كولونيا (ألمانيا)– الفجر نيوز: درجة الحرارة التي وصلت إلى الواحد تحت الصفر في مدينة كولونيا الألمانية يوم 20- 12- 2007 والتي غطت شوارع حي "هنزاريق" في قلب المدينة ببقايا بياض ثلج الليلة البارحة لا تدفئها إلا عبارة "بيرام مباركوس" التركية أي "عيد مبارك" بالعربية التي ينطق بها سكان الحي للتهاني بقدوم عيد الأضحى. ولما سألت بعض الشباب الألمان من أصول تركية كانوا يستعدون للذهاب إلى ضيعة في سيارة لجلب أضحية العيد عن معنى "بيرام" بالنسبة إليهم؟ قال أوزان (23 عاما): بالتركية "بيرام قربان" أي "عيد القربان". سرعان ما غادرت سيارة أوزان ورفاقه الذين يرتدون ملابسهم النظيفة والجديدة شارع "قرتش وال" في حي "هنزريق" الذي تقطنه غالبية من الأتراك القادم أغلبهم من مدينة "أنطاليا" حيث تتجاور الدكاكين والمتاجر والمقاهي على امتداد الشارع وقد علقت لافتاتها باللغتين التركية والألمانية. وعلى خلاف بقية عرب ومسلمي ألمانيا الذين اتخذوا من يوم الأربعاء أول أيام عيد الأضحى فإن الخميس 20-12-2007 هو أول أيام عيد الأضحى بالنسبة للمسلمين من أصول تركية والذين يشكلون غالبية مسلمي ألمانيا والذين يبلغ عددهم حوالي 3 ملايين من إجمالي 80 مليونا هم عدد سكان ألمانيا. ويقول "شعبان كوندي" إمام مسجد "اتحاد المسلمين الأتراك" بكولونيا لشبكة "إسلام أون لاين.نت": "كل مسلمي كولونيا ومسلمي ألمانيا من أصول تركية يتبعون إرشادات وزارة الشئون الدينية التركية التي تحدد يوم العيد". ذبح الاضحية وعن يوم عيد الأضحى والصعوبات التي قد يجدها المسلمون في ذبح أضاحيهم قال كوندي: "هناك ضياع خارج المدينة جهزت للغرض"، ويضيف الإمام: "على كلٍّ هو عيد للفرحة والدفء العائلي وبين المسلمين". دفء لمسناه في شارع "ودينقاس" في حي "هنزريق" حيث يدور شباب بأطباق الحلويات على الدكاكين والمتاجر يوزعون حلويات العيد التركية ويعيدون بالقبل والسلام الحار الذي ينسي برد كولونيا الذي يضرب شوارعها في الخارج، وعندما تدلف إلى محل منها عادة ما يستقبلك صاحبها إن توسم فيك الإسلام بطبق من الحلوى ويدهن يدك اليمنى بعطر طيب يقولون إنه من مدينة إستانبول. ومن المفارقات أن كل متاجر الحي التركي تبقى مفتوحة أيام العيد الثلاثة وخاصة مجزرة الحي حيث يتوافد الزبائن من حين إلى آخر على مجزرة "بازيم قصاب" في وسط الحي لشراء اللحم. ويقول سليمان صاحب المجزرة: "هناك عائلات لا تجد الوقت المناسب للانتقال للضياع الموجودة خارج كولونيا من أجل الذبح وكل متعلقاته؛ ولذلك المهم بالنسبة إليها أن تعيش أجواء العيد من فرحة مع شراء ثلاثة أو أربعة كيلو جرامات من اللحم للاستهلاك". وعن فرحته بيوم "بيرام" قال سليمان: "نتمنى أن تكتمل فرحتنا ونصلي العام القادم في مسجد "أرينفيلد" الذي يحول المتطرفون (أقصى اليمين الألماني) بيننا وبين إتمام مشروع بنائه. ولا يزال مسلمو كولونيا ينتظرون الموافقة النهائية لبناء ما اعتبرته الصحافة الألمانية أكبر مشروع مسجد بألمانيا يتسع إلى 4 آلاف شخص، وهو مشروع مسجد حي "أرينفيلد" في الضواحي الغربية لمدينة كولونيا والذي من المنتظر أن تزينه منارتان وقبة زجاجية فريدة من نوعها من حيث الحجم. وغير بعيد عن مجزرة "بازيم قصاب" يتوافد الزبائن على متجر "أنقرة سوبر ماركت" فيما تنبعث موسيقى احتفالية للمنشد التركي "أحمد كايا" من محل حلاق مواجه للبقالة حيث يصطف مجموعة من الشباب ينتظرون دورهم للتزين والحلاقة احتفالا بيوم "بيرام المبارك". وتضم كولونيا ثاني أكبر تجمع للمسلمين الأتراك بألمانيا بعد العاصمة برلين، وتعد كولونيا المدينة الرابعة من حيث الأهمية الاقتصادية والسياسية