في ظل أجواء الصيف الساخن والمناخ السياسي المحتقن والمسدود يعيش المصريون أجواء متناقضة بين مناخ اليأس والإحباط الذي يروج له نظام الحكم المستبد الفاسد بجناحيه الحزبي والحكومي تجميداً للأوضاع وحفاظاً على المقاعد والمصالح والطموحات ، وبين الأمل والرجاء الذي يدعو إليه ويرفع رايته ويتحمل تبعاته فصيل وطني تحرر من أسر نظام الحكم محاولاً إنقاذ ما تبقى من الوطن ، في هذه الأجواء تمر مصر بمرحلة فاصلة وفارقة في تاريخها حيث الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستحدد مستقبل هذا الوطن المكلوم بحرمانه حقوقه الدستورية والقانونية والإنسانية - حصلت عليها دول أقل حجماً وتاريخاً وحضارة من مصر الكبيرة القديرة - و مازالت الأسئلة الحائرة تبحث عن إجابات ، كيف نخوض الانتخابات في غياب الضمانات وفي ظل نظام أصبح التزوير مكون عضوي لخلاياه الفاسدة ، بل وصل لدرجة مرضية من التزوير اللاإرادي ، مستقبل غامض ومهدد للتاريخ والواقع بل والمستقبل! لذا يرى العديد من المقربين لدوائر صنع القرار في كثير من الدول ذات المصالح العليا بالمنطقة أنه في حالة تزوير الانتخابات القادمة ربما تسود أجواء من عدم الاستقرار السياسي تصل إلى حد الفوضى التي تبلغ ذروتها خلال الانتخابات الرئاسية في العام القادم، خاصة إذا ما فُرض على المصريين خياراً وحيداً ومعد سلفاً لرئاسة مصر، فهل يدرك القابضون على منصة الحكم هذا المصير القادم ؟ أم أن أنهم مازالوا أسرى للتقارير المكتوبة هنا وهناك داخل الغرف المغلقة والتي اعتمدت هذا النمط من الإدارة - نمط كله تمام وكله تحت السيطرة - ثم يكون الطوفان الغاضب من الملايين التي حُرمت أبسط الحقوق في حياة تليق بالبشر ، هل من المقبول أن يتحسب الكونجرس الأمريكي لهذه الحالة المرتقبة محاولاً تفاديها أو الهروب منها حفاظاً على مصالحه بالمنطقة ؟ ويبقى نظام الحكم الذي تحيطه هذه الأجواء معزولاً عنها أو مرتكزاً إلى العصا الغليظة التي ستكسر حتماً إذا حدث الانفلات المرتقب؟ هل من المقبول أن يتعمد البرلمان المصري غض الطرف عن التزوير المؤسف لانتخابات الشورى 2010 ويتبنى الكونجرس الأمريكي مشروعات قوانين تطالب بضمانات لنزاهة الانتخابات وحقوق المصريين في التعبير عن إرادتهم ؟! هل من المقبول أن تصدر هذه الشلالات من المطالب والمناشدات والوقفات والاحتجاجات ويكون التعاطي هو حوار الطرشان ؟ الواقع مأزوم والمستقبل مجهول والنظام معزول ومصر في خطر ، خطر الأبناء بجهلم وطموحهم والأعداء بتربصهم وأطماعهم ...... حفظك الله يا مصر ..... محمد السروجي مدير المركز المصري للدراسات والتنمية