلك حضور بعض أعضاء المجالس الوطنية كمشاركين و ليس كمندوبين، و ما زاد في غضب المؤتمرين هو استعمال الخطاب الحزبي خاصة بعدما تكلم الأمين العام للمنظمة و بإسهاب عن الأرندي و الأفلان دون ذكر التيارات الأخرى، و قد صرح لنا أحد المندوبين أن الخطة رسمت في فندق الباهية كون المؤتمرون و لعددهم الكبير تم توزيعهم على مستوى فندق "الرمال الذهبية" و "الباهية" بزرالدة و فندق "أزير بلاج" المحاذي لهذه المنطقة، ما يدور في المؤتمر ألمت به فئة قليلة، لدرجة أن أحدهم صرح لنا أنه جاء للتعارف ، لأنه ما زال يجهل كيفية عقد المؤتمر و من المهتمين و هل من حق كل مناضلي المنظمة الإطلاع على كل كبيرة وصغيرة... رغم النقائص و السلبيات التي سجلها المؤتمر الذي اختزل جدول أعماله في "يوم واحد" على غير عادة المؤتمرات، لأن الأمور كانت مضبوطة و محكمة، فالذين لهم باع كبير في حضور المؤتمرات و تسييرها، أكدوا لنا نجاح المؤتمر، خاصة بعدما رد الأمين العام للمنظمة امبارك خالفة الاعتبار لبعض المناضلين القدماء من أبناء المجاهدين و الذين عاشوا نوعا من التهميش و الإقصاء و ذلك بتنصيبهم في مكتب المجلس الوطني، و في لجنة الإطارات و في القوائم الإضافية، و محاولته إرضاء أبناء المجاهدين، لكن هذا النجاح أرادت بعض الأطراف إفشاله، باندساس أشخاص لا تربطها علاقة بالتنظيم الثوري خلال اختتام المؤتمر في ساعة متأخرة، أي حوالي الساعة العاشرة ليلا وسط المناضلين في المنصة بعد إعلان الأمين العام للمنظمة امبارك خالفة باختتام المؤتمر و النهوض سويا للاستماع إلى النشيد الوطني ، أين أقدم أحدهم من على المنصة بالاعتداء الجسدي على الأمين العام للمنظمة امبارك خالفة و ضربه باللكمات لولا تدخل المناضلين في حماية أمينهم وتمكنوا ممن تهدئة الوضع ، و هي محاولة لإفشال المؤتمر و تشويه صورة أبناء المجاهدين بعدم احترامهم للنشيد الوطني، و قد باءت هذه المحالة بالفشل من خلال تلاحم الأبناء المخلصين في التحكم في الوضع.. و دعا امبارك خالفة أبناء المجاهدين لاسيما الغاضبين منهم على التنسيق مع زملاء النضال داخل المنظمة و هي إشارة له إلى التنسيقية الوطنية لأبناء المجاهدين و كذا الإتحاد الوطني لأبناء المجاهدين و نبذ الخلافات ، معبرا عن إيمانه الراسخ بالحوار الهادف لحل المشاكل و الصراعات بين أبناء المجاهدين، مؤكدا أنه لا توجد في المنظمة ما يسمى بسياسة الإقصاء فقد تجاوز أبناء المجاهدين العلاقات النضالية إلى العلاقات الأسرية و هذا يعني مدى ضرورة توحيدهم يدا واحدة من أجبل بناء جزائر الغد و حمايتها من أعدائها، واعدا المرأة بإشراكها و دمجها في الحياة السياسية..