تأجيل محاكمة العميد الأسبق للمحامين شوقي الطبيب إلى 12 فيفري المقبل    القصرين: سائقو التاكسي الفردي يجدّدون احتجاجاتهم للمطالبة بالترفيع في عدد الرخص    رسميا: نعيم السليتي جاهز للمشاركة في كأس أمم إفريقيا    تونس: كيفاش تستعدّ الديوانة التونسية لعطلة الشتاء ورأس العام    فيلم "هجرة" للمخرجة والكاتبة السعودية شهد أمين : طرح سينمائي لصورة المرأة وصراع الأجيال    بعد 13 عامًا..العثور على طائرة مفقودة في الهند    حزب التيار الشعبي يلتقي قيادات من حركات المقاومة الفلسطينية    وفاة رضيع نتيجة البرد القارس في خان يونس..#خبر_عاجل    زيلينسكي: روسيا تتهيأ ل"سنة حرب" جديدة في أوكرانيا    الحماية المدنية: 117 تدخّلا للنجدة والإسعاف بالطرقات خلال ال 24 ساعة الماضية    نهائي السوبر: الترجي ضد النجم – وقتاش؟ وفين تشري التذاكر؟    عاجل: منع جماهير منتخبات عربية وإفريقية من دخول مونديال 2026... وهؤلاء المعنيون    تفاصيل ممكن تغيب عليك كيف تكري دار...أهمّها إجراءات المغادرة والزيادة    تظاهرة كروية جهوية من 23 الى 26 ديسمبر 2025 بالمركز الثقافي والرياضي للشباب بن عروس    الجزائر: رحلات وهمية نحو تونس وعروض وهمية من وكالات أسفار    جمعية أجيال قصر هلال في جبل سمّامة: الجبل يحتفي بالدكتور فنطر    كوتش يفسّر للتوانسة كيفاش تختار شريك حياتك    تزايد حالات التهابات الأنف والأذن والحنجرة: تحذيرات من دكتورة تونسية    تأخير محاكمة الأزهر سطا    دار الصناعات التقليدية بالدندان تحتضن معرض "قرية وهدية" من 22 الى 30 ديسمبر الجاري    معهد الرصد الجوّي يكشف موعد وصول التقلّبات الجوّية    الملتقى الوطني للاتحاد التونسي لاعانة الاشخاص القاصرين ذهنيا من 19 الى 21 ديسمبر 2025 بمدينة سوسة    سيدي بوزيد: اضراب جهوي لأعوان الشركة الجهوية للنقل القوافل    لا تفوتوا نهائي كأس العرب لكرة القدم بين المغرب والأردن..موعد والنقل التلفزي..    فتح باب الترشح لجوائز الإبداع الأدبي والفكري والنشر لمعرض تونس الدولي للكتاب    المسرح الوطني التونسي يقدم سلسلة عروض لمسرحية "جرس" بداية من الجمعة 26 ديسمبر    ندوة حول اللغة العربية وتضافر الاختصاصات يوم 20 ديسمبر 2025 بالمكتبة الجهوية متعددة الوسائط بأريانة    خلال الملتقى الوطني للكورال بجندوبة.. مدرسة البراهمي تترشح للنهائيات الوطنية    الجامعة النيجيرية لكرة القدم توجه إتهامات خطيرة لمنتخب الكونغو الديمقراطية    الاولمبي الباجي يعزز صفوفه بمحرز بالراجح ومحمد علي الراقوبي    رحلات وهميّة نحو تونس: عمليّات تحيّل كبيرة تهزّ الجزائر    عاجل: الدولة تنظّم ''شدّان الصغار'' في الدار...وهذه أبرز الشروط    نائب بالبرلمان: تسعير زيت الزيتون عند 15 دينارا للتر لن يضرّ بالمستهلك..!    اختفى منذ أيام: العثور على جثة شاب متوفي وسط ظروف غامضة..    دراسة تحذر.. "أطعمة نباتية" تهدد صحة قلبك..تعرف عليها..    الستاغ: هاو كيفاش تتمتّع بإجراءات تسهيل الخلاص بداية من 22 ديسمبر    في المرتبة التاسعة: تونس تسجّل أضعف معدّلات الولادات عربياً    عاجل/ بداية من اليوم: تونس تدخل تحت تأثير منخفض جوّي قادم من الجزائر..    