بينما لا تزال التكهنات تثور حول الأسباب الحقيقية لإغلاق أربع فضائيات سلفية التوجه على القمر المصري نايل سات من جانب السلطات المصرية الأسبوع الماضي إلى حد القول بأن السبب وراء إغلاقها هو ظهور بعض علماء جماعة الإخوان المسلمين عليها، ثارت تكهنات إعلامية جديدة الأحد 17-10-2010 بسبب توقُّف بث فضائية "صفا" السبت 16-10-2010 إثر تعرضها لتشويش، ذهبت لدرجة ترجيح مصادر إعلامية أن إسرائيل تقوم بالتشويش مستهدفة الوقيعة بين السنة والشيعة.
ويجمع التوجه السلفي بين قناة صفا -التي انقطع بثها من "نايل سات" السبت 16-10-2010- وبين بقية القنوات الأربعة الأخرى التي انقطع بثها صباح الثلاثاء 12-10-2010، واشتهرت "صفا" -التي يمتلكها عدد من الخليجيين- بانتقاد المذهب الشيعي بوجه عام، وخصصت مؤخرا جزءا كبيرا من إرسالها للرد على إساءات الشيعي الهارب إلى لندن ياسر الحبيب، كما أطلقت القناة حملة بعنوان "أبناء عائشة" لنصرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.
ولم يصدر بيان رسمي عن هيئة الاستثمار أو إدارة نايل سات حتى ظهر الأحد 17-10-2010، بخصوص ملابسات توقف بث "صفا"، غير أن صحيفة "الشروق" المصرية نقلت اليوم الأحد عن مصدر مسئول بالشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات» أن إيران «شوشت أمس على باقة تضم 15 قناة على قمر نايل سات، لكنها كانت تستهدف قناة صفا الكويتية المعارضة لإيران» ولمذهبها الشيعي.
وأضاف المصدر -طالبا عدم كشف هويته- أن القناة الفضائية "تعرضت لعملية قرصنة استمرت لمدة نصف ساعة، واتضح من خلال الفحص أن إيران تقف وراء العملية، كما تعطلت باقي القنوات الفضائية الأخرى التي تعمل على نفس تردد القناة وعددها 14 قناة، مما اضطر القمر الصناعي المصري إلى وقف بث القناة، حتى يتوقف التشويش الإيراني عليها".
وتابع: "عقب وقف بث القناة توقف التشويش على جميع القنوات التي تعمل على نفس التردد، وعادت قناة صفا للبث (على القمر الصناعي عرب سات فقط) بعد أن صدرت إليها تعليمات بوقف الهجوم على آية الله الخوميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلي خامنئي المرشد الأعلى لإيران". جدير بالذكر أن التشويش على قناة "صفا" تزامن مع زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان، كما جاء التشويش بعد ساعات من تصريحات للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أشار فيها لخطورة ما وصفها ب"قنوات الفتنة" في إشارة ضمنية منه للقنوات التي دأبت على انتقاد الشيعة.
ضغوط شيعية
وفي مقابل الأسباب التقنية التي نُقلت عن مصدر بإدارة "نايل سات" ذكرت تقارير إعلامية أخرى أن إغلاق القناة يعود إلى "البرامج التي تتبناها القناة بين الفينة والأخرى من الصدامات بين السنة والشيعة".
وكانت مجموعة من المثقفين والأكاديميين العراقيين والكويتيين قد دعت إلى ممارسة الضغط وبكل أشكاله على الحكومة المصرية والشركة المالكة ل"نايل سات" من أجل إغلاق قناتي "صفا" و"وصال"، وذلك بعد أن أغلقت أربع قنوات هي" الناس"، "الحافظ"، "الخليجية" وقناة "الصحة والجمال".
كما تبنى الحملة المناوئة للقناة بعض النواب الشيعة في الكويت بحجة تطاولها على عقيدتهم، ووجه بسببها النائب حسين القلاف سؤالا برلمانيا إلى وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله يستعلم فيه "عن الإجراءات الحكومية التي اتخذت عبر وزارة الإعلام في التصدي لما بثته قناة صفا من برامج حملت تطاولا على الشيعة وأتباعها" بسحب موقع "كويت نيوز".
ولا يزال الجدل والتكهنات التي انفجرت عقب إغلاق أربع قنوات ذات توجه سلفي تابعة لشركة البراهين دفعة واحدة تزداد تشعبا، بينما ذكرت هيئة الاستثمار المنظمة لعمل الفضائيات على القمر الصناعي المصري نايل سات التي اتخذت هذا القرار أن القنوات قد "خالفت القواعد وشروط التعاقد المتفق عليها"، فهذه القنوات -بجانب ما قامت به من مخالفات (بث الفتنة والكراهية) بحسب تصريحات رئيس الهيئة العامة للاستثمار- "تم الترخيص لها على أنها قنوات منوعات لا قنوات دينية بحتة".
غير أن الأسباب الرسمية قوبلت بتساؤلات حول ما إذا لم تكن إدارة "نايل سات" تعلم أنها قنوات دينية قبل ذلك الوقت؛ خاصة أن هذه القنوات ظهرت منذ خمس سنوات؟ ودفع ذلك القرار -في ظل عدم الإفصاح الرسمي عن أسباب أخرى- مراقبين إلى محاولة تكهن الأسباب الحقيقية لغلق القنوات.
