كامليا شحاتة .... مواطنة مصرية مارست حقها الطبيعي في الاعتقاد دون إكراه ثم خُطفت في وضح النهار لتفتح الصندوق الأسود لبعض المؤسسات والهيئات والأجهزة التي طالما صدعت رؤوسنا بالكلمات الرقيقة المنمقة عن المواطنة وحقوق الإنسان والأمن والعدالة والمحبة وأشياء أخرى ، كما استدعت أحداث مشابهة كادت تنسى في ظل حالة الإرهاق والإعياء النفسي والبدني والحياتي الذي يعانيه ملايين المصريين يومياً ، استدعت ملفات وفاء قسطنطين وماري ومحمد سعد ترك "طالب طب الأسنان " وغيرهم لم تصلنا أخبارهم بعد ، الفعل الآثم واحد وهو الخطف القسري والخلفيات متنوعة ، منها الدينية والسياسية يمارسها كهنة المعبد وجنرالات الأمن سواء بسواء ، تم اختطاف كامليا وتخلت مؤسسات العدالة والرقابة والنصرة بل استدعيت التفسيرات والفتاوى المضللة تحت عناوين وأد الفتنة الطائفية وحماية الوحدة الوطنية واستقرار الوطن ، وخرجت علينا أقلام النظام وفرق المولاة التي طالما تحدثت عن الدولة المدنية دولة المؤسسات والقانون والتي طالما استدعت هاجس الدولة الدينية لتصفية بعض الحسابات السياسية مع فصيل أو آخر ولم يذكر لنا أحد هؤلاء نوع دولة كامليا شحاتة هل هي مدنية أم دينية ؟! خرجت أقلام النظام وفرق المولاة تحكي لنا قصص من النوع الردئ الساذج في أمور فرعية لا صلة لها بالقضية الأصيلة وهي : أين كامليا وماذا يحدث لها ؟ مسألة إسلامها من عدمه شأن خاص بها أما العام والواجب والفريضة هو تأمين سلامتها وفك أسرها من محبسها وتحرير إرادتها لتختار بنفسها عقيدتها التي تريد متحملة تبعات هذا الخيار أمام الله وليس أمام البشر أمثالها الذين يدعون الحكمة والمحبة ، ثم تكون المصالح المتبادلة بين جهات ومؤسسات وأجهزة وليدفع المواطن المصري ثمن الصفقات المشبوهة حتى لو كانت تتعلق بحقه وحريته بل وحياته ، هل من المقبول أن تصاب المؤسسات المصرية بالخرس في الوقت الذي قرر فيه مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الشروع في إجراءات فتح التحقيق في كل الملابسات المتعلقة بقضية اختفاء "كاميليا" تمهيدا لاتخاذ قرار دولي لتحريرها وحمايتها من الاضطهاد الديني أو السياسي أو الأمني بجميع أشكاله بناءً على الشكوى المقدمة من الأستاذ نزار غراب المحامي بشأن الاختفاء القسري وهو نفس ما سبق أن تكرر حين أُصيبت الأغلبية البرلمانية في مجلس الشعب المصري بالصمت عن التزوير المؤسف لانتخابات الشورى 2010 في الوقت الذي تبنى فيه الكونجرس الأمريكي مشروعات قوانين تطالب بضمانات لنزاهة الانتخابات وحقوق المصريين في التعبير عن إرادتهم ؟! هل من المقبول أن يصدر هذا الزخم الهادر من المطالب والمناشدات والوقفات والاحتجاجات ويكون التعاطي هو حوار الطرشان من قبل الأجهزة الساهرة على أمن المواطن والوطن ؟ خطورة الخطف القسري أنك تكون خارج نطاق الزمن والدولة والقانون وبالتالي فأنت لست في دولة أصلاً... لا مدنية ولا دينية ..... حفظك الله يا مصر..... مدير المركز المصري للدراسات والتنمية