على مدار السنوات العشر الأخيرة كانت قناة الجزيرة القطرية أحد أهم المنابر الإعلامية التي يحرص المواطن المصري على متابعتها، حيث كان يجد فيها ما تقوم القنوات الأرضية والمحلية بإخفائه من حقائق وأحداث كانت تمر مرور الكرام في الإعلام المصري . اشتدت وتيرة الهجوم الحكومي والإعلامي علي القناة، التي ظنت الحكومة المصرية أنها تحمل أجندة عربية لتشويه سمعة مصر، وفرض وجود الدولة القطرية علي منضده مفاوضات العالم العربي . والذي اعتبرته مصر تهديدا مباشرا لنفوذها في المنطقة. وأصبح التلفزيون المصري بكامل قنواته وجنوده من مذيعين ومعدين للبرامج يهاجمون القناة في كل صغيرة وكبيرة، بل وصل الأمر إلى أن التلفزيون المصري أنتج عدداً من البرامج التي يعتبرها كوميديا ساخرة لتشويه صورة قناة الجزيرة. ويبدو أن هذه المحاولات نجحت في تشويش وهز صورة القناة أمام المواطن المصري البسيط الذي أصبح الأمر بالنسبة له قضية خيانة وطنية. والجديد هذه المرة إنشاء مجموعة معادية للمحطة على موقع «فيسبوك». المجموعة حملت عنوان «حملة ضد قنوات «الجزيرة»... قنوات إسرائيل الأولى» في إشارة واضحة إلى تغيّر نظرة المشاهد المصري إلى القناة التي بقيت محطّته المفضّلة طوال عشر سنوات. هكذا بدأ الشارع المصري يصدّق تحيّز «الجزيرة» ضدّ «المحروسة»، في ظلّ مطالبات بتحسين وضع الإعلام المصري الرسمي كي يضطلع بدوره، ويصرف المواطنين عن متابعة فضائيات عربية لكلّ منها أجندتها الخاصة. ووصل عدد أعضاء هذه المجموعة إلى ألف في أقلّ من أسبوع. هذه المجموعة تحذّر المشاهدين من متابعة قنوات «الجزيرة» سواء الإخبارية «التي تجاهلت خبر استشهاد الجندي المصري أحمد شعبان برصاص فلسطيني»... أو حتى القنوات الرياضية التي «حرمت المصريين من مشاهدة منتخبهم في مباريات كأس الأمم الأفريقية في أنغولا» بعد فشل المفاوضات بين «التلفزيون المصري» والجانب القطري بسبب الشروط التعجيزية التي وضعها هذا الأخير. مما اعتبره المصريون مؤامرة لحرمانهم من أهم ما يشغل أوقاتهم ويخفف عنهم همومهم بمشاهده منتخب بلادهم .. لعله أخر إحساس وطني يمكن الشعور به. الجزيرة توك