نيويورك:شكلت جماعات مسلمة ويهودية ومسيحية وبعض الجماعات المدنية يوم الاربعاء ائتلافا لدعم خطة بناء مركز اسلامي قرب موقع الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك التي اثارت مجادلات حامية في البلاد.ويواجه بناء المركز الثقافي والمسجد معارضة شرسة من ساسة محافظين واشخاص يرون أن موقعه لا يراعي مشاعر عائلات زهاء 3000 شخص قتلوا في هجمات 11 من سبتمبر ايلول 2001 التي نفذها متشددون ينتمون لتنظيم القاعدة. لكن الائتلاف الجديد (جيران نيويورك من أجل القيم الامريكية) المؤلف مما يزيد على 40 جمعية دينية ومدنية قال ان هذا الجدل يبث الخوف والفرقة وانه سيناضل لحماية الحريات التي كفلها الدستور الامريكي. وقالت دونا اوكونور المتحدثة باسم جمعية (عائلات 11 سبتمبر من أجل غد سلمي) والتي قتلت ابنتها الحامل في هجوم مركز التجارة العالمي "لم يكن العالم الاسلامي من هاجمنا... نحن نؤيد المركز الثقافي الاسلامي في مدينة نيويورك تأييدا كاملا مئة في المئة." وتحول الجدل الى موضوع للنقاش العام على المستوى الوطني قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي في نوفمبر تشرين الثاني حيث يسعى الجمهوريون لانتزاع السيطرة على الكونجرس من الديمقراطيين. وربط كثير من قائدي سيارات الاجرة المسلمين في نيويورك بين هذا الجدل واعتداء وقع على زميل لهم. وقال السائق أحمد شريف (43 سنة) وهو مهاجر من بنجلادش انه اصيب بجروح في الرقبة والوجه والكتفين يوم الثلاثاء على يدي راكب سأله ما اذا كان مسلما ويصوم رمضان. وقالت الشرطة انها تحقق في الهجوم على انه جريمة سببها الكراهية وانها القت القبض على رجل يبلغ من العمر 21 عاما يواجه عدة تهم منها الشروع في القتل والاعتداء الجسدي. وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان المهاجم المتهم متطوع في جماعة ( التقاطعات الدولية) -وهي جماعة غير ربحية تعمل على النهوض بالتفاهم بين الثقافات ونشرت هذا الاسبوع بيانا يساند خطة المركز الاسلامي. وقالت الجماعة في بيان انه لا يمكنها التعقيب على ما اذا كان المتهم متطوعا في صفوفها. وقال البيان "نأسف للعنف واي عمل قد يتم تصنيفه على انه جريمة كراهية." وقال بهيراوي ديساي المدير التنفيذي لتحالف قائدي سيارات الاجرة في نيويورك ان الجدل المثار بشأن المركز الثقافي الاسلامي والمسجد جعل المسلمين في نيويورك عرضة لاعتداءات. ويقدر التحالف نسبة المسلمين بين قائدي سيارات الاجرة بالمدينة بخمسين في المئة. وأضاف ديساي "نحن نعتقد ان البيئة التي خلقها بث الخوف والجهل مسؤولة بشكل مباشر عن مثل هذا النوع من العنف." ويلتقي مايكل بلومبرج رئيس بلدية نيويورك مع شريف في مقر بلدية المدينة يوم الخميس. وقال بلومبرج في بيان "هذا الهجوم يتعارض مع كل ما يؤمن به أهل نيويورك أيا كان الاله الذي نصلي له." وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما وبلومبرج قد ذكرا انهما يؤيدان حق المسلمين في بناء المركز بالقرب من موقع هجمات 11 من سبتمبر ايلول بينما يعارضه كثير من الجمهوريين ومن بينهم سارة بيلن المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس. وكشفت استطلاعات للرأي عن أن ما لا يقل عن 60 في المئة من الامريكيين يعارضون بناء المركز الاسلامي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي. وقالت دونا ليبرمان المديرة التنفيذية لاتحاد الحريات المدنية في نيويورك في مؤتمر صحفي لتدشين تحالف جيران نيويورك من أجل القيم الامريكية "نرفض مقولة "حرية العقيدة نعم لكن ليس في فنائي". وتقضي الخطة باقامة مبنى مؤلفا من 13 طابقا يحوي قاعة كبرى للاحتفالات والمناسبات وحمام سباحة وغرف اجتماعات ومساحة للصلاة. وسيكون البناء خاليا من الزخارف وسيخلو تصميمه المعماري من اي ماذن او قباب أو أي اشكال اخرى مما يرتبط عادة بالمساجد. ويستخدم المبني القائم حاليا على ارض المشروع كمكان للصلاة بالفعل. ويعيش في نيويورك زهاء 800 الف مسلم يمثلون عشرة في المئة من سكانها ويوجد نحو 100 مسجد تنتشر في الاقسام الادارية الخمسة بالمدينة. واتخذ بعض المعارضين للمشروع اجراء قانونيا في مسعى لابطال حكم سيسمح بانطلاق البناء بينما تعهد بعض العمال بعدم العمل في الموقع.