كتبت نصا بعنوان لنرفع راية المقاومة منذ بداية أيلول سبتمبرتاريخ انطلاق ما يسمى بالمفاوضات المباشرة بعد انتهاء مهلة ما يسمى بالمفاوضات الغير مباشرة بين فريق أوسلو الذي يرأسه عباس والكيان الصهيوني باشراف أمريكي وبحضورالرجعية العربية المتواطئة ممثلة في النظامين العميلين المطبعين في كل من مصر والأردن وكنت قد قلت مايلي « أنه ما من شك في أنه من يتنازل على القليل سيتنازل على الكثير . وهذا هو منهج عباس ومن معه من طاقم المفاوضين كصائب عريقات وأحمد قريع وغيرهم. وبناء على ذلك لا نستغرب في ما جاء على لسان ناتنياهو في واشنطن بمناسبة اللقاء الثلاثي يوم أمس 2 أيلول سبتمبر 2010من أن قضية المفاوضات لا تعدو أن تكون في جوهرها البحث عن الأمن الصهيوني من أجل اعلان الدولة اليهودية . وهذا ما يعبر عن الوضوح الكامل في الوسائل والأهداف للعقيدة الصهيونية .» وبالموزاة مع ذلك نرى حرص السلطة الفلسطينية فقط على الشروع في التفاوض لا غيرلتجميل الصورة الوحشية الارهابية للحركة الصهيونية والا كيف نفهم سلسلة التنازلات المفرطة التي وصلت حد التنازل عن الشروط الدنيا وهو رفض التفاوض في ظل التهديد بمواصلة الاستيطان أو ما يسمى بالتجميد المؤقت والذي يعد لعبا على المصطلحات لاغير باعتبار أن حركة الاستيطان لم تنته تاريخيا بل كانت تنمو في كل الظروف التي تمت فيها المفاوضات . وفي هذا الاطار قلت في النص السابق مايلي « في حين أن الطرف الفلسطيني المفاوض نراه مصرا فقط على المفاوضات من أجل العودة الى التفاوض لا غير دون التمسك بالشروط الدنيا التي تعد في حد ذاتها تنازلا عن الأدنى الوطني ما أدى الى أحد المحللين العرب باتهام السلطة الفلسطينية بأنها في طريقها للاعتراف بالحركة الصهيونية كحركة استيطانية شرعية بعد أن أعترفت بحق دولتهم في الوجود . وهذا ما تريده الحركة الصهيونية من سلطة عميلة وخائنة كرست كل مجهوداتها في التفريط والتنازلات التكتيكية و الاستراتيجية عبر مفاوضات عبثية أو كما يعبر عنه بتسونامي المفاوضات وزلزال التنازلات .» وهاهم اليوم الأحدالموافق ل26أيلول سبتمبر2010 المستوطنون يحتفلون بالحركة الاستيطانية التي تدعمها الحركة الصهيونية اذ تعتبر احدى الأركان الرئيسية في عقيدتها ومنهجها تاريخيا لبناء ما تزعم أنها الدولة اليهودية . وهاهي احدى المستوطنات تصرح في نشرط الظهيرة منتصف اليوم لقناة الجزيرة ليوم الاثنين الموافق للسابع والعشرين من سبتمبر أيلول 2010« بأ ننا نتحدى العالم والمجتمع الدولي ولا نقيم له وزنا ونواصل بناء المستوطنات كما تعودنا ذلك في كل مرة.» وهذا يبين مدى استعداد الحركة الصهيونية في المضي قدما في تحقيق غاياتها الاستيطانية التوسعية على حساب أرض فلسطين التاريخية وبغطاء أمريكي وأوروبي تارة مفضوح وطورا آخر مقنع . وعلى العكس من ذلك بل على النقيض منه تماما تواصل ما يسمى بالسلطة الفلسطينية الحديث عن المفاوضات العثبية وكأن شيئا لم يكن . ويأتي شريكها في الخيانة والتفريط النظام الرسمي العربي لمواصلة التشاور مع لجنة المتابعة العربية بالتنسيق مع الرباعية وكل من أمريكا وأوروبا ليجد لها مخرجا وتبريرا مما تردت فيه في المأزق الذي وضعته فيه الحركة الاستيطانية العنصرية . ومن منا يستغرب من هذا النظام الرسمي العربي الذي قدم للغرب الاستعماري في القرن الماضي فلسطين في طبق من ذهب في اليد اليمنى وفي القرن الحالي العراق في طبق آخرفي اليد اليسرى فيكون هو شاهد الزور كما جرت العادة على مفاوضات عبثية تتم في ظلها جريمة الاستيطان وفي ظلها يشدد الحصار الجائر على غزة الصمود والعزة بل وفي ظلها يبحثون على طريقة يعترفون بها صراحة بشرعية الحركة الصهيونية . أليست هذه هي النتائج الحتمية للنهج التصفوي التفريطي للقضية ؟ مقالة بتاريخ :27 أيلول\ سبتمبر 2010-