القاهرة: أعلنت شركتا 'نايل سات' و'نورسات' لخدمات الأقمار الصناعية امس أنهما وقعتا مذكرة تفاهم تضع ضوابط لعمل القنوات التلفزيونية التي تبث على أقمارهما الصناعية.وقالت الشركتان ان الضوابط التي اتفقا عليها تدعو الى حماية المشاهد العربي من كل ما من شأنه الإساءة الى المجتمعات العربية وتجنيبها كل ما يدعو إلى الترويج لخطاب الكراهية والعنف والإيحائية أو التفرقة الدينية أو الطائفية أو العرقية. كما يدعو البروتوكول الذي تم التوقيع عليه الى عدم المساس بوحدة المجتمعات والدول أو الترويج للشعوذة والمنتجات التي تضر بالصحة العامة. وتشدد الضوابط على 'ضرورة احترام القيم الإنسانية والمواطنة التي هي أساس سلام وأمن المجتمع والتقدم والحضارة'. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط ان البروتوكول جاء بمبادرة من وزير الإعلام المصري انس الفقي. ويأتي التوقيع على البروتوكول بعد قيام شركة 'نايل سات' التي تمتلكها الدولة المصرية بإغلاق أربع قنوات فضائية تبث من خلالها، هي ' الناس، والحافظ، والصحة والجمال، والخليجية' التي تمتلكها شركة البراهين السعودية. كما وجهت الشركة إنذارين بالإغلاق لكل من قناتي ال'أو.تي.في' و'الفراعين'، بسبب ما أسمته مخالفتهما شروط الترخيص الصادر عنها. وفي وقت سابق أوقفت مصر بث قنوات أوربت والبدر والبركة والحكمة. وأدانت جمعيات حقوقية الخطوات المصرية باعتبارها محاولات للتضييق على الإعلام وحرية الرأي والتعبير. وشركة 'نور سات' يمتلكها رجال أعمال خليجيون ومقرها البحرين وتقوم بتشغيل منظومة للاتصالات الفضائية على أكثر من موقع مداري وأكثر من قمر صناعي بالتنسيق مع' نايل سات'.واعربت منظمات حقوقية مصرية ودولية امس عن قلقها من 'التضييق المنظم' على الاصوات المعارضة والصحافة في مصر قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقالت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، والمنظمة المصرية لحقوق الانسان، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان، إن 'سلسة الاحداث الاخيرة تبدو تضييقا منظما على الاصوات المعارضة والصحافة'. واشارت الفيدرالية، في بيان، الى بدء الحكومة المصرية تطبيق نظام لمراقبة ومنع رسائل الهاتف المحمول القصيرة لاجهاض اي تحركات معارضة لنظام الرئيس حسني مبارك. واشارت الفيدرالية الى قيام رئيس حزب الوفد ومالك صحيفة 'الدستور' السيد البدوي الاسبوع الماضي بطرد رئيس تحرير الجريدة ابراهيم عيسى المعروف بانتقاداته الواسعة لمبارك ونجله جمال مبارك في خطوة فسرها مراقبون بانها تهدف الى التقرب من النظام قبيل الانتخابات البرلمانية. كما أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، التي تتخذ من القاهرة مقرا لها، عن استنكارها الشديد للقرارات العديدة والمتسارعة التي تقيد بوضوح حريات وسائل الإعلام في مصر. واشارت الشبكة، في بيان لها امس، الى قرارات إدارة القمر الصناعي المصري 'نايل سات' إيقاف بث أربع قنوات فضائية، فضلا عن توجيه إنذارات لقناتين، وتفعيل القرار السابق شديد التعسف بوجوب حصول المحطات الفضائية على تصريح من وزارة الإعلام قبل البث المباشر لأي حدث. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان 'ان هستيريا التضييق على حرية الرأي والتعبير التي أصابت الحكومة المصرية في الفترة الأخيرة، أمر في غاية الخطورة على مستقبل الديمقراطية والحريات العامة في مصر، ومحاولة للعودة بحركة المطالبة بالديمقراطية إلى ما قبل عام 2005، وهو العام الذي شهد بداية حراك سياسي واسع للمطالبة بالديمقراطية المفتقدة في مصر منذ عقود طويلة'. واعتبرت الشبكة أن ما يحدث في مصر الان يوضح بجلاء رغبة الحكومة المصرية في السيطرة على كافة وسائل الاعلام قبل الانتخابات البرلمانية المقرر لها نوفمبر القادم والتي تمهد الطريق للانتخابات الرئاسية القادمة مما يعد تعطيلا لوسائل الإعلام وحرية التعبير لأجل غير مسمى. من جهة اخرى زار الإعلامي المصري عمرو أديب امس مقر حزب الوفد المصري المعارض ووقع استمارة انضمامه للحزب في حضور السيد البدوي، رئيس الحزب.وعبر أديب عقب انضمامه للوفد عن كونه يحظى بالشرف أن يكون عضوا في حزب عريق تحت قيادة الدكتور السيد البدوي الذي منح الوفد نوعا من الحيوية منذ تولي رئاسته 'وبما إنني ممن يحبون الحيوية، فإنني قررت أن أنضم لحزب الوفد'.وأكد اديب في تصريحاته عقب انضمامه للوفد أن الانضمام للأحزاب 'مسألة هامة ومن المفيد للمصريين أن ينخرطوا في الأحزاب السياسية الأصيلة'. ونفى اديب ان يكون انضم الى تلفزيون 'الحياة'. - 'القدس العربي'