بطولة الكويت: طه ياسين الخنيسي ينقذ الكويت من الخسارة امام السالمية    عاجل/ رصدت في 30 دولة: الصحة العالمية تحذر من انتشار سريع لسلالة جديدة من الإنفلونزا    ولاية ثالثة لترامب.. "حديث" يثير عاصفة دستورية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    هدية أسطورية لميسي من ملياردير خلال زيارته الأخيرة إلى الهند    ترامب في خطابه إلى الأمة: الجيش الأمريكي هو الأقوى في العالم    الاتحاد الأوروبي يوافق على قواعد أكثر صرامة بشأن ترحيل طالبي اللجوء    ديوان الزيت يدعو المتدخلين في القطاع لطلب تخزين زيت الزيتون لدى الخواص    ليلة الأربعاء: سماء مغيمة وأمطار متفرقة في هذه المناطق    عاجل: دولة عربية تعلن عن احتمالية اضطرابات في الرحلات الجوية...والسبب الطقس    عاجل/ عامين سجن في حق هذا الفنان..    هام: منظمة الصحة العالمية تحذّر من الانتشار السريع لل Grippe    مستشفى شارل نيكول: نجاح أول جراحة الكلى الروبوتية في تونس    عاجل/ "الستاغ" توجه بلاغ هام للمواطنين..    صندوق النقد العربي: بورصة تونس تتصدّر البورصات العربيّة في ارتفاع القيمة السوقية    شيرين تردّ على ''الكلام الكاذب'' عن صحتها وحياتها    الدكتور محسن حمزة/طبيب ... شباب القرن الحادي والعشرين يريد خطابًا يُحاوره لا يُلقّنه    ندوة «الشروق الفكرية» .. الشّباب والدّين    د. الصحبي بن منصور أستاذ الحضارة الإسلامية/جامعة الزيتونة.. السّؤال خارج الخطاب التقليدي خطوة لفهم الدّين لا ابتعادا عنه    8 أبراج تحصل على فرصة العمر في عام 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل أصبح الظواهري مرشدا لمليار وربع من المسلمين؟
نشر في الفجر نيوز يوم 12 - 04 - 2008

كارثة عقلية وأخلاقية التي يمرّ بها المسلمون خاصة العرب منهم، لأن الإسلام ارتبط أساسا بالعرب ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )، لذلك لا تجد أي شعب من الشعوب المسلمة مشغولا بالفتاوي ونقيضها، واستغلال الدين ونصوصه لمصالح شخصية وتنظيمية وخرافية وإرهابية كما هم المسلمون العرب، رغم أن بعض الشعوب المسلمة كالشعب الاندونيسي والماليزي والهندي والباكستاني أضعاف عدد المسلمين العرب، وعلى سبيل المثال فالمسلمون في الهند يقترب عددهم من مائة وخمسين مليون مسلم، ولم نسمع أية فتوى من علماء المسلمين الهنود تتدخل في كل صغيرة و كبيرة من شؤون مسلمي بلادهم أو المسلمين في العالم . ولأن الإسلام ارتبط بالعرب واللغة العربية منذ نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم ، وتأثير هذه المسألة النفسي فيما يزيد على مليار وربع مسلم اليوم، تخصصت نسبة كبيرة من علماء وفقهاء وجهلاء ومتعصبي وتكفيريي العرب في إصدار الفتاوي والإجابة على أسئلة الجماهير، لدرجة أنه من المستحيل وجود أية مسألة في حياة المسلم العربي، إلا وصدرت فيها فتاوي متعددة متناقضة، يصعب على المسلم العادي المتفرغ لطاعة الله وتنفيذ أوامره أن يعرف من يتبع من هؤلاء مدّعي العلم والفقه، بعد أن أصبح هذا الحقل سوقا مفتوحة بدون رقابة، يعرض فيها كل طالب للشهرة بضاعته غير العلمية التي مردودها فقط هو الإساءة للإسلام والمسلمين، وهي بضاعة يستغلها كل من يريد تقصد هذه الإساءة من العرب وغيرهم.
