أحداث تنوء بها الجبال تنتظر المسلمين الآمنين في الشرق الأوسط (معقل الإسلام)، إذ يعدّ الفاتيكان لإطلاق حملة صليبية جديدة تستهدف اقتلاع الإسلام من بلادنا، والتمكين للصليبية الاستعمارية، وستكون الحجة لشن تلك الحرب هي حماية المسيحيين العرب بجميع مللهم، وهي نفس ذريعة الحروب الصليبية الأولى، ولهذا الغرض يعقد الفاتيكان حالياً مؤتمر أساقفة الكاثوليك الشرقيين (مجمع سينودس 10 - 24/10/2010م)، حيث يناقش وثيقة اقتلاع الإسلام من الشرق الأوسط. هذا المؤتمر المنعقد حالياً يأتي على غرار مؤتمر «الكنائس الإنجيلية» الذي عقد في مايو 1978م، وصدرت عنه «وثيقة كولورادو» الشهيرة التي حددت عام 2000م لتنصير القارة الأفريقية كاملة، وهو أمل إن لم يتحقق إلا أن الكنيسة مازالت تعمل على تحقيق ما خططت له دون كلل. إن حركة الكنيسة بكل مللها (أرثوذكسية - كاثوليكية - إنجيلية...) لا تتوقف عن التخطيط والتدبير والتحرك بكل ما أوتيت من قوة مادية وسياسية؛ للعبث في بلادنا، مستهدفة تغيير دين المسلمين، سعياً لاقتلاع الإسلام من الأرض {يٍرٌيدٍونّ لٌيٍطًفٌئٍوا نٍورّ پلَّهٌ بٌأّفًوّاهٌهٌمً $ّاللَّهٍ مٍتٌمٍَ نٍورٌهٌ $ّلّوً كّرٌهّ پًكّافٌرٍونّ (8)}(الصف)، بينما المستهدفون يغطّون في نوم عميق، ولم نسمع أو نرى أي تحركات أو جهود للدفاع عن أغلى ما نملك وهي العقيدة. واللافت في هذا الصدد أننا لم نسمع عن تحركات نشطة لتلك الكنائس بين الوثنيين واللادينيين، ولم نرَ ل«الكنيسة» جهوداً ولا خططاً لوقف السيل الجارف من مغادريها إلى الإسلام، ولم نسمع عن جهود ل«الكنيسة» لإصلاح شؤونها الخربة، ورد الثقة والاعتبار إلى كبار كهنتها وكرادلتها الذين سقطوا من أعين أتباعهم، بعد اكتشاف ظاهرة الشذوذ المخزية التي مازال زلزالها يهز الأرجاء، بعد أن حول أولئك الكهنة كنائسهم إلى مواخير للرذيلة، وبعلم البابا نفسه، وهو ما وضع الكنيسة بعمومها في مأزق كبير. وبينما تغرق الكنيسة الكاثوليكية والإنجيلية في فضائح الشذوذ؛ تغرق الكنيسة الأرثوذكسية في مستنقع الانشقاقات والارتباك، فالكنيسة الأرثوذكسية في روسيا - على سبيل المثال - مازالت تقف عاجزة عن مجرد الإسهام في التعامل مع الأوبئة الاجتماعية التي تفتك بأتباعها من أبناء الشعب الروسي. ومن هنا، فإن المستغرب أن تترك الكنيسة مشكلاتها بهذا الشكل، وتتوجه بكل قواها وإمكاناتها لضرب الإسلام ومحاولة تغيير دين المسلمين، وستكون أدواتها في ذلك العصا والجزرة.. «عصا» القوى الاستعمارية التي تواصل ضغوطها على الأنظمة الدكتاتورية المهترئة الجاثمة على أنفاس الشعوب، لتخلي المجال وتفسح الطريق وتهيئ لها الأجواء لتعمل دون معوقات أو مقاومة سواء من القوى الإسلامية الراشدة، أو العمل الخيري الإسلامي، وجهود كل الوطنيين الذين يعملون على الحفاظ على هوية بلادهم الإسلامية، ولئن رفضت أنظمة الحكم تحقيق المطلوب فالبديل الأفغاني والعراقي جاهز، وهو الاحتلال وتمزيق البلاد لترعى فيها قوى التنصير، وما يجري اليوم في كردستان العراق خير مثال، أو إحداث القلاقل والعمل على تمزيق البلاد كما يجري اليوم في السودان من محاولات لفصل جنوبه عن شماله، والتمكين لفئة صليبية في الجنوب، بينما يتواصل العبث في دارفور من مؤسسات تنصيرية إغاثية محمية بالأمم المتحدة لزرع العمل التنصيري في منطقة سكانها مسلمون مائة في المائة. وفي الوقت نفسه، فإن «جزرة» المساعدات الإنسانية المشبوهة عبر الهيئات الإغاثية الغربية جاهزة في وقت تتواصل فيه محاولات تجفيف العمل الخيري الإسلامي، ومنعه بكل السبل وتحت كل الذرائع من مساعدة أهله، بينما يفسح المجال واسعاً لقوى التنصير.. كما أن «جزرة» إطالة أمد الأنظمة الفاسدة جاهزة حتى تظل حجر عثرة أمام صعود القوى الإسلامية الحية بمشروعها المناوئ لكل أشكال الاستعمار والاستعباد، وتقف حجر عثرة أمام قيام المؤسسات الإسلامية الرسمية الكبرى في مقاومة مخططات التنصير. وهكذا.. يعد الفاتيكان علانية العدة لحرب صليبية شرسة على بلادنا، بينما أنظمة الحكم مشغولة حتى النخاع بالتمكين لنفسها والطبقة المحيطة بها بأي ثمن، بدءاً من تزوير الانتخابات، حتى بيع الأوطان لمن يدفع أكثر.. ولاحول ولا قوة إلا بالله (اقرأ الصفحات من 22- 36). .............................................................. (*) كاتب مصري – مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية