خصص الجيش منطقة سرية معزولة، يعسكر فيها بلمختار حاليا مع أتباعه قرب الحدود مع موريتانيا، في انتظار تقدم المفاوضات بين قيادة الناحية العسكرية الثالثة ببشار، وأمير المنطقة التاسعة في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا. أفادت مصادر على اطلاع بالملف ل''الخبر''، بأن اللجوء إلى منح بلمختار هذا الامتياز، جاء نتيجة للوضع الأمني السيئ الذي تعيشه منطقة كيدال وشمال دولة مالي، والمخاوف من أن تؤثر الاشتباكات بين المتمردين التوارق والحكومة المالية على سير المفاوضات، التي يجريها ضباط جزائريون اتصلوا بصفة مباشرة هذه المرة ببلمختار في معاقله بشمال مالي. وسمح الجيش للأمير المعروف بكنية ''خالد أبو العباس'' بأن يعسكر في منطقة صحراوية على بعد 200 كلم شمال الحدود الجزائرية الموريتانية، على أن لا يجتازها، وحسب مصادرنا فإن تأخر عملية التسليم جاءت نتيجة لتشبث أمير ''كتيبة الملثمون'' سابقا بمطلبه حول العفو عن نحو 20 من أتباعه بعضهم غير جزائريين. وقد تعهد بلمختار بإقناع عدد من أعضاء كتيبة طارق بن زياد الإرهابية التي يقودها عبد الحميد أبو زيد بتسليم أنفسهم معه. ويأتي الإجراء الأخير الذي اتخذه الجيش حول السماح للإرهابيين الراغبين في إلقاء السلاح بالتواجد في منطقة آمنة، بعد تعبير هؤلاء عن مخاوف من التعرض للتصفية الجسدية، على أيدي أمير الصحراء الجديد يحي جوادي المعروف ب''يحي أبو عمار''، أو من طرف جماعات التهريب التي كان بلمختار ينسق معها ثم أوقف صلاته بها على خلفية انطلاق التفاوض مع الأجهزة الأمنية. وأكدت مصادرنا بأن رأس مختار بلمختار بات مطلوبا من طرف قيادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحسب المصادر فإن بلمختار كشف في أثناء المفاوضات الجارية معه بأن اعتزاله النشاط ضمن هذا التنظيم الإرهابي جاء بعد تأكده بأن أمرا ما كان يحضر له، خاصة بعد أن طلب منه الأمير عبد المالك دروكدال العودة إلى مقر قيادة الجماعة والعمل كمستشار عسكري، وهو العرض الذي رفضه أبو العباس بسب تأكده بأن الأمر يتعلق بمخطط للتخلص منه.