سوق استهلاكي جديد
انتشر بازار الفتاوي في الأقطار العربية بشكل لا تنافسه أية سلعة استهلاكية مهما كانت رخيصة الثمن، فالسلع المتعلقة بإصدار الفتاوي والإرشادات الإسلامية كما يسميها أصحابها، هي السلعة الوحيدة في العالم العربي بدون جمارك أو ضرائب، لأنها مباشرة من المنتج (مدّعي الإفتاء ) إلى المستهلك عبر الانترنيت تحديدا، فإذا نحن على أبواب تعداد يقول: (مفتي لكل ألف مواطن ) وربما أقل . ومن خلال رصدي وتتبعي لهذه السلعة، يمكنني تصنيف هؤلاء الدعاة الأدعياء إلى ثلاثة فئات:
الأولى: فقهاء السلاطين والحكام
وهم غالبية العاملين في سوق الفتوى ، إذ تجدهم لا يتركون صغيرة أو كبيرة من حياة المواطن المقهور المغلوب على أمره إلا وتدخلوا فيها كوكلاء لله تعالى في أرضه، بينما هم (صمّ بكمّ عمى لا يعقلون ) في كل ما يرتكبه ويمارسه الحاكم . وأفضل من شخّص هذه المهنة هو الدكتور على الوردي في كتابه المشهور ( وعاظ السلاطين ) الذي صدرت طبعته الأولى حوالي عام 1955 ، إذ يقول تعقيبا على حادثة الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي أمر بخصي أحد المغنيين لأنه كان يغني بصوته الرخيم في الهواء الطلق، فاعتبره الخليفة خطرا على عفاف النساء ، يقول الدكتور الوردي: ( الواعظون لا يهتمون لو كان المغني يغني للخليفة فتهتز على صوته بطون الجواري، ولكنهم يهتمون كل الاهتمام إذا رأوا صعلوكا يغني لنفسه أو لأهل قريته من الفقراء والمساكين. ويبدو لي هذا دأب الواعظين عندنا ، فهم يتركون الطغاة والمترفين يفعلون ما يشاءون ، ويصبّون جلّ اهتمامهم على الفقراء من الناس فيبحثون عن زلاتهم وينغّصون عليهم عيشهم وينذرونهم بالويل والثبور في الدنيا و الآخرة ) - ص 11 - . وهاهم وعاظ وفقهاء اليوم من العرب المسلمين، لا يسكتون فقط على مفاسد الحكام واستبدادهم وسرقة ثروات الشعب، بل يروجون لبقائهم وتكفير من يعصاهم ويخرج على أوامرهم الظالمة ( وأطيعوا أولي الأمر منكم ) ، وكثيرة هي الفتاوي التي تأمر بطاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه طالما هو لم يعلن كفره ، أي أن من حقه أن يرتكب كل المعاصي والمفاسد ويقتل شعبه ويصادر حريته ويفتح من السجون أكثر من المدارس ورياض الأطفال ، و تظلّ طاعته واجبة طالما هو لم يخرج للعلن ويقول ( أنا كافر ملحد ). وأيضا إصدار الفتاوي التي تخدم الحاكم وهي لا تحصى، و كان آخرها ما أشرت له في مقالة سابقة وهي فتوى عندليب سورية المفتي أحمد حسون، الذي أفتى بأن ( حضور القمة العربية في دمشق فرض عين على كل حاكم عربي)، أو ذلك الشيخ المصري الذي يصرّ على أن الرسول( ص) زاره في منامه أكثر من مرّة وحمّله رسالة للرئيس حسني مبارك، ما يزال متحفظا على مضمونها إلى أن يقابل الرئيس مبارك شخصيا.
