لندن وكالات-الفجرنيوز:تزامناً مع دعوات المجتمع الدولي بكين إلى الحوار مع الدالاي لاما، وتصويت البرلمان الأوروبي على حضّ زعماء أوروبا على مقاطعة الحفلة الافتتاحية لأولمبياد بكين، ما لم تستأنف الصين الحوار مع الزعيم الروحي للتيبت، أعلنت السلطات الصينية ضبط خليّتين «إرهابيّتين» من تركستان الشرقية، واحتجاز 45 مشبوهاً وضبط متفجّرات، محبطة بذلك مخطّطات لشن اعتداءات انتحارية وخطف لاعبين أولمبيين، وتعطيل الألعاب الأولمبية المقرّرة في بكين في آب (أغسطس) المقبل. وتتّهم بكين مقاتلين من أقلّية الإيغور المسلمة بمحاولة تأسيس دولة انفصالية في شرق تركستان ذات الغالبية المسلمة شمال غربي إقليم زينجيانغ المحاذي لباكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى. وقال وو هيبينغ الناطق باسم وزارة الأمن العام في مؤتمر صحافي، إن الجماعة كانت تخطّط لشنّ هجمات على فنادق السيّاح في العاصمة بكين وشنغهاي، وعلى مبان حكومية ومنشآت عسكرية. وأضاف: «في نهاية العام الماضي، أصدرت جماعة إرهابية في المنفى من تركستان الشرقية أمراً طلبت فيه من أعضائها دخول البلاد، وأن يكونوا مستعدّين لشنّ هجمات إرهابية خلال الدورة الأولمبية في بكين»، مشيراً إلى أنه «في الوقت ذاته، طلبت منهم أن يراقبوا عن كثب الفنادق التي تستقبل الأجانب والمباني الحكومية والقواعد العسكرية». كما لفت إلى أن الجماعة طلبت من أعضائها التدرّب على استخدام اللحوم المسمّمة والغاز السام وأجهزة تفجير الشحنات الناسفة عن بعد. وسبق أن حذّرت السلطات الصينية في آذار (مارس) الماضي من الخطر الارهابي في زينجيانغ قبل دورة الألعاب الأولمبية في بكين في آب (أغسطس). وأعلنت أنها أحبطت مشروع اعتداء على طائرة تحلّق بين بكين وأورومكي عاصمة هذه المنطقة التي تتمتّع بحكم ذاتي. وغالبية السكان في زينجيانغ المتاخمة لأفغانستان وآسيا الوسطى من مسلمي الإيغور الناطقين بالتركية، حيث يعرب كثيرون منهم عن الامتعاض ممّا يسمّونه 60 عاماً من قمع النظام الشيوعي الصيني. وأعلنت جماعات لحقوق الإنسان ومسلمون إيغور في المنفى، أن الصين تحاول تأجيج المخاوف من هجمات إرهابية في زينجيانغ كذريعة لقمع المنشقّين، وتبرير الرقابة المشدّدة في الإقليم عشية الألعاب الأولمبية في آب (أغسطس). وسبق أن حذّرت الصين من التهديد المفترض في زينجيانغ، عندما أعلنت أن هجوماً على «إرهابيين» في الإقليم كشف خطّة اعتداء على الألعاب الأولمبية. وأعلنت السلطات حينها أن مسلمة في التاسعة عشرة من العمر حاولت تفجير طائرة تابعة لشركة تشاينيز ساوذرن إيرلاينز، أقلعت من أورومكي، عاصمة زينجيانغ، متّجهة الى بكين. ويشير التاريخ إلى أن ثورات عدّة للمسلمين ضد الحكم الصيني في القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين وجرى قمعها جميعاً. ونظراً الى ثراء إقليم سينجيانغ بالنفط والفحم واليورانيوم، يطلق عليها الصينيون أرض اللبن والعسل، وزادت الهجرة الصينية إليها، مما أدّى إلى تغيير التركيبة الديموغرافية فيها. وتفيد الأنباء بانتشار الفقر بين سكان الإقليم، وتتّهم منظّمات حقوق الإنسان السلطات الصينية بممارسة انتهاكات ضد سكان المنطقة. وبحسب الاحصائيات، يقدّر عدد المسلمين في الصين بحوالى 50 مليوناً من تعداد السكان البالغ ملياراً و200 مليون، في حين تؤكّد مصادر مسلمة في الصين إن العدد يصل إلى مئة مليون. وينتشر المسلمون في أنحاء الصين، خصوصاً في إقليم سينجيانغ أو المستعمرة الجديدة باللغة الصينية، وسكانها المسلمون من عرق الإيغور. ويفخر مسلمو الصين بالحديث النبوي القائل «أطلبوا العلم ولو في الصين». وعلاقة الإسلام بالصين قديمة، بدأت منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان في العام 29 هجرية، عندما أرسل وفداً برئاسة سعد بن أبي وقاص إلى إمبراطور الصين وي، يدعوه إلى الإسلام. وأعجب الأمبراطور الصيني بالإسلام، فأمر ببناء مسجد كانتون الذي ما زال قائماً منذ 14 قرناً. وصل العديد من الوفود المسلمة إلى الصين في العصرين الأموي والعباسي، فاستقرّ الرسل في الصين وتزوّجوا صينيّات من عرق هان. وتشير بعض المصادر إلى أن علاقة الإسلام بالصين بدأت قبل عثمان بن عفان من خلال التجار العرب.