القاهرة - بدأت الخميس 10 أبريل الجاري حملة المقاطعة الشعبية للبضائع الهولندية والتي دعا إليها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين احتجاجا على فيلم "فتنة" المسيء للإسلام، ولحث الحكومة الهولندية على إصدار تشريع لمنع الإساءة للأديان. وقال الدكتور محمد سليم العوا، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لبرنامج "القاهرة اليوم" على قناة أوربت الفضائية مساء أمس الخميس: "إن هذه الدعوة تهدف لتوجيه رسالة للمجتمع الغربي عموما وهولندا خصوصا بضرورة احترام المقدسات الإسلامية وعدم الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتطالبهم بتشريع يجرم الإساءة للمقدسات الدينية بوجه عام، مع التأكيد أن هذا الأمر لا يتعارض مع حرية التعبير". ودشنت حملة المقاطعة التي تقرر أن تستمر 15 يوما بشكل مؤقت تحت شعار "فداك أبي وأمي يا ديني" وتبنتها عدة وسائل إعلام عربية وإسلامية، وتستهدف مقاطعة البضائع الهولندية احتجاجا على فيلم "فتنة" الذي أنتجه البرلماني الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز ويسيء للقرآن ويربط بينه وبين أعمال العنف والنازية. وأضاف العوا: "إن ما يحدث من إساءات للإسلام ليس حوادث فردية، مشيرا إلى تقرير أعدته منظمة المؤتمر الإسلامي في قمة داكار الأخيرة رصد العديد من حوادث التهجم على الإسلام خلال عام واحد في أكثر من 84 صفحة". رسالة محددة ومن المقرر أن تنتهي المقاطعة في 25 أبريل الجاري، وعن الغاية من تقييدها بمدة محددة قال: "إن تحديد مدة المقاطعة جاء من أجل إيصال رسالة محددة، وإذا تكررت الإساءة فسنوجه دعوات لمدها". "والاقتصاد خير مكان للمعركة"، الحديث للعوا الذي أكد "أن قرار المقاطعة جاء بعد دراسة مستفيضة، وليس بناء على أهواء عاطفية". وأشار إلى أن المواطن الهولندي ليس هو المستهدف من المقاطعة، ولكن الهدف هو إيصال رسالة مفادها أن "مصالحك يمكن أن تتضرر ما دام ديني لا يحترم في بلدك". واستطرد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قائلا: "من حقنا كمسلمين أن نغضب ولكن بطريقة متحضرة"، لافتا إلى أن دعوة المقاطعة ليست مقصورة على الدول العربية فقط، ولكن كل الدول الإسلامية والأقليات المسلمة في الدول غير المسلمة. ووجه العوا رسالة إلى التجار وأصحاب المحلات دعاهم فيها إلى أن يضعوا لافتات تقول "لا يوجد لدينا بضائع هولندية"، وأضاف أن: "الرزق بيد الله وحده، وأن التقرب من الله بهذه الطريقة يجلب الرزق أضعافا مضاعفة". وعن تقييمه لموقف الحكومة الهولندية أوضح أنها "أدانت الفيلم الهولندي المسيء لكنها لم تستصدر قانونا يمنع إصدار الفيلم"، وتابع: "إن حق التقاضي يكون لوقوع أضرار مادية، وهذا ما تفعله الشركات التي تتضرر من المقاطعة، أما الضرر المعنوي للمسلمين فلم يصدر أي تشريع له في أوروبا". مقاضاة فيلدرز وأثارت حملة المقاطعة قلق الشركات الهولندية التي هددت بملاحقة النائب الهولندي جيرت فيلدرز إذا أدى فيلمه المعادي للإسلام إلى مقاطعة تجارية. وقال رئيس المنظمة الهولندية لأرباب العمل "برنارد فينتيس": "لا أعرف إذا كان فيلدرز غنيًا أو يملك تأمينًا جيدًا، لكن إذا تعرضنا لمقاطعة فسنرى إذا كنا نستطيع تحميله مسئولية ذلك"، مؤكدا أن "المقاطعة يمكن أن تضر بالصادرات الهولندية وشركات مثل "شل" و"فيليبس" و"أونيليفر" المعروفة بأنها هولندية. ومنذ عرض فيلم فتنة المسيء أواخر مارس الماضي تصاعدت الدعوات بشكل فردي لمقاطعة المنتجات والبضائع الهولندية، حتى بين مسيحيين مصريين. ومن بين هؤلاء الأب رفيق الجريش، مدير المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية في مصر، الذي قال: "إن الكنيسة عانت كثيرا هي الأخرى من الإساءة إلى المسيح"، معلنا أنه سيشارك أيضا في المقاطعة. ودعا إلى شرح الآيات القرآنية التي استخدمت في الفيلم الهولندي المسيء في الصحف الهولندية لتوضيح سياقها الصحيح. وبدوره قال هاني عزيز، الأمين العام لجمعية محبي مصر السلام المسيحية: "إن المسيحيين متضررون تماما مثل المسلمين، وإننا تأخرنا للغاية في الرد على هذه الإساءات التي ظهرت منذ أحداث 11 سبتمبر 2001". ومن الخطوات الفعلية التي اتخذت في سياق هذه المقاطعة أعلنت مجموعات تجارية ماليزية مختلفة أنها قاطعت بالفعل البضائع الهولندية كإجراء عقابي على فيلم فيلذرز الذي لم يجد من يبثه سوى موقع بريطاني على شبكة الإنترنت.