برلين:وسط أجواء متوترة واحتجاجات، ألقى السياسي الهولندي غيرت فيلدرز، المعروف بتوجهاته اليمينية المتطرفة والمناهضة للإسلام، السبت في العاصمة الألمانية برلين، محاضرة بعنوان 'الإسلام والاندماج'، ضمن فعاليات نظمها حزب يميني جديد بألمانيا وسط احتجاجات وإجراءات أمنية مشددة، حيث صاحب إلقاء خطاب فيلدرز مظاهرة احتجاجية شارك فيها أكثر من 80 شخصا استخدموا مكبرات صوت مرددين شعارات مناهضة لليميني الهولندي 'اخرجوا النازيين' وحملوا لافتات كُتب عليها 'قف فيلدرز' وطالبو بطرده. ونقلت وسائل الاعلام ومحطات التلفزة الالمانية خطاب فيلدرز، زعيم 'الحزب من أجل الحرية' في هولندا، في أحد الفنادق في برلين بحضور نحو 500 شخص من مؤيدي أفكاره بألمانيا. القناة الالمانية الاولى نقلت الحديث حيث خاطب فيلدرز الحضور بالمانية تشوبها اللكنة الهولندية بأنه وبرغم مشاغله العديدة ومواعيده الا أنه أراد القدوم الى المانيا من أجل ايصال رسالة للالمان مفادها بأنهم يحتاجون ايضا الى حركة سياسية قوية تحفظ هويتهم الثقافية بعيدا عن الاسلام وعن اسلمة المانيا. صحيفة زود دويتشه تسايتونغ قالت وعلى صفحاتها الاولى بان فيلدرز قام بالتوقيع على القمصان حيث وصل سعر القميص مع توقيعه الى 15 يورو بالاضافة الى بيعه مطبوعات تحمل أفكاره بحوالي 20 يورو للجمهور، ووفقا للصحيفة فان الحضور هتفوا لفيلدرز مرات عديدة أثناء خطبته مثل فيلدرز أنت بطل ونحن كلنا معك، وقالت بأن الشعبية التي بات يحصدها ليست نتاج برنامج سياسي محدد بل لعب على المشاعر وتهجمات ضد الاسلام. ومع هتافات التشجيع التي وجدها فيلدرز من الحضور فان مظاهرات في الخارج كانت تهتف ضده ومن بينها مظاهرة أعلنت عنها جماعات يسارية تحت شعار 'أرسلوا فيلدرز إلى بلاده'. وتأتي زيارة فيلدرز إلى برلين تلبية لدعوة رينيه شتاتكفيتس، وهو عضو سابق في الحزب الحاكم، الحزب الديمقراطي المسيحي. وكان شتاتكفيتس، المعروف بمواقفه المناهضة للإسلام، قد أعلن الشهر الماضي عن تأسيس حزب جديد أطلق عليه حزب 'الحرية' له نفس توجهات حزب فيلدرز، ويذكر أن شتاتكفيتس طرد من الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا بسبب مواقفه اليمينية المتشددة. وكان ستادتكفيتس الذي اقصي في ايلول/سبتمبر عن كتلة الحزب الديموقراطي المسيحي (الذي تتزعمه المستشارة انجيلا ميركل) في برلمان برلين، اعلن قبل ثلاثة اسابيع عزمه تأسيس حزب جديد في المانيا باسم 'حزب الحرية' تكون اهتماماته الاساسية الديموقراطية المباشرة والهجرة والاندماج. من جهتها جددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انتقادها للسياسة المعادية للأجانب، التي يتبعها السياسي الهولندي اليميني غيرت فيلدرز. وصرحت ميركل في برلين على لسان المتحدث باسم الحكومة شتيفان زايبرت: 'إن لعن الأديان وعدم احترامها بشكل عام ليس أسلوبنا'. ولكن المتحدث أكد في الوقت نفسه عزم المستشارة الألمانية القوي 'مواصلة التعاون الودي والوثيق والمبني على الشراكة مع هولندا عبر جميع القنوات كما هو الحال الآن'. وكانت ميركل قد أعربت خلال اجتماع مع لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني عن أسفها إزاء الاتفاق على تشكيل حكومة أقلية في هولندا بمشاركة حزب الحرية اليميني الذي يتزعمه فيلدرز (47 عاما) المعادي للإسلام. وعلى الرغم من ذلك أكدت المستشارة الألمانية استمرار التعاون بين بلادها وهولندا. وكان غيرت فيلدرز، الذي يتزعم حزب 'الحرية' اليميني، قد توصل الاسبوع الماضي إلى اتفاق مع الحزبين الليبرالي والديمقراطي المسيحي يتيح له ممارسة النفوذ من خلف الستار على أول حكومة أقلية في هولندا منذ الحرب العالمية الثانية. وكان حزب 'الحرية' قد خرج من الانتخابات التشريعية الهولندية، التي أجريت في حزيران يونيو الماضي، ثالث قوة بعد فوزه ب24 مقعدا من إجمالي 150 مقعدا في البرلمان. يذكر أن وزارة الخارجية الهولندية دعت سفراءها في التعميم الذي نشرته صحيفة دي فولكس كرانت الصادرة في أمستردام للتأكيد على أن الفوز الذي حققه حزب فيلدرز في الانتخابات الأخيرة، لن يؤثر على أوضاع الأقلية المسلمة في البلاد. وشددت الخارجية الهولندية في تعميمها على أن 'مطالبة فيلدرز بإلغاء القرآن الكريم'وحظر المساجد والمدارس الإسلامية في البلاد، يتعارض بشكل صارخ مع مبادئ الدستور الهولندي الذي لن تستطيع حكومة الأقلية المدعومة من حزب الحرية تغييره'. ويواجه فيلدرز اليوم الاثنين في امستردام محاكمه خاصة بتهمة الحض على الكراهية العنصرية والتمييز ضد المسلمين، ومحاولة كسب شهرة عالمية عن طريق التحريض والكراهية. وفي 11 ايلول/سبتمبر القى كلمة في نيويورك خلال تظاهرو مناهضة لبناء مسجد قريب من الموقع السابق لبرجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في اعتداءات 2001 حيث صرح هناك أنه وباسم الحرية لا نريد مساجد جديدة اشارة الى المسجد الجديد المنوي بناؤه. القدس العربي علاء جمعة 2010-10-04