تونس : 12 افريل 2008 ربما حاد معشر النخبة عن الطريق المؤدي للحق والعدل والحرية. ربما نام البعض منهم في الصالونات على اثر تخمة فكرية نتيجة الصراع المرير الدائر في مخيلتهم لصناعة المدن الفاضلة وجمهورية أفلاطون الديمقراطية . ربما مازال النقاش لم يثمر على حلحلة الواقع في رؤوس النخب المتعطشة للجدل الفكري العقيم . ربما الوقت لم يحن بعد لمعشر نخبتنا الريادية للخروج من الفضاءات المغلقة والغرف المظلمة و الكهوف الممتدة عبر الزمن . و لربما لم تشبع بعد من الندوات ومن الاجتماعات فخيل إليها أن المجتمع البديل لا يصنع إلا في المقرات . ولربما ملت من الجماهير فاعتبرتها سبب شقائها زاعمة بذلك أن الشعب لم يصل بعد إلى درجة فهمها و وعيها حيث تدعي أنها وحدها التي تفكك الرموز وتحل الطلاسم وتزرع الفهم والمفهومية والعقل والمعقولية . ربما زعمت نخبنا أن الشعب على هامش التاريخ وان الجماهير تغط في سبات عميق فألهمها هدا الرأي السديد الركون إلى الحكمة والموعظة الحسنة راجية الجموع الغفيرة أن يسدد الله خطاها نحوها فتعتنق الأفكار والنظريات السحرية التي ألهمها الله بها حتى تخرجنا من الظلمات إلى النور. وها هي طلائعنا الفذة في غرفها المغلقة وبين الحيطان تتنبأ لنا بمستقبل مشرق في وقت انتهت فيه النبوة وانقطع الوحي . ربما وربما وألف مليون.... ربما على هذا الزمن الملعون. ولربما نمضي إلى نخبتنا المرجوة نسألها هل من مجيب ؟ هل تشابه الصمت بالصمت؟ هل تشابه الأمس باليوم ؟ هل تبلد ذهن نخبنا إلى حد عدم الاستجابة حتى لشرط بافلوف في الانعكاس الشرطي؟ هل أصابها لا قدر الله نوع من الحساسية المفرطة تجاه آلام وعذابات وأوجاع جماهيرنا الشعبية وهي تصرخ طالبة النجدة من الحصار والقمع المسلط عليها صباحا ومساءا في الرديف في أم العرائس في المطيلة في المتلوي ؟ هل تعففت إلى هذا الحد ولم تعد قادرة على تحمل أعبائها التاريخية التي طالما سمعناها ترددها في كل آن وحين حتى صمت آذاننا وهي تردد القصيدة و القصيد ؟ هل تعقلت إلى هذا الحد ولم تعد قادرة على القيام بدورها وتحمل مسؤوليتها التي طالما حلمت بها وهي تردد الأغاني والأناشيد ؟ هل تأقلم نخبتنا الميامين مع العصر الجديد ؟ عصر فوكوياما ونهاية التاريخ والأمركة المفتوحة على الإرهاب من الوريد إلى الوريد . وها هو العنوان يأتينا من السوقة من الدهماء الغارقة بالأثقال والاوحال إلى حد بعيد . فيبرقوا لنا بالرغم من الإيقافات والمداهمات والجراح المختلطة بعرق العمال والنضال والاعتصامات ويجيبوا نخبتنا: نحن عن طريق النضال على درب الحرية لن نحيد. وها هي انتصاراتنا تنتصر على انكساراتنا فهل من مزيد ؟ لنروي أرضنا العطشاء الجدباء الصفراء ببطولات شعبنا المعطاء. فيسقيها بمياه نهر الحرية التي يغتسل بها العظماء. يا أبناء المناجم يا أبناء الرديف ويا أبناء أم العرائس ويا أبناء المطيلة ويا أبناء المتلوي بها الأعزاء. لقد غبت عن عرسكم وفي القلب لوعة ولكن لن أغيب . عن لقاء الأحبة والإخوة و الرفيق والحبيب. وها أنا اتحد معكم في مشيتكم في مسيرتكم في احتجاجكم في غضبكم في صرختكم في فرحتكم في حزنكم فهل من مجيب ؟ عرفت عنوان الطريق وأقسمت أن اتبع خطاكم ايها النشامي حتى نخرج الوطن من الظلمة الحالكة من الظلام الدامس والمغيب . النفطي حولة : 12 افريل 2008 المصدربريد الفجرنيوز