ظاهرة جديدة وغريبة في الوقت نفسه شهدتها بلجيكا بمناسبة عيد الاضحى المبارك، وتمثلت في الاختلافات والانقسامات التي تعاني منها الجاليات المسلمة، لدرجة انهم احتفلوا ببداية عيد الاضحى على ثلاثة ايام، فهناك من احتفل الاربعاء باول ايام عيد الاضحى المبارك، اقتداء بكل من السعودية ومصر ودول اخرى، وهؤلاء ينتمون الى جنسيات مختلفة من دول شمال افريقيا ودول عربية اخرى. وهناك من احتفل امس ببداية العيد، وغالبيتهم من الاتراك، وذلك تنفيذا لما جاء في بيان صدر ببروكسل، عن الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا، التي يترأسها التركي جوسكون بايزجول، وجاء فيه ان المجلس العلمي التابع للهيئة، الذي يضم عددا من الائمة والاساتذة ومعظمهم من المغاربة، قرر ان بداية العيد يوم الخميس 20 ديسمبر (كانون الاول)، لعدم ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة في نفس اليوم الذي اعلنت فيه المملكة العربية السعودية عن ذلك، وهناك من احتفل بالعيد اليوم الجمعة وهؤلاء معظمهم من المغرب وقرروا ان يحتفلوا بالعيد في نفس اليوم الذي يحتفل به الوطن الاصلي بالمناسبة نفسها، وبعيدا عن الخلافات بين الجاليات الاسلامية في بلجيكا حول تحديد موعد العيد. ويرى البعض من ابناء الجالية ان الهيئة التنفيذية اضطرت الى التمسك بيوم الخميس، لانه الموعد الذي التزم به منذ فترة لحجز الصالات والمؤسسات الاماكن المخصصة للذبح، في حين يرى البعض الاخر ان الخلاف بين الاتراك والمغاربة داخل الهيئة، لعب دورا كبيرا في الاختلاف حول تحديد موعد بداية عيد الاضحى. ويقول قيسي بن جالون النائب السابق لرئيس الهيئة الحالية في تصريحات ل«الشرق الاوسط»، لم استطع تفسير ما حدث لقد اعتدنا طوال الفترة الماضية على اتباع المملكة العربية والسعودية ومصر في تحديد بداية الصوم والاعياد، ولم افهم ما قامت به الهيئة هذه المرة، انها تصدر قرارات تؤدي الى زيادة الانقسامات بين الجاليات المسلمة. ويقول يوسف المغربي، عامل بأحد مطاعم بروكسل، لقد احترت في تحديد بداية اول ايام العيد، بعض المساجد قال الاربعاء والبعض الاخر قال الخميس، واخترت الاربعاء، بينما اصدقاء اخرون احتفلوا بالعيد الخميس، ويعلق صديقه لطفي المغربي ايضا بالقول انه يعرف اشخاصا اختاروا الاحتفال بالعيد يوم الجمعة، حتى يبعد عن هذا التخبط، خاصة ان الاهل والاقارب في المغرب يحتفلون بالعيد يوم الجمعة.