الثانية: فقهاء خالف تعرف
وهذه الفئة تشمل عناصر الفئة السابقة، يضاف لهم ألآف يتصيدون أمورا يومية عادية، لا علاقة لها بالخطأ والصواب والحلال والحرام ، ليصدروا فيها فتاوي غالبا بمضمون التحريم والتكفير والوعيد بالويل والثبور، كفتاوي تحريم الجلوس على الكراسي وألآرائك لأن الجن يدخل من بين فخذي المرأة وينكحها نكاحا حقيقيا، تصل المرأة معه إلى ذروة النشوة، و منع استعمال حرف إكس اللاتيني لأنه يشبه شكل الصليب متناسين علامة الضرب في الحساب والرياضيات وهي بنفش الشكل، مما يعني حسب هؤلاء المفتين أن هذا الشكل حرام عندما يكون في كلمة لاتينية وحلال في الحساب والرياضيات ، و تحريم دخول المرأة شبكة الانترنت بدون محرم، وموضة تكفير الكتاب والمفكرين الذي لا يخلو شهر في السنّة من تكفير عدد جديد منهم، وفتوى جواز استحمام الفنانات في أحواض من اللبن الخالص ، وربما يضيف عليها ذلك المفتي ألآن أن لا يكون اللبن من المنتجات الدانمركية والهولندية.
وأهم هذه الفتاوي هي التي أطلقها شيخ صليّنا وراءه صلاة الجمعة في عاصمة إسكيندينافية، حيث نصح المصلين من الرجال والنساء، بأنه يحظر على المرأة الإمساك بقطع كاملة من الموز أو الجزر أو الكوسا أوالخيار، لأن شكل هذه الخضراوات والفواكه وهي في يد المرأة، يذكرها بقضيب الرجل مما يستدعي لديها تخيلات معينة، من المؤكد أن تقودها للإثارة والشعور بالرغبة الجنسية ، وفي أغلب الحالات الوصول إلى ذروة النشوة أي العملية الجنسية كاملة، وكأنها مع رجل حقيقي في الفراش. وبعد صلاة الجمعة سأله أحد المصلين: سيدي الشيخ، ماذا أفعل و زوجتي وبناتي البالغات يحببن هذه الأنواع من الفواكه والخضروات؟ فأجابه، تأخذها أنت أو أحد أبنائك الشباب إلى زاوية في المطبخ أو المنزل، كي لا تراها زوجتك وبناتك، وتقوم بتقطيعها قطعا صغيرة تفقدها الشكل المثير، ثم تقدمها لهن ليأكلنها. فقاطعه أحد المصلين قائلا بسخرية: طيب سيدي وكيف سأراقبهن وهن في السوق، فربما يشترين خيارة أو موزة، ويمسكنها بأيديهن فترة طويلة يتلذذن بأكلها في فمهن؟. فما كان من الشيخ المفتي الغيور على العفة والأخلاق إلا أن أجاب: دي مش شغلتي..دي بينهن وبين ربّنا!!!.
الثالثة: إرهابيون و فقهاء
وهذه الفئة هي أحدث أنواع هذه المهنة، حيث حقق رموزها أوسع انتشار يفوق الفقهاء الحقيقيين الذين يحوزون على كافة الشروط المطلوبة لمهنة الإفتاء، وهم الذين مارسوا قتالا فترة وإرهابا فترات أطول، ومن أشهرهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والمقبور الزرقاوي ومن على شاكلتهم وبمواصفاتهم ، وهم الذين دأبوا على نشر أشرطة الفيديو والرسائل الصوتية ، فأصبحوا أشهر من أية مطربة أو فنانة ،وأشرطتهم ورسائلهم أشهر من أشرطة الرقص الشرقي والغربي على حد سواء .
واشهرهم ألآن هو من يسمونه الرجل الثاني في القاعدة، المدعو أيمن الظواهري، وأنا على قناعة مؤكدة أنه مريض نفسي ، مصاب بالعديد من العقد في فترة سجنه في السجون المصرية . لأنه ليس شخصا طبيعيا من يتنطح للتدخل في كافة شؤون المليار وربع من المسلمين ، واضعا نفسه في موقع النصح والإرشاد والإفتاء والتقييم لكافة أمور الحياة ، إذ من المستحيل أن تجد أمرا عربيا وإسلاميا لم يصدر فيه حكما في السنوات الخمسة الماضية، مما جعله يتفوق على أستاذه أسامة بن لادن في الانتشار والشهرة، مما يجعلني لا أستبعد أن يخطط ابن لادن لقتله، كما فعل سابقا وقتل أستاذه ومرشده الشيخ الدكتور عبد الله عزام.
