لندن:قدم بابا الفاتيكان، بنديكت السادس عشر،السبت أقوى إدانة واعتذار عن فضيحة الاعتداءات الجنسية على الأطفال التي هزت كنيسة الروم الكاثوليك في أوروبا والولايات المتحدة، في الوقت الذي تظاهر فيه أكثر من عشرة آلاف شخص في لندن احتجاجا على زيارته الرسمية لبريطانيا.وأعرب البابا الألماني الأصل خلال قداس بلندن في اليوم الرابع من زيارته الرسمية لبريطانيا عن"عميق أسفه" لضحايا الاعتداءات على يد الكهنة التي قال إنها "لا يصح ذكرها"، وربط معاناتهم بمعاناة السيد المسيح. وجاءت تصريحاته في وقت تظاهر فيه المعارضون لزيارة البابا وضحايا الاعتداءات الجنسية في وسط لندن، متهمين إياه ب "حماية الكهنة الذين يستغلون الأطفال جنسيا". وفي الوقت الذي انطلق فيه المتظاهرون، ومن بينهم ضحايا الاعتداءات الجنسية ونشطاء حقوق إنسان وجماعات حقوق مثليين، على امتداد ميدان بيكاديلي بوسط العاصمة البريطانية، تجمع نحو 80 ألف شخص في للمشاركة في صلاة المساء مع البابا. وقال البابا في موعظته:"أفكر في المعاناة الكبيرة التي أحدثها الإعتداء الجنسي على الأطفال وبالأخص داخل الكنيسة وما اقترفه كهانها". وقال: "أعبر عن عميق أسفي للضحايا الأبرياء عن هذه الجرائم التي لا يصح ذكرها إلى جانب أملي في أن تجلب قوة الرب شفاء كبيرا وسلاما إلي حياتهم". وذهب البابا إلى الإعتراف "بالخزي والمهانة التي عاناها كل منا بسبب هذه الآثام" وأعرب عن شكره للجهود التي أنجزت لتناول المشكلة بشكل مسئول. وأضاف: "أدعوكم جميعا أن تبدوا اهتمامكم بالضحايا والتضامن مع قساوستكم"، في كلمة وصفها معلقون كاثوليك بأنها أقوى كلمات تصدر عن البابا في هذه الفضيحة. وقال مارتين براون، وهو رجل انجليزي جاء من أجل الاستماع للبابا:"كان ذلك اعتذارا جيدا، وبدا أنه يعني ما يقول حقا، لقد أعرب عن أسفه بصدق". غير أن ناشط حقوق المثليين بيتر تاتشيل، أحد المشاركين في تنظيم المظاهرة قال: "إن البابا يلتزم الاعتذار عن أخطاء الجميع عدا أخطاءه". ورفضت سوي كوكس وهي بريطانية قالت إنها شخصيا كانت ضحية للاعتداء الجنسي في الكنيسة الاعتذار محذرة من أن الفاتيكان لن يستطيع التغاضي عن الاعتداءات الجنسية من جانب الكهان. وأضافت: "سنظل نراقب ونصرخ ونعمل نحو التغيير، لم ينته الأمر". وقال تيري ساندرسون، رئيس الجمعية الوطنية العلمانية في بريطانيا إنه سر للغاية لمشاركة تلك الأعداد الكبيرة في المظاهرة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع وخلال رحلته إلى لندن، أدان البابا الإعتداءات الجنسية ووصفها بانها "ضلال" واعترف بأن الكنيسة لم تتعامل مع هذه القضية بشكل حاسم وسريع بما يكفي. وقالت مصادر الكنيسة إن البابا خلال اجتماعه مع كاميرون أبلغه أنه صلى من أجل والده إيان الذي توفي خلال عطلة في فرنسا الأسبوع الماضي والذي حضر كاميرون جنازته الخميس. وألتقى البابا أيضا مع نيك كليج زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي ونائب رئيس الوزراء ومع هاريت هارمان القائمة بأعمال زعيم حزب العمال المعارض. في الوقت نفسه، واصلت الشرطة استجواب ستة اشخاص قيل أنهم جميعا من أصول شمال أفريقية وأعتقلوا الجمعة للاشتباة في تورطهم بمخطط إرهابي ضد البابا. إلا أن شرطة سكوتلانديارد قالت أنها لم تكتشف أي شئ حتى الآن يدعم الادعاءات ضد الأشخاص المقبوض عليهم الذين يعملون في تنظيف الشوارع في منطقة بوسط لندن زارها البابا. ولم يتأثر جدول زيارة البابا ولم تعزز الإجراءات الأمنية نتيجة لذلك. ويختتم البابا زيارته الرسمية لبريطانيا غدا الأحد بتطويب في برمنجهام للكاردينال جون هنري نيومان أشهر من تحول إلى الكاثوليكية في بريطانيا في القرن التاسع عشر. وقال تيرى سانديرسون رئيس المجتمع العلمانى الوطنى:" انتهت ايام البابا .. إننا لم نعد نستمع إلى زعماء دينيين، اننا نحصل على مباديء السلوك والاخلاق من أماكن أخرى". العرب أونلاين