القاهرة:قالت جماعة الاخوان المسلمين كبرى جماعات المعارضة المصرية يوم السبت انها ستنافس على 30 بالمئة من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.وقال مرشدها العام محمد بديع في مؤتمر صحفي ان الجماعة ستخوض الانتخابات في مختلف الدوائر في جميع المحافظات رافعة شعار "مشاركة لا مغالبة". ويعني الشعار أن الجماعة لا تدخل الانتخابات منافسة للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يرأسه الرئيس حسني مبارك. وقال بديع ان 98 في المئة من أعضاء مجلس شورى الاخوان وافقوا على خوض الانتخابات التي دعا بعض الاخوان الى مقاطعتها قائلين ان ضمانات نزاهتها غير متوافرة. وقرار الجماعة ضربة للدعوة لمقاطعة الانتخابات التي وجهها محمد البرادعي المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة التي ستجرى العام القادم. وطالب البرادعي (67 عاما) -الذي شغل لمدة 12 سنة منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي مقرها فيينا- باشراف قضائي كامل ورقابة دولية على العملية الانتخابية لكن الحكومة قالت ان ضمانات النزاهة متوافرة وان مرشحين في الانتخابات السابقة يلامون على مخالفات شابتها. لكن سياسيين معارضين ومحللين يقولون ان السلطات تشارك في المخالفات ومن بينها منع ناخبين مؤيدين لغير مرشحي الحكومة من الوصول الى لجان الاقتراع والتصويت بالجملة لمرشحين حكوميين في غيبة الناخبين. ودعت حكومة الولاياتالمتحدة الى مشاركة مراقبين دوليين في مراقبة الانتخابات المقبلة وقالت انها قلقة من فرض مزيد من القيود على انتقاد السلطات قبل الانتخابات. وقال مايكل بوزنر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لحقوق الانسان والديمقراطية في القاهرة "موقف حكومة الولاياتالمتحدة هو... يجب السماح لمراقبين مصريين ومراقبين دوليين على السواء بالمشاركة ومراقبة المشهد." واضاف ان قانون الطواريء الساري في مصر منذ 1981 -والذي يسمح بالاعتقال لأجل غير محدد وإجراءات أخرى تقول جماعات حقوقية انها تستخدم لاسكات المعارضين للحكومة- يجب رفعه أو السماح بانتهائه. وقال بديع انه يطالب الحكومة بأن تتحلى "بأكبر قدر من المسؤولية" في ادارتها للعملية الانتخابية مشددا على أن الجماعة ستسعي لمنع اي محاولة للتزوير. وقال عضو مكتب الارشاد والمتحدث الرسمي باسم الجماعة محمد مرسي في المؤتمر الصحفي " سنتصدى للتزوير بكل الوسائل السلمية والشرعية والقانونية." وقال بديع ان تحديد عدد مرشحي الجماعة في كل محافظة متروك للمكتب الاداري ومجلس شورى الاخوان في المحافظة. وأضاف أن الجماعة ستنسق ترشيحاتها مع القوي السياسية والاحزاب الاخري مشيرا الى بعض المعارضين الذين يشاركون الجماعة مواقفها وأهدافها. وجماعة الاخوان المسلمين محظورة منذ محاولة نسبت اليها لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1954 لكن الحكومة تتسامح مع نشاطها في حدود. ويخوض أعضاء الجماعة الانتخابات العامة مستقلين تفاديا للحظر. وشدد بديع على أن الجماعة لن تتخلى عن شعارها المعروف "الاسلام هو الحل" خلال حملتها الانتخابية. وقال ان الجماعة ستسعى لجعل الشعار الذي تناهضه الحكومة "واقعا ملموسا بين الناس." ويتكون مجلس الشعب من 454 مقعدا ستضاف اليها هذا العام حصة مخصصة تتنافس عليها النساء عددها 64 مقعدا. ويعين مبارك عشرة من أعضاء المجلس. وفي انتخابات عام 2005 حصلت الجماعة على نحو 20 بالمئة من مقاعد مجلس الشعب لكن محللين استبعدوا أن تحصل على نفس عدد المقاعد أو ما يقرب منه في انتخابات هذا العام في وقت يبدو فيه أن الحكومة عازمة على تقليص تمثيلها في المجلس قبل انتخابات الرئاسة بحسب قولهم. (شارك في التغطية محمد عبد الخالق)