سؤال وجواب من الظواهري
آخر موضة لهذا المريض طالب الشهرة ، هي ما أعلنته المواقع القريبة من هذه الجماعات، كموقعي السحاب والفجر، أن الظواهري سيجيب على أسئلة الجمهور في أي شأن من شؤون الحياة ، وأن فترة تلقي الأسئلة ستكون من السادس عشر من ديسمبر 2007 إلى السادس عشر من يناير 2008 ، ثم الإعلان عن أن المرشد الفقيه العالم الإرهابي الظواهري قد تلقى 2000 سؤال، ومن المتوقع نشر إجاباته عليها خلال هذه الأيام. والسؤال المنطقي: هل الظواهري في موقع علمي وفكري وفقهي يسمح له أن يضع نفسه في هذا المركز؟.ا لجواب الموضوعي على هذا السؤال هو أن نعرف من هو الظواهري ؟ وما هي الشروط التي يتوجب تحققها في الشخص الذي يعمل مفتيا وفقيها ومرشدا ؟. وبعد صدور إجابات الظواهري سوف ندرسها تطبيقيا ليرى الجمهور الذي سأل واستمع وقرأ مستوى هذا المريض الذي لا أعتقد أنه قابل للشفاء من هذا المرض.
من هو أيمن الظواهري؟
سوف أجيب على هذا السؤال بالاعتماد على كتاب المحامي المصري منتصر الزيات ( أيمن الظواهري كما عرفته) ، الصادر عام 2002 في القاهرة عن " دار المحروسة " في 247 صفحة .
أيمن الظواهري من مواليد عام 1951 في حي المعادي الراقي في القاهرة . وتعتبر أسرته من الأسر الأرستقراطية ، ووالده من أطباء مصر المشهورين و هو الدكتور محمد الظواهري. نشأ في أسرة ملتزمة دينيا فكان حريصا على حضور الدروس الدينية ، ورغم ذلك الالتزام والدروس الدينية، فقد أقام حفل زفافه عام 1979 في فندق الكونتيننتال، أشهر فنادق مصر آنذاك . ودرس الطب في جامعة القاهرة، وحصل على الماجستير عام 1978 . وشارك في تأسيس الجماعة الإسلامية في مصر. ألقي القبض عليه في أكتوبر 1981 وكشف أن الجماعة المصرية هذه تضم جماعات وأشخاص مختلفين ومتناقضين في الرؤية والسلوك . أفرج عنه من السجون المصرية عام 1985 ، وغالبا بسبب تعاونه مع الأجهزة الأمنية من خلال إعطائه معلومات عن الجماعات الإسلامية وقياداتها، حيث من المؤكد كما سنرى أنه أعطى معلومات أدت لاعتقال العديد من زملائه كي ينجو بجلده ، ويدّعي النضال والجهاد رغم أن تقديمه لهذه المعلومات مهما كان حجم الضغوط عليه، لا تصنفه بمفهوم المناضلين والمجاهدين إلا في خانة العملاء والخونة. ثم سافر للسعودية ومنها لباكستان وأفغانستان، وكان مع ابن لادن في السودان عام 1993 . ويعدّد منتصر الزيات الأخطاء الكبرى في سلوك وتفكير الظواهري ، الناجمة عن اعتداده المبالغ بنفسه ( النرجسية الفائقة ) وجنوحه نحو الصدام مع مخالفيه أي عدم قدرته على التعامل مع الرأي الآخر . وتصوروا بعض جرائم هذا المجاهد ، وهل يقبلها أي قانون في العالم ، وتخيلوا حجم الجريمة عندما ينسب هذا المجرم كل أعماله للإسلام ؟.
أولا: أعدم الظواهري صبيا في الثالثة عشرة من عمره، وهو ابن لأحد قادة تنظيم جماعته الإسلامية، بذريعة أن هذا الصبي يتجسس على الجماعة، وقد تمّ إعدام الصبي في السودان عام 1994 بإطلاق الرصاص على رأسه بيد الظواهري أمام والده القيادي في الجماعة. أي جماعة هذه وأي دين يسمح بذلك؟
ثانيا: أعدم الظواهري في باكستان القيادي في جماعته محمد عبد العليم، بحجة أنه أثناء اعتقاله في مصر ، قدّم معلومات أدت لاعتقال عصام عبد المجيد أحد أعضاء الجماعة السريين. هذا رغم أنّ الظواهري نفسه كان قد قدّم معلومات لأجهزة الأمن المصرية أدت لاعتقال زميله عصام القمري وإعدامه ، والظواهري نفسه تمّ استخدامه شاهد إثبات على زملاء له أدينوا بأحكام قاسية وطويلة .