وقد اندفع عدد من الكتاب والصحفيين وخبراء الإعلام إلى الإدلاء بدلوهم في هذا الجدل لمحاولة معرفة الأسباب الحقيقية وراء قرار هيئة الاستثمار إغلاق القنوات السلفية الأربعة التابعة لشركة البراهين، وينتظر أن يزداد الجدل اتساعا بعد إضافة قناة سلفية خامسة إلى القائمة.
سيطرة الإخوان؟
وفي محاولة للوقوف على أسباب إغلاق القنوات السلفية اتخذ البحث عن الأسباب منحى جديدا بتأكيد الصحفي أحمد الخطيب في جريدة "المصري اليوم" -الأحد 17-10-2010- أن يكون السبب وراء الإغلاق هو "سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على القناة، وتسلل عدد من قيادات الجماعة إلى القناة.
وكتب الخطيب قائلا: "لم يكن إغلاق قناة الناس على وجه التحديد له علاقة بالضوابط أو بمخالفة اللوائح والنصوص، كما ذكرت وزارة الإعلام في بيانها بشأن إغلاق عدد من القنوات الأسبوع الماضي، بل له علاقة بسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على القناة، وتسلل عدد من قيادات الجماعة إلى القناة".
وأوضح قائلا: "إن القناة التي بدأت قبل سنوات وتعتبر رائدة القنوات الدينية، قد بدأت بشروط محددة وهى البعد عن السياسة والبعد عن أي عمل من شأنه فرض رؤية تيار إسلامي محدد على القناة، وكان المقصود من ذلك تحديدا هو عدم سيطرة جماعة الإخوان المسلمين".
واستدرك أحمد الخطيب قائلا: "إلا أن قناة الناس قد بدأت رويدًا رويدًا تخالف شروط الاتفاق، وهو البعد عن السياسة فرأينا السياسة تطل برأسها من القناة، وقامت باستدعاء علماء ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين والظهور على شاشتها، وأشهرهم الداعية الجليل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل".
وكان أبو إسماعيل –مرشح جماعة الإخوان لمجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان) 2005- يظهر أسبوعيا على قناة الناس عبر برنامجه الديني "التبيان"، الذي لم يتطرق فيه لقضايا سياسية.
وبجانب أبو إسماعيل يظهر على قناة الناس أيضا الداعية د.صفوت حجازي الذي يحسب على تيار الإخوان المسلمين كذلك.
وفي تصريح سابق ل"أون إسلام" أكد د.صفوت حجازي -صاحب برنامج "فضفضة" بقناة الناس- أن "الإغلاق ليس له علاقة بالملف السياسي أو الانتخابات، لأن الانتخابات منتهية سلفا، ومعروف نتائجها من قبل أن تبدأ، وبالتالي فليس هناك تخوف أو سعي للتضييق على هذا التيار أو ذاك".
وحول ما أثير من أنه تم إغلاق القنوات على خلفية إثارتها فتنة طائفية إسلامية قبطية استبعد الشيخ صفوت حجازي أن يكون السبب هو التوتر الأخير بين المسلمين والأقباط معللا ذلك بقوله: "إننا لم نتدخل نهائيا في هذا الموضوع، ولم نتطرق لموضوع الأخت كاميليا (زوجة كاهن قبطي يؤكد مسلمون في مصر أنها أسلمت وهو ما تنفيه الكنيسة) على القنوات أو نتكلم فيه، وبالتالي ليس لنا علاقة بموضوع الفتنة حتى نحاسب عليه".
شفرة إسرائيل؟
وفي غياب التعليق الرسمي على أزمة قناة صفا وصلت التكهنات إلى حد تشكيك موقع "العرب نيوز" في أن تكون إسرائيل هي من وراء التشويش على قناة صفا، مرجحا "أن تكون فرنسا – (الجهة التي أطلقت القمر نايل سات)- قد أعطت إسرائيل مفاتيح القمر لطمأنة الكيان الصهيوني أن القمر لا يستخدم لأغراض استخبارية".
"ونظرا لأن اختراق شفرة نايل سات ليست أمرا عاديا –بحسب عرب نيوز- في استطاعة أي دولة أو منظمة، فإن الشكوك تشير إلى دور إسرائيلي في استخدام هذا الاختراق لإحداث وقيعة بين الدول العربية بعضها وبعض".
ويرى الموقع أن "التشويش الأول (على قناة الجزيرة الرياضية أثناء بثها مباريات كأس العالم) تسبب في تعميق الخصومة بين الأردن وقطر، وحتى الآن لم يصدق أحد أن الأردن لديها السبب ولا الإمكانات التقنية للتورط في هذا التشويش".
بينما يرى أنه "في هذه المرة فإن التشويش على صفا يحدث وقيعة بين إيران والشيعة من جهة والرأي العام السني من جهة أخرى، وقد يحاول البعض جر مصر (مالكة القمر) إلى الشك في الاتجاهات الخطأ والابتعاد عن أصل المشكلة وهي تسريب فرنسا لشفرة القمر لجهات أخرى والإخلال بالتعاقد".
مصدر الخبر : أون إسلام a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=10820&t=توقفت قناة "صفا" فثارت التكهنات من الإخوان لإسرائيل! &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"