مناخ مقصود من اليأس والإحباط بترويج أكذوبة كبرى "أن الانتخابات القادمة هي الفاصلة والمصيرية وإن لم تحقق المعارضة ما تريد من إصلاح وتغيير فلا أمل وبالتالي تنهار كل الآمال والطموحات" ، في ظل هذا المناخ وما يحيط به من أجواء مظلمة بل شديدة الظلمة تشبه لحد كبير قلب هذا النظام وتاريخه الأسود ، أجواء تنعدم فيها الحدود الدنيا من ضمانات النزاهة والشفافية بعد إلغاء الإشراف القضائي وتحجيم الرقابة الحقوقية ورفض الرقابة الدولية ومنع توكيلات مكاتب التوثيق العقاري وبسط النفوذ والهيمنة على البرامج والقنوات الفضائية وإلغاء خدمات الرسائل الإلكترونية وربما قريباً تجريم حمل هواتف المحمول كما هو معمول به في أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة ، يتم هذا بالتزامن والتنسيق مع إعلام رجال المال والأعمال من صحف وفضائيات لتشويه الحقائق وترويج الأباطيل ليتحول المظلوم المقهور المجني عليه إلى متهم ومدان ومهدد لأمن واستقرار بلد الأمن والأمان وأخيراً الهيمنة الكاملة لوزارة الداخلية بأذرعها المختلفة على الانتخابات بعد التفويض غير المعلن من اللجنة العليا المستقلة ! هذا هو المشهد العام والفكر الجديد للديمقراطيين الجدد في لجنة السياسات ، بل هذا هو السلاح الوحيد للحفاظ على المقاعد المغتصبة والمصالح الشخصية والشعبية المنهارة والشرعية المفقودة ، انتخابات بدلاً من ان يشهدها العالم شأنها شأن الدول ذات التاريخ والرصيد يُرتب لها ان تتم تحت جنح الظلام وفي الأخير تعلن النتائج المرتبة سلفاً وتتهم المعارضة الفاعلة والوطنية بالانكشاف السياسي والميداني والخدمي وسط ترحيب فرق المولاة أصحاب الصفقات المشبوهة في الداخل واستنكار مؤقت ومرتب للمجتمع الدولي وبعض المنظمات الحقوقية الغربية هنا وهناك وبالجملة تصريح شديد اللهجة من البيت الأبيض وربما من الأممالمتحدة ومجلس الأمن ينم عن عدم ارتياحه للشوائب التي عكرت صفو العرس الديمقراطي في مصر ، سيناريو معد في سباق المصالح بين كافة الأطراف رجال المال والأعمال الذين نهبوا ثروات وموارد الوطن ونظام يجرى التزوير في عروقه مجرى الدم فأحكم السلطة بين طرفي التأبيد والتورريث ومجتمع دولي ارتبطت مصالحه بوجود منظومة الاستبداد والفساد وإن ادعى الديمقراطية وحقوق الإنسان ... لم يبقى إلا طرف المعادلة الأساسي والفاعل وهو الشعب الذي يُنتظر منه كشف الظلمة وتحرير الإرادة ، الشعب وحده دون غير هو الرهان ، فلا شعبية بعيداً عنه ولا شرعية من غيره ، خلاصة الأمر .... رغم المناخ العام المغلوط والمضلل فالتاريخ والواقع يؤكد تراكمية الإصلاح لا فورية التغيير ، فالأولى تأتي هادئة متدرجة تتفق وسنن الكون والثانية تأتي فجأة وعاصفة تهدد أكثر منها ما تتيح الفرص ، و على الشعب ألا يستسلم لهذه المناخات بل يجب أن يتحرر منها لإزاحة اليأس وبث الأمل وكشف الظلمة ونشر النور .... إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر . *مدير المركز المصري للدراسات والتنمية