ما من شك في أن التنازل عن الثوابت الوطنية والقومية لقضية فلسطين القضية المركزية للأمة العربية في صراعها المرير والتاريخي ضد العدو الصهيوني وحليفه الاستراتيجي الامبريالية العالمية بزعامة أمريكا وبتواطئ مفضوح من الرجعية العربية تحت أي ذريعة كانت وباسم أي عنوان كان هو بداية التفريط في القضية وصولا الى تصفيتها حتى تصبح قضية لاجئين ومشردين يبحث «بضم الياء» لهم عن ما يسمى بدويلة قابلة للبقاء أو قابلة للحياة كما تدعي ذلك الادارة الأمريكية والغرب عموما ومن يساندهم من العملاء والخونة من طاقم المفاوضين العرب . وما من شك في أن عباس هو من يمثل هذا النهج التفريطي التصفوي الخياني للقضية كمنتدب من طرف الأعداء يقوم بمهمته باخلاص وتفان منذ أن تولى ما يسمى بالسلطة الفلسطينية في رام الله عل هدي خطة دايتون وبرنامجه السياسي والأمني الذي يهدف الى عدم تعريض حياة المستوطنين والقطعان الصهاينة للخطر والعمل على منع ومصادرة أي حركة مقاومة مسلحة ضد العدو الصهيوني . كما أنه ما من شك في أنه من يتنازل على القليل سيتنازل على الكثير . وهذا هو منهج عباس ومن معه من طاقم المفاوضين كصائب عريقات وأحمد قريع وغيرهم. وبناء على ذلك لا نستغرب في ما جاء على لسان ناتنياهو في واشنطن بمناسبة اللقاء الثلاثي يوم أمس 2 أيلول سبتمبر 2010من أن قضية المفاوضات لا تعدو أن تكون في جوهرها البحث عن الأمن الصهيوني من أجل اعلان الدولة اليهودية . وهذا ما يعبر عن الوضوح الكامل في الوسائل والأهداف للعقيدة الصهيونية . في حين أن الطرف الفلسطيني المفاوض نراه مصرا فقط على المفاوضات من أجل العودة الى التفاوض لا غير دون التمسك بالشروط الدنيا التي تعد في حد ذاتها تنازلا عن الأدنى الوطني ما أدى الى أحد المحللين العرب باتهام السلطة الفلسطينية بأنها في طريقها للاعتراف بالحركة الصهيونية كحركة استيطانية شرعية بعد أن أعترفت بحق دولتهم في الوجود . وهذا ما تريده الحركة الصهيونية من سلطة عميلة وخائنة كرست كل مجهوداتها في التفريط والتنازلات التكتيكية و الاستراتيجية عبر مفاوضات عبثية أو كما يعبر عنه بتسونامي المفاوضات وزلزال التنازلات . هذا وان في حضور الجانب المصري والأردني اللذين تربطهما بالكيان الصهيوني اتفاقيات ومعاهدات وتطبيع على جميع المستويات لأكبر دليل على أن الخطوة التالية ستكون ممارسة الضغوط أكثر فأكثر لصالح العدو حت يحصل الاعتراف بالدولة اليهودية ولو في اتفاقيات سرية وتحت الطاولة . وهكذا كالعادة يخرج العدو من كل مفاوضات هو الرابح الأول والأخيراستراتيجيا وتكتيكيا يرمى للأيدي اليمنى الفلسطينية الملطخة بدماء الشهداء بفتاة من الحلول التصفوية للقضية وللأيدي اليسرى بالفتاة من ملايين الدولارات الممزوجة برائحة الخيانة الغير موصوفة . وفي الختام أطرح السؤال الذي تأخر طرحه قصدا . ماذا ربح العرب والفلسطينيون خاصة من أوسلو وما بعد أوسلو ؟ ومن واي رايفر ومابعدها ؟ ومن كامب دايفد وما بعدها ؟ ومن خريطة الطريق الأولى ومابعدها ؟ ومن خريطة الطريق الثانية ومابعدها ؟ ومن المفاوضات المغير مباشرة وما بعدها ؟ ومن المفاوضات الغير مباشرة وما بعدها ؟ ومن مؤتمر مدريد وما بعده ؟ ومن مؤتمر أنابوليس وما بعده ؟ وماذا ربح من قبل ومن بعد ؟ ألم يكن وضع المقاومة الوطنية أحسن بكثير لما انطلقت الانتفاضة الأولى في عام 1987 في غزة ثم عمت كامل أرجاء فلسطينالمحتلة ؟ ألم تكن الوحدة الوطنية أقوى مما عليه الآن؟ هذا هو النداء الذي يبعث في القضية روحها المقاوم ويبقى نبضها حيا خفاقا . فلتسقط كل الاتفاقيات وكل المعاهدات ولتولي دون رجعة كل الخرائط من خريطة سايكس بيكو الى خريطة الطريق الأولى والثانية والعاشرة والألف وما بعد الألف ولتخسأ كل الأبواق الرخيصة الداعية الى الاستسلام التفريط والمساومة . ولنرفع راية المقاومة لا بديل عنها ولا مساومة .