ويعلق على ذلك " عمر عبد الرحيم " الباحث في الشؤون الإسلامية في برنامج ( صناعة الموت ) الذي قدمته ريما صالحة في قناة العربية بتاريخ الثامن من سبتمبر لعام 2006 قائلا:
( وهو لم يتذكر قبل هذا أنه اعترف ليس فقط كان واشيا على التنظيم ، ولكنه اعترف اعترافات تفصيلية على كافة أعضاء التنظيم ) ويؤكد عمر عبد الرحيم " أن الظواهري اعترف على كافة زملائه بالاسم بما فيهم عصام القمري الذي لم يكن مكشوفا لأجهزة الأمن حتى هذا التوقيت. ذهب بنفسه للمنزل الذي يختبىء فيه عصام القمري ، وسلّمه بنفسه لأجهزة الأمن ). ونسأل مريدوه: أي مناضل ومجاهد هذا ؟.
ثالثا: قاد وخطط عام 1977 للعملية الإرهابية في مدينة الأقصر المصرية، التي أودت بحياة أكثر من خمسين سائحا و مصريا، وضربت السياحة في مصر لسنوات لاحقة.
لذلك يعتقد المحامي منتصر الزيات ، أن هجرة الظواهري عام 1985 من مصر للسعودية ثم باكستان وأفغانستان " كانت بسبب الألم النفسي وعذاب الضمير الذي تسبب فيه اعترافه على زملائه " ، وأنا أقول : لقد هرب من جرائم إلى جرائم أشد فتكا ، وهو يمارس دور الداعي والفقيه والموجه ، كي ينسي الجماهير هذه الجرائم التي ارتكبها في موطنه مصر، وما زال يمارسها في باكستان وأفغانستان وغيرها، وأخطرها جريمة تنصيب نفسه موجها ومرشدا لمليار وربع من المسلمين، وهو الذي لم يدرس أي علم من علوم الدين، ولا تخصص في الفقه والشريعة، وهو لا يلام طالما أصبحت هذه وظيفة القتلة والإرهابيين، في ظل سكوت العلماء والفقهاء الحقيقيين.
الشروط الواجب توفرها في المفتي
وسأترك الإجابة على هذا السؤال لفضيلة الشيخ الدكتور علي القرا داغي ، رئيس لجنة القضايا والأقليات بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إذ يحدد هذه الشروط كما وردت بتاريخ الثاني عشر من تموز 2007 في موقع الاتحاد:
www.iumsonline.net
أولا: العلم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما يتعلق بهما من علوم.
ثانيا: العلم بمواطن الإجماع والخلاف والمذاهب والآراء الفقهية.
ثالثا: المعرفة التامة بأصول الفقه ومبادئه وقواعده ومقاصد الشريعة، والعلوم المساعدة مثل النحو والصرف والبلاغة واللغة والمنطق وغيرها.
رابعا: المعرفة بأحوال الناس وأعرافهم، وأوضاع العصر ومستجداته، ومراعاة تغيرها فيما بني على العرف المعتبر الذي لا يصادم النص.
خامسا: القدرة على استنباط الأحكام الشرعية من النصوص.
سادسا: الرجوع إلى أهل الخبرة في التخصصات المختلفة لتصور المسألة المسؤول عنها، كالمسائل الطبية والاقتصادية ونحوها.
وعلى ضوء هذه الشروط وما سبقها من سيرته الذاتية نسأل. هل يحق للمدعو الظواهري الإفتاء وتنصيب نفسه موجها لمليار وربع من المسلمين؟ وسنرى أيضا
كيف سيجيب الإرهابي المريض الظواهري على ألفي سؤال للمضللين الذين وجهوا له الأسئلة؟. هذا ما سنجيب عليه بعد دراسة وتحليل أجوبته التي من المتوقع نشرها هذه الأيام .
[email protected]
www.dr-abumatar.com
المصدربريد الفجرنيوز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.